نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ضربة فوردو... هل تفرض "السلام الآن" أم تدفع المنطقة إلى لهيب أوسع؟ - تكنو بلس, اليوم الأحد 22 يونيو 2025 05:42 مساءً
جازف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قصفه المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، بتصعيد واسع للنزاع في الشرق الأوسط، بعد عشرة أيام من بدء الحرب بين إسرائيل وإيران.
وضع ترامب، بعد الضربة الأميركية، إيران أمام خيارين: العودة إلى طاولة المفاوضات "لصنع السلام الآن"، أو مواجهة "هجمات أكبر وأسهل بكثير في المستقبل". وفي الوقت نفسه، أراد الرئيس الأميركي إنزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن شجرة التصعيد، بإعلانه أن الضربة الأميركية دمرت البرنامج النووي الإيراني "بشكل تام وكامل".
كأن ترامب بذلك، يوحي أنه اختار طريق التصعيد من أجل خفض التصعيد، الذي بدأ مع الهجمات الإسرائيلية على إيران في 13 حزيران/ يونيو الجاري. لكن ماذا لو لم ينجح الرئيس الأميركي في مقاصده، واتجهت الأحداث نحو ردود متدحرجة متبادلة، تكون فاتحة لتورط أميركي طويل الأمد في المنطقة؟
هل من الممكن أن تقبل إيران بعد القصف الأميركي ما لم تكن تقبله قبل الضربة؟ رد الفعل الإيراني بعد ساعات من الضربة، لا يشير إلى تغير في الموقف، لا بل هناك تقليل من نتائج الهجوم الأميركي، بالحديث عن نجاح إيران في إخراج كميات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة، من فوردو قبل أن تُسقط عليها القاذفات "بي-2" القنابل الخارقة للتحصينات "جي بي يو 57" التي يستخدمها الجيش الأميركي للمرة الأولى. التقليل من نتائج الضربة، ربما ينطوي على أن الرد قد يكون محدوداً.

دمار في تل أبيب جراء قصف إيراني بالصواريخ في 22 حزيران 2025. (ا ف ب)
هذا لا يمنع أن لدى إيران مروحة من الخيارات المحتملة، مثل الإعلان عن وقف العملية التفاوضية بشكل دائم، والانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي وطرد مفتشي الوكالة، والذهاب نحو برنامج نووي سري على الطريقة الكورية الشمالية، أو إغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط مما يتسبب بارتفاع كبير في أسعار الطاقة عالمياً، أو قصف القواعد الأميركية في المنطقة وتوسيع المواجهة، أو تصعيد الهجمات الصاروخية على إسرائيل، أو الطلب من القوى المتحالفة معها دعمها في الردود.
إن تبني إيران أيّاً من هذه الخيارات ينطوي على رفع لمنسوب التصعيد، لأنه سيجر إلى مزيد من المشاركة الأميركية في الحرب، وحتى أنه سيحدث تحولاً في أهداف واشنطن وانخراطاً كاملاً في المطالبة الإسرائيلية بإسقاط النظام في طهران، كحلّ مستدام لمسألة تخصيب اليورانيوم.
النظام في إيران سيحاول الموازنة بين رغبته في البقاء والعمل على الرد على الضربة الأميركية. ومن الممكن أن يقود ذلك إلى رد رمزي على غرار القصف الذي تعرضت له قاعدة "عين الأسد" الأميركية في العراق عقب اغتيال قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني في بغداد عام 2020. يقول ترامب إن أميركا تبلغت مسبقاً ذاك الرد الذي حفظ ماء وجه إيران، بينما اقتصرت الأضرار على ارتجاجات في الدماغ لجنود أميركيين.
هذه المرة يواجه النظام وضعاً مختلفاً، والبلاد منخرطة في حرب مباشرة مع إسرائيل، وقد يجد المسؤولون الإيرانيون في رد واسع على الولايات المتحدة وسيلة لحمل أطراف آخرين على التدخل، علماً أن الموقفين الروسي والصيني، غير مشجعين، وتكتفي موسكو وبكين بإدانات لفظية.
تبقي إيران خيارات الرد غامضة. بيد أن المؤكد أن التطورات ترجّح كفة توسع الصراع، أكثر مما تفتح فرصاً للديبلوماسية. ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كان واضحاً في الحديث عن "عواقب وخيمة"، وكاد أن ينعى الديبلوماسية.
وبقدر ما كانت الضربة الأميركية متوقعة منذ بدء الحرب الإسرائيلية -الإيرانية، فإنها فتحت المنطقة على سيناريوهات لا يمكن التكهن بنتائجها. ولا شك في أن ما قبل ضرب فوردو لن يكون كما بعده.
0 تعليق