رسائل ترامب الى لبنان لم تتغير: من "وقاحة" اورتاغوس الى دبلوماسية باراك - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رسائل ترامب الى لبنان لم تتغير: من "وقاحة" اورتاغوس الى دبلوماسية باراك - تكنو بلس, اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 06:26 صباحاً

رأى البعض في ​لبنان​ ان الكلام الذي صدر بعد اللقاءات التي اجراها سفير الولايات المتحدة الأميركية في تركيا والمبعوث الخاص للرئيس الاميركي دونالد ترامب في الملف السوري ​توماس باراك​، نوع من التغيير في تعاطي الادارة الاميركية مع لبنان وسوريا. ولكن، في الحقيقة، لم يكن هناك ما يوحي بذلك، سوى الاسلوب الذي اتّبعه المبعوث الجديد، اذ انه نسف اسلوب "الوقاحة" الذي اتبعته المبعوثة السابقة مورغان اورتاغوس، والتي اثارت ردود فعل سلبية جداً من قبل اللبنانيين وبعض المعنيين في الدول المجاورة. وعلى الرغم من ان ترامب كفّ يد اورتاغوس عن هذا الملف ونقلها الى الامم المتحدة مكلّفاً "صديقه" توماس باراك تولي الامور عنها، الا ان هذا لا يعني ان الرئيس الاميركي قام بهذه الخطوة ارضاء للبنانيين او غيرهم، بل لاسباب شخصية داخلية لا علاقة لها بالسياسة الخارجية التي، من دون اي شك، بقيت على حالها ولم يتغيّر فيها شيء.

المطلعون على المحادثات التي اجراها باراك، سلّموا بأنه يريح محدثيه اكثر بكثير مما كانت تفعله اورتاغوس، وان الكلام معه اكثر دبلوماسية وسلاسة، ولو ان المطالب الاميركية لا تزال على حالها. ولكن الفارق الاساسي هذه المرة، وفق هؤلاء المطلعين، يكمن في ان الالحاح الاميركي على مسألة نزع السلاح (​حزب الله​ والفلسطينيين)، لم يرق الى حد التهديد، ولم يرتبط مباشرة بأي امر آخر، ولكنه حافظ على اهميته، مع ايحاء واضح بتفهّم الخصوصية اللبنانية في هذا المجال، وتشعّب الملف. وكان واضحاً ان الاميركيين يرغبون في تنفيذ المطالب الدولية لمساندة العهد الجديد على اثبات نفسه وبدء الخطوات الجدية في استعادة الدولة والحكومة القرار على كل المستويات. اما الامر الثاني البالغ اهمية، فكان طلب بمثابة التمني، ان يساعد لبنان جارته سوريا على تخطي مرحلة انتقال السلطة، والتنسيق الجدّي لحل مشكلة الحدود الشرقية والشمالية بالسرعة اللازمة وبالفعالية المطلوية، خصوصاً وان باراك سفير اميركا في سوريا وبالتالي فهو مطّلع اكثر من سواه على حساسية هذا الملف واهميته بالنسبة الى البلدين، بعد التغييرات والتطورات التي حصلت في الاشهر القليلة الماضية وقلبت الاوضاع راساً على عقب.

ووفق ما تم الاطلاع عليه، فإن الاميركيين واعون لحقيقة ان لبنان لن يدخل على خط الحرب الاسرائيلية- الايرانية، وان لا قدرة لحزب الله على خوض مواجهة عسكرية حالياً مع اسرائيل، فيما هم مطمئنون الى ان سفارتهم في بيروت لن يصبها اذى، حتى في ظل الكلام عن امكان دخول ترامب على خط الحرب الدائرة تأييداً لاسرائيل. ولا شك ان ما سمعه باراك من المسؤولين اللبنانيين، اتى ضمن التوقعات التي كان وضعها مع فريق عمله قبل توجهه الى لبنان، وفي مقدمها وجوب مساعدة الدولة على انهاء موضوع السلاح على اختلاف انواعه، عبر الضغط على اسرائيل لتنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي لا يزال يضعف موقف الرئيس العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، خصوصاً وان لا ذريعة حقيقية لعدم الانسحاب من النقاط المحتلة واعادة الاسرى ووقف الاعتداءات، علماً ان الجيش يقوم بواجبه كاملاً في هذا السياق.

لم يتلقَّ اللبنانيون وعداً بحلحلة الامور، كما لم يسمعوا تهديداً ووعيداً وتحديد مهلة زمنية لتنفيذ المطالب الاميركية والدولية، بما يعني ان الجولة الاولى لباراك كانت نتيجتها" راوح مكانك، والاستعداد لما بعد الحرب الاسرائيلية-الايرانية ونتائجها، اياً كانت هذه النتائج. هو بالفعل ما يعمل عليه لبنان، اي التحضير لما بعد الحرب، والعمل على التنسيق الجاد مع سوريا لانهاء العديد من الملفات العالقة، فيما لا يزال ملف النازحين يشكل عقدة لم تجد بعد طريقها الى الحل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق