نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الكرنفال في ذروة انحطاطه المقيت - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 12:08 مساءً

آثار ضربة صاروخية إيرانية في بئر السبع. (أ ف ب)
هذا الكرنفال الدمويّ الأمميّ يفوق الوصف من حيث انحطاطه وهزاله وتفاهته.
وهو لا يُحتمَل. إنّه، في بشاعته، كالتهريج الحربيّ المثير للشفقة الذي شهدناه أمس، وأشبه ما يكون بالإرهاب العقليّ الكثير الصفاقة، والمنعدم الخيال والذكاء و... الأخلاق.
الحروب عارٌ مطلقًا، لكنّها على الشكل الذي انتهت إليه في شرقنا اللذيذ، باتت كرنفالًا مقيتًا للعار.
إذ ليس أسوأ من الأنظمة وحكّامها وديكتاتوريّيها وجهّالها ومرضاها ومُهلوِسيها وقياميّيها، عندما يكونون سرّاقًا وصيارفةً وتبشيريّين و"إلهيّين" وقتلةً كرنفاليّين ومهرِّجين غير موهوبين من طراز ترامب ونتنياهو وخامنئي وبوتين، وبقيّة أعضاء الفرقة الكرنفاليّة الموزّعين شرقًا وغربًا، الذين حوّلوا العيش في العالم مقبرةً ومعرصةً جماعيّتَين.
مقبرة ومعرصة، هو العالم.
وكان على إيران أنْ "تضرب ضربتها" (الفراغيّة) لكي تحافظ على شرفها المُهان، ولكي يكتمل النقل بالزعرور الكرنفاليّ، وهو سقط المتاع.
وكان لا بدّ من أنْ تتضافر الاستنكارات والاحتجاجات اللغوانيّة في عالمنا "العربي" تنديدًا بالاعتداء الإيرانيّ السافر الذي تعرّضت له قطر والبحرين والعراق والكويت.
وما دمنا نتحدّث عن الكرنفال التافه، يجب ألّا ننسى توجيه التحيّة الساخرة إلى "رئيس العالم الحرّ"، لابس القبّعة الكرنفاليّة، وهو يشكر لطهران الفقيهة إعلامه بالضربة قبل وقوعها تجنيبًا لقتل أميركيّين وسقوط ضحايا، أو وهو يدعو أمير قطر إلى "ضبط النفس"، أو وهو "يبشّر" باقتراب حلول السلام. وهلمّ.
قتلى فلسطين الذين فاقوا الخمسين ألفًا خلال العامين الأخيرين، معليش أنْ يُقتَلوا، في هذا المعيار الكرنفاليّ.
فلسطين أيضًا معليش أنْ تُباد وتُمحى، وليس ثمّة لزومٌ ولا وقتٌ لتخليصها من براثن الوحش.
ولبنان معليش ألا يستحقّ العيش بعد خمسين عامًا من إبادة الحياة فيه.
وكذا يُقال عن سوريا، والعراق، واليمن، والسودان، وليبيا...
ومعليش أنْ تبقى إيران في عهدة الوليّ الفقيه، ما دامت وقّعت سلامًا، أو ستوقّعه، على ما تبرّع بتأكيده "رئيس الأمم".
ترى، هذا الموت كلّه، من أجل ماذا؟ ومن أجل مَن؟ أمن أجل تل أبيب؟ طهران؟ واشنطن؟ موسكو؟ بيجينغ؟ وبيونغ يانغ؟ أحقًّا، من أجل هذه وتلك وهاتيك؟! أم من أجل السلام؟! وأيّ سلام؟!
أيعقل أنْ يُضحَك على "الشعوب" القطعانيّة المثخنة بالفواجع والأضغاث والهلوسات، وبهذه الطريقة السفيهة؟ وأنْ يُرتكَب هذا الجرم العبثيّ العدميّ المتمادي كلّه... من أجل السلام؟!
فكيف يكون سلامٌ يُبنى فوق هذا الركام القياميّ من "الآلهة" والأحقاد والثارات والجماجم والدماء والأشلاء والأحلام؟!
"الآلهة" الذين يبنون هذا "السلام" المسموم والمفخّخ، إنّما يؤسّسون لحروبٍ مقبلة، أبديّة و"إلهيّة".
والبقيّة تأتي.
0 تعليق