في تطور مفاجئ شغل اهتمام أولياء الأمور والطلبة على حد سواء، أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في المغرب عن قرار تأجيل العطلة البينية الرابعة للعام الدراسي الحالي، والتي كان من المقرر أن تبدأ في الرابع من مايو 2025. القرار الذي جاء في وقت حساس، أثار موجة من ردود الفعل في أوساط الأسر المغربية، لا سيما أنه ترافق مع إجازات دينية ووطنية كانت مبرمجة ضمن نفس الفترة. وتُعد العطل البينية من الركائز الأساسية التي يعتمدها التقويم الدراسي المغربي، كونها تمنح التلاميذ فترة راحة نفسية وجسدية بين مراحل الدراسة، وتتيح للأسر فرصة لتنظيم الأنشطة الاجتماعية أو السفر أو دعم التحصيل الدراسي لأبنائهم.

ما هو سبب تأجيل العطلة البينية الرابعة في المغرب؟

رغم أن الوزارة لم تصدر بيانًا تفصيليًا حول خلفيات القرار، إلا أن مصادر مطلعة أشارت إلى أن التعديل جاء نتيجة التزامات إدارية وتنظيمية مرتبطة بتقويم الامتحانات الإشهادية والتحضير للفترة الأخيرة من السنة الدراسية، التي تُعد حاسمة في تقويم مستويات التلاميذ وإنهاء البرامج الدراسية في وقتها المحدد. وكان من المنتظر أن تُمنح العطلة البينية الرابعة من 4 إلى 11 مايو 2025، إلا أن تأجيلها، بحسب التعديلات المعلنة، قد يتم إلى أسبوع لاحق أو يتم دمجها مع عطلة أخرى بحسب ما يُقره التقويم الجديد الذي ستكشف عنه الوزارة قريبًا.

التقويم المدرسي المغربي: توزيع العطل بين الدراسة والراحة

وفق الخطة الزمنية التي وضعتها وزارة التربية الوطنية، فإن التقويم الدراسي بالمغرب يتضمن أربع عطل بينية خلال السنة الدراسية، موزعة كالتالي: العطلة البينية الأولى: شهر أكتوبر. العطلة البينية الثانية: شهر ديسمبر. العطلة البينية الثالثة: شهر مارس. العطلة البينية الرابعة: كان من المفترض أن تكون في مايو. وتُضاف إلى هذه العطل فترات راحة أخرى بمناسبة المناسبات الدينية والوطنية، مثل عيد الفطر، عيد المولد النبوي، ذكرى المسيرة الخضراء، وعيد الاستقلال، بهدف تحقيق توازن فعّال بين الدراسة والراحة.

أثر القرار على الأسر المغربية

العديد من الأسر المغربية عبّرت عن تأثرها بهذا القرار المفاجئ، خاصة وأن الكثير منها كان قد وضع ترتيبات مسبقة للسفر أو لزيارة الأقارب خلال فترة العطلة، كما أن التلاميذ كانوا يترقبون هذه الفرصة للراحة بعد أسابيع من الدراسة المكثفة. كما أشار بعض المراقبين إلى ضرورة إشراك الأسر والمؤسسات التعليمية في مثل هذه القرارات من خلال إعطاء مهلة زمنية كافية قبل اعتمادها، لتفادي الإرباك الذي قد ينتج عن التعديلات المفاجئة.

خدمة رقمية لمتابعة جديد التقويم الدراسي

في إطار الرقمنة وتعزيز الشفافية، توفر وزارة التربية الوطنية منصة إلكترونية يمكن من خلالها متابعة آخر المستجدات المتعلقة بالتقويم الدراسي، والعطل، وتحديثات المواعيد الرسمية. كما تعمل الوزارة على تطوير تطبيق للهاتف المحمول لتسهيل وصول الأسر والطلاب إلى المعلومات المهمة فور صدورها. ويوصى بزيارة الموقع الرسمي للوزارة بانتظام للتأكد من مواعيد العطل وتفاصيل التعديلات المحتملة.

نحو تنظيم دراسي أكثر مرونة وفعالية

تأجيل العطلة البينية وإن كان قد أربك بعض الأسر في الوقت الحالي، إلا أنه يعكس رغبة وزارة التربية الوطنية في ضمان سير الدراسة بشكل منظم دون تأخير في المناهج أو ضغط غير مبرر خلال الفترات النهائية من السنة الدراسية. وفي انتظار الإعلان الرسمي عن الجدول المعدل، يبقى من الضروري على الجميع التحلي بالمرونة والمتابعة المستمرة للمصادر الرسمية، لضمان حسن تدبير الوقت والاستعداد الجيد للمرحلة الختامية من الموسم الدراسي.