نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إسرائيل نفّذت تهديدها الأول... هل تنتقل إلى التهديد الثاني؟ - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 07:53 صباحاً
بعد الهجوم الحوثي على مطار بن غوريون، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد على الحوثيين، وعلى "أسيادهم" الإيرانيين "في الوقت والمكان المناسبين". نفّذت إسرائيل تهديدها الأول، ووجّهت ضربات قاسية جداً ضد الحوثيين واستهدفت بنى تحتية في ميناء الحديدة ومطار صنعاء بضربات نوعية، والأنظار تتجه نحو التهديد الثاني، ضرب إيران.
إيران تملّصت من الهجمات الحوثية على إسرائيل، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن جماعة الحوثي "تتحرك بشكل مستقل وليست وكيلة لإيران"، لكن نتنياهو لا يفصل بين الطرفين، وكان قد نشر في وقت سابق على منصّة "X" موقفاً للرئيس الأميركي دونالد ترامب يقول فيه إن "إيران تسلّح الحوثيين وتملي عليهم ما يجب فعله".
وللإجابة عن سؤال ما إذا كانت إسرائيل ستوجّه ضربة لإيران، وجب التطرّق إلى معايير تحكم هذا الهجوم.
المعيار الأول هو الغطاء الأميركي، والذي تنطلق منه باقي المعايير. فضرب إسرائيل الحوثيين في اليمن يتم بغطاء وموافقة أميركية، وقد نقلت "جيروزاليم بوست" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن واشنطن "تُدرك" الآن أن تل أبيب "لم تعد قادرة على البقاء مكتوفة الأيدي".
ثم إن الولايات المتحدة تنفّذ ضربات بشكل مستمر ضد جماعة الحوثي، لكن ترامب الذي يعطي المفاوضات النووية فرصتها، لم يتخذ قرار توجيه ضربات عسكرية ضد إيران، وفق ما نقلت "نيويورك تايمز" معلومات في نيسان /أبريل الماضي عن منعه هجوماً إسرائيلياً على إيران، ووفق التقديرات، فإن إسرائيل غير قادرة على تنفيذ ضربة ضد إيران دون موافقة أميركية.
الباحث الأميركي سام هيلر ينطلق من هذه النقطة ليتحدّث عن المعيار الرئيسي، وهو الموقف الأميركي، فيقول إن توجيه إسرائيل ضربة لإيران "يعتمد على مدى استعداد نتنياهو لإغضاب ترامب، الذي بدا مهتماً بالتوصل إلى حل تفاوضي مع طهران"، وفي حديث لـ"النهار"، يفتح هلير الباب على المعيار الثاني فيشكّك في قدرة إسرائيل على التحرّك "بشكل منفرد" ضد إيران، دون "دعم أميركي فعّال".
تفقّد المقاتلة الإسرائيلية قبل انطلاقها.
التشكيك في قدرة إسرائيل على اتخاذ قرار منفرد بضرب إيران دون غطاء أو مشاركة أميركية يفتح الباب على فارق القدرات العسكرية بين الحوثيين وإيران. فإسرائيل التي صدّت 95 في المئة من الهجمات الحوثية وفق إعلامها، لم تتمكّن من صد الهجمات الإيرانية في أوائل تشرين الاول /أوكتوبر دون دعم أميركي – بريطاني – فرنسي وبمساعدة دول إقليمية لم يتم ذكرها.
وبالتالي، فإن الضربة الإسرائيلية المباشرة لإيران مستبعدة في المدى المنظور ووفق المعطيات الحالية، بانتظار نتائج المفاوضات النووية التي تنتظرها جلسة محادثات جديدة يوم الأحد في سلطنة عمان وفق إعلام إيراني، لكن الأنظار تتجه نحو أشكال أخرى من الحرب التي تحمل نتائج فعلية ولا ترتّب على إسرائيل المسؤوليات.
منعت الولايات المتحدة في السنوات السابقة إسرائيل من تنفيذ ضربات عسكرية ضد إيران، فلجأت تل أبيب إلى حرب الظل الأمنية ضد طهران، وفي السنوات الأخيرة، نفّذت سلسلة عمليات استخباراتية وسيبرانية، كان أبرزها الهجوم الإلكتروني على منشأة نطنز النووية، اغتيال عالم الطاقة النووية محسن فخري زاده وقادة في الحرس الثوري، واستهداف سفن نفط من خلال ألغام بحرية.
في المحصلة، فإن نتنياهو الذي يسير بين ألغام المفاوضات النووية، تعهّد بضرب إيران، لكن شكل الضربة غير محدد بعد، وقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي "بالمكان والزمان المناسبين"، وهي إشارة قد تحمل في طياتها الكثير من المضامين التي لا تغفل توجيه ضربات دون تبنّيها، بانتظار شكل الرد الإسرائيلي على الدعم الإيراني للحوثيين.
0 تعليق