شهد قطاع البترول والثروة المعدنية في مصر تطورًا ملحوظًا من خلال استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الاستثمارات الأجنبية ودعم الاقتصاد الوطني. في لقاء حديث، ناقش المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، مع وفد مجموعة موانئ أبوظبي سبل التعاون للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة، خاصة في مشروع كيزاد شرق بورسعيد.

محاور استراتيجية البترول المصري

تعتمد استراتيجية وزارة البترول المصرية على ستة محاور رئيسية تهدف إلى تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة. هذه المحاور تشمل تطوير البنية التحتية، تعزيز الأنشطة البترولية والتعدينية، ودعم مشروعات الطاقة المتجددة. وتسعى الاستراتيجية إلى:

تطوير شبكات خطوط أنابيب البترول والغاز لتسهيل النقل والتوزيع. تعزيز قدرات مصانع إسالة الغاز في إدكو ودمياط لزيادة الصادرات. دعم مشروعات الطاقة النظيفة مثل الهيدروجين والأمونيا الخضراء. تحسين البنية التحتية للموانئ والمطارات لدعم التجارة الإقليمية. جذب استثمارات أجنبية من خلال بيئة استثمارية تنافسية. تطوير قطاع التعدين لاستغلال الموارد الطبيعية بكفاءة.

دور كيزاد شرق بورسعيد في التعاون

يُعد مشروع كيزاد شرق بورسعيد، الذي أُبرمت اتفاقيته مؤخرًا بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبوظبي، نموذجًا للشراكة الاستراتيجية بين مصر والإمارات. يمتد المشروع على مساحة 20 كيلومترًا مربعًا، ويهدف إلى إنشاء منطقة صناعية ولوجستية متكاملة. وتشمل المرحلة الأولى استثمارات بقيمة 120 مليون دولار للدراسات السوقية والفنية، مع بدء التشييد بنهاية 2025.

 

وفقًا لتصريحات رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، يعزز هذا المشروع حركة التصنيع وسلاسل الإمداد العالمية، مستفيدًا من الموقع الاستراتيجي لميناء شرق بورسعيد على البحر المتوسط.

فرص التعاون مع موانئ أبوظبي

أشاد الرئيس الإقليمي لمجموعة موانئ أبوظبي بالمحاور الستة لاستراتيجية الوزارة، مؤكدًا أنها تتماشى مع خطط المجموعة التي تعطي الأولوية للاستثمار في مصر. وأشار إلى إمكانية نقل الخبرات والتكنولوجيات التي تمتلكها المجموعة في التجارة والخدمات اللوجستية لدعم مشروعات البنية التحتية المصرية.

من بين المقترحات التي تم مناقشتها:

عقد ورش عمل مشتركة لدراسة المشروعات المحتملة ووضع خطط تنفيذها. دعوة وفد موانئ أبوظبي لحضور منتدى مصر للتعدين في يوليو 2025 لاستعراض الفرص الاستثمارية. زيارة المهندس كريم بدوي لمنشآت موانئ أبوظبي للاطلاع على أحدث التكنولوجيات.

أهمية الشراكة للاقتصاد المصري

تسهم هذه الشراكة في تعزيز الاقتصاد المصري من خلال جذب استثمارات أجنبية مباشرة، وخلق فرص عمل، وزيادة الصادرات. وبحسب تقارير الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، نجحت المنطقة في استقطاب 274 مشروعًا استثماريًا بقيمة 8.3 مليار دولار خلال الـ33 شهرًا الماضية، مما يعكس ثقة المستثمرين في البيئة الاقتصادية المصرية.

كما أن استغلال الموقع الجغرافي لمصر، الذي يربط بين ثلاث قارات، يعزز دورها كبوابة رئيسية للأسواق العالمية، خاصة مع وجود بنية تحتية متطورة تشمل موانئ حديثة وشبكات طرق متكاملة.