نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كيف يؤثر الضحك على صحتنا الجسدية والنفسية؟ - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 7 مايو 2025 03:26 صباحاً
في خضم الحياة اليومية المليئة بالضغوط النفسية والواجبات المتراكمة، ننسى أحيانًا أن أبسط الأشياء قد تحمل أعظم الفوائد. الضحك، تلك الاستجابة الطبيعية للمواقف المبهجة أو المضحكة، ليس مجرد فعل عابر يثير البهجة المؤقتة، بل هو أداة فعّالة لصحة الجسد وسلامة العقل. منذ قرون، اعتُبر الضحك وسيلة للتنفيس والتواصل الاجتماعي، لكن الدراسات الحديثة أثبتت أن تأثيره يمتد أعمق بكثير مما كنا نعتقد.
إنه ليس فقط يعكس شعورنا، بل يشكّل جزءًا من معادلة توازننا النفسي والجسدي. في هذا المقال نستعرض كيف يمكن للضحك أن يتحوّل من لحظة مرحة إلى وسيلة علاجية تسهم في تحسين نوعية حياتنا من نواحٍ متعددة.
الضحك كدواء طبيعي للجسم
من الناحية الجسدية، يُعد الضحك بمثابة تمرين خفيف يحرك عضلات الوجه والصدر والبطن، ويُنشّط القلب ويُسرّع التنفس، مما يُعزز الأوكسجين الداخل إلى الدماغ والأنسجة. هذا التفاعل الجسدي البسيط يُساهم في تقوية الجهاز المناعي عبر خفض مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، وزيادة إفراز الإندورفين، وهو الهرمون المسؤول عن الإحساس بالسعادة وتخفيف الألم. كما أشارت دراسات علمية إلى أن الضحك المنتظم يُحسّن الدورة الدموية، ويُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وضغط الدم المرتفع.
والأكثر من ذلك، فإن جلسة ضحك واحدة تُعادل دقائق من التمارين الهوائية من حيث الفائدة القلبية، مما يجعل الضحك وسيلة فعّالة لدعم اللياقة البدنية، لا سيما لدى كبار السن أو من لا يستطيعون ممارسة الرياضة بانتظام.
تأثير الضحك على الصحة النفسية والعاطفية
أما من الناحية النفسية، فيُعتبر الضحك آلية طبيعية لتخفيف الضغط والقلق. فعندما نضحك، يدخل دماغنا في حالة من الاسترخاء تقلل من مشاعر القلق والاكتئاب. الضحك يساهم أيضًا في إعادة التوازن الكيميائي في الدماغ، عبر تعزيز الناقلات العصبية الإيجابية، مما يجعل الفرد يشعر براحة نفسية أكبر وتحسّن في المزاج.
كما يساعد الضحك على تحسين جودة النوم، إذ أن حالة الارتخاء التي تلي الضحك تُسهّل الدخول في النوم العميق. في الوقت نفسه، يعمل الضحك كوسيلة تواصل فعالة تقوّي العلاقات الاجتماعية، فعندما نضحك مع الآخرين، نشعر بالقرب والتفاهم والانتماء، ما يعزز الشعور بالدعم الاجتماعي ويقلل من العزلة، التي تُعد من أبرز عوامل تدهور الصحة النفسية.
كيف نُدخل الضحك في روتيننا اليومي؟
بالرغم من أن الحياة قد لا تمنحنا دومًا مواقف تستحق الضحك، إلا أننا نستطيع خلق بيئة تُشجّع على الفرح. يمكن البدء بخطوات بسيطة، كمتابعة برامج كوميدية أو مشاهدة أفلام مضحكة، أو الانضمام إلى جلسات يوغا الضحك المنتشرة عالميًا. كما يُمكن تربية روح الدعابة الشخصية عبر تبادل النكات والطرائف مع العائلة والأصدقاء، أو حتى قراءة كتب ذات طابع ساخر. المهم أن نمنح الضحك مساحة في حياتنا اليومية، سواء في أوقات العمل أو في لحظات الراحة. ويمكن أيضًا اعتماد عادة "دقيقة ضحك" يوميًا في بداية اليوم، حيث يقف الشخص أمام المرآة ويضحك بشكل إرادي، وهو ما ثبت أنه يُحفّز الضحك التلقائي ويُنشّط المزاج.
الضحك ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو هدية بيولوجية تمنحنا طاقة، صحة، وتوازنًا داخليًا نحن بأمس الحاجة إليه. من خلال دمج الضحك في نمط حياتنا اليومي، يمكننا تقوية أجسادنا، تهدئة عقولنا، وتعزيز علاقاتنا الاجتماعية. فمهما كانت الظروف، يبقى الضحك أداة مجانية وفعّالة لمواجهة التحديات. وربما آن الأوان لأن نأخذ الضحك بجدية أكثر... لا لنكف عن الضحك، بل لنُدرك قيمته العميقة في رحلتنا نحو حياة أكثر صحة وسعادة.
0 تعليق