في أواخر التسعينيات، قدم إلى قرية يمنية طبيب مصري يُدعى ربيع ثروت، حيث عمل في الوحدة الصحية هناك، وقد أمتلك شخصية مرحة جعلته محبوبًا من قبل الجميع. الطبيب ربيع لم يكن مجرد معالج للأمراض، بل كان شخصية اجتماعية رائعة كونت صداقة مميزة مع أهل القرية، وهو ما جعل تجاربه في هذه القرية تحمل العديد من القصص العجيبة والطريفة.

القصة العجيبة للطبيب المصري في تقديم العلاج

في إحدى الأمسيات، وبينما كان الدكتور ربيع يجلس في المجلس برفقة أهل القرية، وصل أحد الآباء يحمل ابنه الذي يعاني من الحمى والتقيؤ المستمر، قام الطبيب فورًا بفحص الطفل مستخدمًا السماعة الطبية وحدد أنه يعاني من تسمم غذائي، فبادر بعلاجه، وما إن تحسن الطفل حتى دعا والده الطبيب لتناول الغداء في اليوم التالي في منزله. أثناء الزيارة، أثبت الطبيب حسن أخلاقه وحرصه على صحة الطفل، فقد أهداه علبة مكملات غذائية وتابع حالته. كان الموقف يعكس مدى اهتمامه بالمرضى وأهاليهم، وهو أمر غرس الحب والاحترام الكبير له بينهم.

موقف طريف مع أهل القرية حول “بنت الصحن”

أثناء الغداء في منزل العائلة، تفاجأ الطبيب بسماع الرجل يطلب تجهيز “بنت الصحن”، فظن أن هناك نية لتزويجه، وهو ما أثار دهشته وقلقه، خاصة عندما سأل صديقه عن تلك الفتاة إن كانت جميلة أم لا، ليتم توضيح الأمر له بأنها ليست فتاة بل حلوى يمنية شهيرة. ترتسم البهجة على وجه الطبيب بعد تناولها، حتى أنه أعرب عن إعجابه بتلك الحلوى وقال إنها تفوقت على “أم علي”، وكان الموقف ممتعًا للجميع ومليئًا بالمرح والطرافة.

تجربة فريدة للطبيب المصري مع القات

أراد الطبيب ربيع خوض أحد التجارب التقليدية في القرية وهي “تخزين القات”، وهي عادة شائعة بين اليمنيين، وبدأ بالفعل بمضغ القات وسط نصائح أهل القرية له بعدم بلع الماء الخاص به، لكنه واصل مضغه مستمتعًا ومندمجًا في الحديث مع الحاضرين. وسط تلك الأجواء المسلية، تطرق الطبيب للحديث عن حياته الشخصية وأسباب قدومه للقرية، شارحًا تفاصيل معاناته بسبب قصة حب فاشلة أثرت على حياته المهنية والشخصية. في نهاية اليوم، أدرك الطبيب سحر البساطة في حياة القرويين وكيف يمكن للتجارب البسيطة أن تُنسيه آلام الماضي.

القصة العجيبة للطبيب المصري في قرية يمنية تعكس مزيجًا رائعًا من الثقافة المختلفة والمواقف الإنسانية الطريفة التي شاركها مع سكانها. كانت هذه القصة مليئة بالتشويق والمرح، وهي شهادة على قدرة البشر على التواصل فيما بينهم بغض النظر عن اختلافات الثقافة والبيئة.