كتبت: هدى عبدالرازق

حياة الإعلامية الليبية حنان المقوب تشبه إلى حد كبير قصص الأفلام السينمائية، ولكن قد تكون أشد ألما، فوراء وجه حنان المقوب الضحوك الذين يدخل على القلب، قصة إنسانية مؤثرة، عندما تستمع إليها قد لا تصدقها في البداية، وتعتقد أنك تستمع لقصة فيلم أو مسلسل، أو ربما شاهدتها بالفعل في عمل فني، ولكن الحقيقة أن حياة حنان المقوب أثبتت أن الفن هو تجسيد حكايات الواقع.

من هى حنان المقوب؟

بدأت الحكاية، في عام 1981 عندما ولدت حنان المقوب في مكان ما داخل ليبيا، ولكن عثر عليها وعمرها يومان أمام مسجد في بنغازي، وهنا تم نقلها لأحد دور الرعاية، وأطلق عليها اسم فردوس.

ولكن كان القدر رحيما بها، لتبدي أسرة ليبية رغبتها في تبني الطفلة فردوس، وبعد إتمام الإجراءات قررت تغيير اسمها إلى حنان.. وعاشت في أحضان أسرة حياة طبيعية حتى بلغت الـ 26 من عمرها.

قصة حنان المقوب

وعند بلوغها عامها السادس والعشرين، بدأ فصل جديد في حياة حنان المقوب، حيث توفى والديها بالتبني، وقرر عمها بالتبني أن يواصل وصايته القانونية عليها، حتى لا يتم إيداعها في الدار وهو ما تحقق.

ودخلت حنان المقوب عالم الإعلام، وحققت قبولا وشهرة بين الشعب الليبي والعربي، وأولت اهتمامها لمجال حقوق الإنسان، وحتى يكون هناك تواصل أكبر بينها وبين جمهورها دشنت صفحة على التيك توك، لننتقل إلى موقف سيكون سببا في تغيير حياتها للمرة الثالثة.

تيك توك حنان المقوب

بعد تدشين حنان المقوب صفحة خاصة بها على التيك توك، أطلقت برنامج بعنوان "تعال نحكيلك"، وفي إحدى الحلقات تواصل معها شاب ليبي يدعى عمر، وكان تواصل هذا الشاب مع البرنامج نقطة تحول في حياة الإعلامية الليبية.

وروى عمر قصة والدته لحنان المقوب، وكانت المفاجأة أن والدة عمر أنجبت بنت وأخبروها في المستشفى أنها توفيت، ولم تستلم جثمانها، وظلت على مدار 44 عاما تشعر أن ابنتها لم تمت وعلى قيد الحياة.

وواصل عمر حديثه أن والدته عندما شاهدت حنان خلال في برامجها أكدت أنها هى ابنتها المفقودة منذ كل هذه السنوات، والصدفة الأكثر غرابة أن تاريخ ميلاد حنان متوافق مع تاريخ ميلاد ابنة هذه السيدة الليبية.

حنان المقوب dna

وهنا أغلقت حنان المقوب البث المباشر، لتخوض مرحلة جديدة في حياتها عنوانها الأمل في أن تعثر على أسرتها الحقيقية بعد 44 عاما عاشت فيهم معتقدة أنها مجهولة النسب.

وتغيبت حنان المقوب لفترة عن برنامجها، لتعود من جديد، والدموع تملىء عيونها، والألم يعتصر قلبها، معلنة تبدد أحلامها في أنها توصلت إلى أسرتها، حيث جاءت نتيجة تحليل الـ " dna " تؤكد أنه لا يوجد صلة قرابة بين حنان المقوب وهذه العائلة التي اعتقدت أن حنان هى ابنتهم التي فقدوها منذ 44 عاما، حيث اجتمعت أمنياتهم، ولكن فرقتهم نتيجة التحليل.

أول تعليق للإعلامية حنان المقوب بعد نتيجة تحليل الـ dna

وكان تعليق حنان مقوب على عدم ثبوت صلة قرابتها بهذه الأسرة معبرا عن حجم الحسرة والألم الذي تشعر به، قائلة خلال بث مباشر لها عبر صفحتها على التيك توك، "كنت راضية وما زلت راضية، والله ما تعشمت في بني آدمين من كتر ما انكسر خاطري، وطول عمرى نخاف إن نعلى سقف العشم بس أنا تعشمت ياربي"، ليسدل الستار على أمل عاشته الإعلامية الليبية حنان المقوب في العثور على أسرتها.