احتفالات عيد الأضحى بشمال سيناء..دواوين مفتوحة وشواطئ مكتظة ومبادرات مجتمعية
تتواصل مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك في مختلف أنحاء محافظة شمال سيناء، وسط أجواء من البهجة والتكافل المجتمعي، حيث شهد ثاني أيام العيد حركة نشطة للأهالي بين القرى والمدن، في مشهد يعكس تماسك النسيج الاجتماعي لأبناء المحافظة وحرصهم على إحياء العادات والتقاليد المتوارثة، والتي تُجسد المعاني السامية للتراحم والتواصل في هذه المناسبة الدينية المباركة.
منذ ساعات الصباح الباكر، شهدت القرى والتجمعات السكانية في شمال سيناء نشاطًا ملحوظًا، حيث تحركت العائلات لزيارة أقاربها وجيرانها في القرى المجاورة، في طقس اجتماعي متوارث يحرص فيه المواطنون على تقديم التهاني وتبادل الدعوات بالخير والسلام.
واستقبلت المجالس العائلية والدواوين الأهلية الزائرين، حيث جلس الرجال وكبار السن في حلقات النقاش وتبادل الأحاديث الودية، بينما شارك الجميع في تناول وجبات الإفطار والغداء التي أُعدّت من لحوم الأضاحي التي ذُبحت في أول أيام العيد، واستمرت عملية الذبح في ثاني أيامه أيضًا، في أجواء يسودها الفرح والبساطة.
وفي إطار تعزيز الدور المجتمعي للدولة ومؤسساتها، فتحت مراكز الشباب المنتشرة في مدن وقرى شمال سيناء أبوابها أمام المواطنين ضمن مبادرة وزارة الشباب والرياضة "العيد أحلى بمراكز شباب مصر"، التي تهدف إلى تحويل هذه المراكز إلى منصات خدمية وترفيهية خلال أيام الأعياد والمناسبات، لتلبية احتياجات السكان وخاصة فئة الشباب والأطفال.
وشهدت مراكز الشباب إقبالاً ملحوظًا من العائلات، حيث شارك الأطفال والشباب في أنشطة رياضية وترفيهية وثقافية نُظمت داخل ساحات المراكز، وسط إشراف من العاملين والمتطوعين. وقد لاقت المبادرة استحسانًا كبيرًا من الأهالي الذين أشادوا بدور الدولة في توفير متنفس آمن ومجاني للعائلات خلال أيام العيد.
وعلى ساحل مدينة العريش، توافدت العشرات من الأسر والشباب بعد فترة الظهيرة إلى الشواطئ العامة، حيث فضل الكثير منهم نصب الخيام وقضاء أوقات طويلة على رمال البحر، مستمتعين بنسائم البحر المتوسط ومياه الشاطئ الهادئة.
ورصدت الجهات المختصة ارتفاع نسبة إشغال الفنادق والشاليهات المطلة على البحر، والتي وصلت إلى مستويات مرتفعة خلال اليومين الأول والثاني من العيد، وقد اتخذت محافظة شمال سيناء إجراءات تنظيمية وأمنية لتأمين الشواطئ وضمان سلامة المصطافين، بتواجد سيارات الإسعاف في مواقع قريبة من أماكن التجمعات.
واستمرت المجازر الرسمية في مدن شمال سيناء في فتح أبوابها أمام المواطنين الراغبين في ذبح أضاحيهم وتجهيزها في بيئة صحية وتحت إشراف بيطري كامل. وتوافد المواطنون منذ ساعات الصباح الأولى إلى المجازر، حاملين أضحياتهم وسط التزام واضح بالتعليمات الصحية والإرشادات البيطرية.
وفي جانب آخر من مشهد العطاء والتراحم، واصلت الجمعيات الأهلية والخيرية، بالتعاون مع متطوعين من الشباب، عمليات توزيع لحوم الأضاحي على الأسر الأكثر احتياجًا في قرى ومناطق شمال سيناء، في مبادرة تهدف إلى ترسيخ قيم التكافل وتحقيق العدالة الاجتماعية في توزيع خيرات العيد.
من جهته، أكد الدكتور أحمد سمير بدر، وكيل وزارة الصحة بمحافظة شمال سيناء، أن المديرية كثّفت المرور الميداني على مختلف المرافق الصحية والمبادرات الرئاسية المنتشرة في الأماكن العامة والميادين خلال أيام العيد، للاطمئنان على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وأشار الدكتور بدر إلى استمرار المتابعة الميدانية للوحدات الصحية، والتأكد من توافر الكوادر الطبية والتمريضية، فضلًا عن الأدوية والمستلزمات، بما يضمن جاهزية النظام الصحي لاستقبال الحالات الطارئة وتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية على مدار الساعة.
كما شدد على أهمية الجولات المفاجئة التي يقوم بها فريق المتابعة التابع للمديرية بهدف تحقيق الانضباط الإداري ورفع كفاءة الأداء داخل المنشآت الصحية، في إطار حرص وزارة الصحة على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في شمال سيناء خلال فترة العيد وبعدها.

الأحتفال بالعيد بمراكز الشباب

توزيع هدايا العيد

مجالس المحتفين بالعيد بالقري
0 تعليق