تحل، اليوم الثلاثاء، ذكرى رحيل الفنان القدير يوسف داوود (1933-2012)، أحد أبرز الوجوه الكوميدية في السينما والمسرح المصري، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم قبل 13 عامًا إثر أزمة صحية عن عمر ناهز 79 عامًا.

من الهندسة إلى الفن

قبل أن يصبح نجمًا كوميديًا، كان يوسف داوود مهندسًا متخرجًا من كلية الهندسة قسم الكهرباء عام 1960، وعمل في مجاله قبل أن يقرر تغيير مساره الفني بشكل جذري عام 1985 بعد نجاحه الباهر في مسرحية "زقاق المدق"، والتي نال عنها إشادات النقاد.

شكل داوود ثنائيًا ناجحًا مع الفنان عادل إمام، حيث شارك في عدد من أبرز أفلامه مثل: "زوج تحت الطلب"، "كراكون في الشارع"، "سلام يا صاحبي"، "النمر والأنثى"، كما برز في أعمال مسرحية أخرى مثل "الواد سيد الشغال"، قبل أن ينتقل إلى التلفزيون ليصبح وجهًا مألوفًا في العديد من المسلسلات.

كشفت ابنته دينا يوسف داوود في تصريحات سابقة أن والدها كان محبًا للقراءة والشعر، كما كان يجيد أعمال النجارة والرسم، وحرص على إبعاد أبنائه عن مجال التمثيل رغم نجاحه الكبير فيه.

وأظهرت صور نادرة من شبابه – نشرتها ابنته على وسائل التواصل الاجتماعي – مدى الاختلاف في مظهره قبل دخوله عالم الفن.

عاش داوود تجربة غير عادية خلال خدمته العسكرية التي استمرت 7 سنوات بسبب الحرب.

اشتهر داوود بأدائه الكوميدي الخفيف الظل، رغم أنه كان يقدم أحيانًا أدوارًا عصبية تتعارض مع شخصيته الحقيقية، لكنه كان يحرص على الصدق في التمثيل لإيصال الشخصية للمشاهد بشكل مؤثر.

واليوم، بعد أكثر من عقد على رحيله، يظل يوسف داوود خالدًا في ذاكرة الفن المصري، كمثال للموهبة المتعددة والتفاني في العمل الفني.