متحف سوهاج يتألق في اليوم العالمى للمتاحف كمؤسسة ثقافية وتربوية.. صور
في 18 مايو من كل عام، يحتفل العالم بـ اليوم العالمي للمتاحف، وهو مناسبة دولية تُعلي من قيمة المتاحف كمؤسسات ثقافية وتربوية تسهم في حفظ التراث الإنساني وصونه للأجيال القادمة وفي هذه المناسبة المميزة، أعلن متحف سوهاج القومي عن فتح أبوابه للجمهور مجانًا، لإتاحة الفرصة أمام الزائرين لاكتشاف كنوز الحضارة المصرية الخالدة، والتقاط الصور التذكارية وسط واحدة من أهم واجهات مصر الثقافية في صعيدها العريق وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز الوعي الأثري وترسيخ الانتماء الوطني، لا سيما لدى الأجيال الجديدة.
يُعد متحف سوهاج القومي أحد أكبر المتاحف الإقليمية في مصر، ويُشكل واجهة حضارية لمحافظة سوهاج التي طالما كانت مهدًا للحضارة المصرية القديمة. تعود فكرة إنشاء المتحف إلى عام 1993، بهدف عرض المقتنيات الأثرية المستخرجة من أرض سوهاج، خاصة القطع الخاصة بمقبرة الأميرة ميريت آمون، ابنة رمسيس الثاني. إلا أن المشروع تعثر لسنوات طويلة حتى أُعيد إحياؤه عام 2016، وافتتحه رسميًا فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2018، في تأكيد على أهمية الصعيد ومكانته في قلب الجمهورية الجديدة.
يقع المتحف على الضفة الشرقية لنهر النيل بمدينة ناصر، ويستوحي تصميمه المعماري من شكل معبد الملك سيتي الأول بأبيدوس، أحد أعظم معابد مصر القديمة. يتكون المتحف من بدروم وطابقين، ويحتضن أكثر من 900 قطعة أثرية منتقاة بعناية من حفائر ومواقع أثرية متعددة بمحافظة سوهاج، بالإضافة إلى قطع من متاحف كبرى مثل المتحف المصري ومتحف الفن الإسلامي.
يعتمد سيناريو العرض المتحفي على تسلسل موضوعي فريد، يعكس تطور المجتمع المصري في صعيده الجنوبي، من خلال عدة محاور. يشمل الطابق الأول ست قاعات رئيسية، تتناول موضوعات مثل الملوك والشخصيات العامة، الحياة الأسرية، العادات والتقاليد الصعيدية، الحرف والصناعات اليدوية، المطبخ المصري، والنسيج، إلى جانب التراث الشعبي. أما الطابق الأرضي، فيسلط الضوء على فكرة الإيمان في مصر القديمة، من خلال عرض مفاهيم مثل التوحيد، التحنيط، الحساب، والبعث، وينتهي بالحديث عن "الحج إلى أبيدوس"، ثم رحلة الحج إلى الأراضي المقدسة وكسوة الكعبة التي كانت تُصنع في مدينة أخميم.
ويضم المتحف مقتنيات نادرة، منها تمثال رمسيس الثاني المصنوع من الجرانيت الوردي، وجزء من مقبرة وني حاكم أبيدوس، ومصحف مذهب من العصر العثماني، ومفتاح دير الأنبا شنودة المعروف بـ"الدير الأبيض"، إلى جانب نموذج فريد من أول ستارة لكسوة الكعبة التي كانت تصنع في سوهاج، وتعكس الدور الروحي والثقافي الكبير للمحافظة في التاريخ الإسلامي.
ولا يُعد المتحف مجرد قاعات عرض، بل يمثل منصة تعليمية وتربوية تعزز من وعي الزوار بالتاريخ والتراث، حيث يقدم تجربة متكاملة تجسد حياة المصري القديم، وتُبرز قيمه الدينية والاجتماعية والاقتصادية. ومن هنا، يصبح متحف سوهاج القومي ليس فقط مرآة للماضي، بل جسرًا يصل الحاضر بالمستقبل، ويعيد إلى سوهاج مكانتها المستحقة كأحد أهم مراكز الحضارة المصرية على مر العصور.

الجمهور بالمتحف

بعض القطع الأثرية المتنوعة بالمتحف

تماثيل ببهو المتحف

قطع أثرية من أبيدوس

قطع اثرية من العصر الإسلامى

مصحف من العصر الأسلامى

مقتنيات بالمتحف

مقتنيات من مقتنيات الحج
0 تعليق