نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتائج غير مشجعة لرصد إيران دعمها دولياً! - تكنو بلس, اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 05:04 مساءً
ليس ثمة استخفاف أو تقليل من أهمية أو طبيعة الرد الإيراني المحتمل على الضربات الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية في نطنز وأصفهان وفوردو، وهو غير الرد الإيراني المستمر على إسرائيل، بل ثمة انتظار له وإلى أين يمكن أن يؤدي في ظل مخاوف كبيرة لتصعيد متدرج في المنطقة. ولكن يعتقد أنه بين النتيجة المحدودة أو اللا نتيجة المتوخاة التي حصلت عليها إيران من مجلس الأمن الدولي بمطالبتها بانعقاده في جلسة طارئة من دون أي تأخير قبل الضربات الأميركية فجر الأحد لثلاث منشآت نووية وبعده من أجل الحصول على إدانة دولية وبخلفية اتخاذ "الإجراءات اللازمة في إطار مسؤوليات المجلس المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة"، ونتائج الاتصالات الديبلوماسية مع حلفاء كروسيا والصين وسواهما، يمكن أن يتبلور الرد الإيراني على الحرب الإسرائيلية والضربات الأميركية عليها.
العاصمة الإيرانية طهران (أ ف ب).
وتدرك إيران جيداً صعوبة حصول إدانة لإسرائيل أو للولايات المتحدة في ظل الانقسامات في مجلس الأمن الذي عجز في خلال الأعوام القليلة الماضية عن اتخاذ مواقف حازمة إزاء انخراط أحد أعضائها الدائمين روسيا في حرب ضد أوكرانيا. كما رصدت عملانياً حجم الدعم المحتمل من روسيا التي زارها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الاثنين، لأي قرار أو ردود يمكن أن تقدم عليها إيران، سواء كان تهديدها بإغلاق مضيق هرمز أو التصعيد العسكري ضد مواقع أميركية أو أيضاً تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكلها خيارات يتم التلويح بها من جانب إيران ولكنها تحمل تداعيات قد تكون خطيرة وغير مفيدة بالنسبة إلى إيران بالذات، فيما الأبواب مفتوحة أمامها لخيارات ديبلوماسية قد تكون قسرية في هذه المرحلة وغير مقبولة من طهران.
وما نُقل عن الرئيس الروسي من دعم للشعب الإيراني وفرصة الاجتماع بعراقجي "سيمنحنا الفرصة لإيجاد سُبل للخروج من الوضع الحالي" يفيد بمحدودية الانخراط الروسي دعماً لطهران، فيما يمكن أن تدفع الموقف الإيراني في اتجاه العقلانية وتحدث تغيراً في مقاربتها بعيداً عن الانفعال ولا تساهم في تبدل موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب منها، فيما الأخير لا يزال يحتفظ بعلاقة جيدة مع بوتين في مقابل كل الأوروبيين، وفي مقابل الداخل الأميركي كذلك الذي ينتقد ترامب على تساهله مع الرئيس الروسي على حساب أوكرانيا.
والاستعراض المهم للقوة العسكرية الأميركية الهائلة والتي فاخر ترامب بقدرتها دون سائر أي دولة في العالم، يوجه رسائل ليس في اتجاه إيران فحسب، بل في اتجاهات على مستويات دول عدة، ومن بينها روسيا والصين كذلك. فالصين دعت إيران وإسرائيل إلى خفض التصعيد، فيما دعاها وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى التواصل مع إيران لإقناعها بعدم إغلاق مضيق هرمز الذي يقال إن الصين من أبرز من سيتأثر بإغلاقه بين دول العالم. وبحسب مصادر ديبلوماسية، فإن هذا الأمر يندرج من ضمن محاولات من الإدارة الأميركية لإقناع إيران بالذهاب إلى التفاوض الديبلوماسي في ظل الرسائل المتعددة والمتكررة لإدارة ترامب، وإن وفق الشروط الجديدة بعد الحرب. فيما هناك من يراهن على أن إيران لن تخاطر بنسف علاقاتها مع دول المنطقة وتساهم في المزيد من عزلتها. إذ تعاني إيران، وفق ما حذر وزير خارجيتها، من "الصمت والتقاعس" كما قال أمام الهجوم الأميركي، معتبراً أنه "سيكون لهما عواقب وخيمة. والتقاعس لن يؤدي فقط إلى تفاقم الأزمة بل سيؤدي أيضاً إلى تدهور الأمن العالمي بقدر أكبر ". ولكن ذلك يعكس إقراراً بأن إيران لا تحصل على مرادها من الإدانة، ولا سيما إدانة الضربات الأميركية أكثر منها إدانة الحرب الإسرائيلية ولا تحصل على الدعم المتوخى من الحلفاء المفترضين. وهي تدرك معنى ذلك حين لم يحصل تجديد لدعم النظام السوري السابق بقيادة بشار الأسد، وكانت هي شريكاً رئيسياً داعماً له واضطرت إلى الانسحاب، وكذلك كانت روسيا والصين إلى حد ما أيضاً.
تعوّل مصادر ديبلوماسية على أن المروحة الواسعة من الاتصالات التي تجريها إيران يمكن أن تساعدها على تحديد خياراتها التي يعتقد خبراء كثر أنها محدودة وانتحارية بنسبة كبيرة، أياً تكن طبيعتها، أقله وفق ما يتم تداوله عن نيات إيران بناءً على تهديداتها المعلنة، وليس معروفاً عنها أنها كذلك رغم أخطاء كثيرة تؤكد هذه المصادر أن إيران ارتكبتها في التقدير والأداء على حد سواء.
rosannabm @hotmail.com
0 تعليق