نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رغم الصدام مع رؤساء أميركا... نتنياهو دائما ينال مراده - تكنو بلس, اليوم الأحد 22 يونيو 2025 03:26 مساءً
منذ أكثر من شهر بقليل، بدا أن دونالد ترامب يتجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذ قام الرئيس الأميركي بجولة في الشرق الأوسط دون زيارة إسرائيل، الحليف الإقليمي الأقرب لواشنطن.
والأسوأ من ذلك بالنسبة لنتنياهو، أن ترامب رفع العقوبات عن سوريا - وهو ما عارضته إسرائيل - وتحدث عن احتمالات إبرام اتفاق نووي مع إيران، وهو أمر حذر منه نتنياهو دوما.
بعد مرور خمسة أسابيع، قصفت الولايات المتحدة المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية محققة بذلك حلما راود نتنياهو لعقود من الزمن وهو إقناع واشنطن باستخدام كامل قوتها العسكرية للقضاء على طموحات طهران الذرية.
ويؤكد الهجوم الأميركي على حقيقة أهم ميزت مسيرة نتنياهو.. وهي أنه مهما شاب التوتر علاقاته مع الرؤساء الأميركيين المتعاقبين، فإن الأمر عادة ما ينتهي بحصوله على مراده.
فعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود، اصطدم نتنياهو -على نحو مذهل في كثير من الأحيان- مع القادة الأميركيين. فقد وبخهم وتحداهم وأحرجهم في السر والعلن. ومع ذلك، تدفقت المساعدات العسكرية الأميركية على إسرائيل دون انقطاع تقريبا في عهد الإدارات الديموقراطية والجمهورية المتعاقبة. ولا تزال واشنطن المورد الرئيسي للأسلحة والدرع الدبلوماسي الحصين لإسرائيل.
وقال مسؤول كبير بالأمم المتحدة في القدس طلب عدم الكشف عن اسمه: "ربما خلص إلى أنه يفعل دائما ما يريد دون خوف من العواقب... من الصعب أن نقول خلاف ذلك".
قبل شهر واحد فقط، اتهم زعيم المعارضة يائير لابيد نتنياهو بتدمير علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة. وتمثل الهجمات الأميركية على إيران أوثق تحالف عسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل حتى الآن في مواجهة خصم مشترك.
الصمود أمام الضغوط
إن ثقة نتنياهو بقدرته على تنفيذ أجندته، والصمود في وجه الضغوط الأميركية عند الحاجة، لها تاريخ طويل.
فبعد شهر واحد فقط من توليه رئاسة الوزراء للمرة الأولى في عام 1996، التقى بالرئيس الأميركي آنذاك بيل كلينتون في واشنطن وأثار غضبه على الفور.
وذكر الدبلوماسي الأميركي آرون ديفيد ميلر، الذي كان حاضرا، أن كلينتون سأل مساعديه لاحقا "من... يظن نفسه؟ من هي القوة العظمى... هنا؟".
ولكن المساعدات الأميركية بالغة الأهمية لإسرائيل استمرت في التدفق، وهو ما لم يتغير على مر السنين.
ترك نتنياهو منصبه بعد انتخابات في عام 1999 ولم يعد إلى السلطة إلا بعد 10 سنوات، وفي ذلك الوقت كان باراك أوباما، وهو ديموقراطي مثل كلينتون، يتولى الرئاسة.
وتحولت العلاقات بين الجانبين إلى عداء علني، في البداية بسبب بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي المحتلة التي يطالب بها الفلسطينيون لتكون جزءا من دولتهم في المستقبل، وهي مسألة تعد مبعث توتر دائم في العلاقات بين الدولتين الحليفتين.
وتدهورت الأمور أكثر عندما دخل أوباما في مفاوضات مع إيران لكبح برنامجها النووي، وهو برنامج قالت إسرائيل إنه يهدف إلى صنع قنابل نووية بينما قالت طهران إنه لأغراض مدنية بحتة.
وفي عام 2015، ألقى نتنياهو كلمة بالكونغرس بدعوة من الجمهوريين ندد فيها بالاتفاق المرتقب دون إبلاغ البيت الأبيض. وقال: "الاتفاق لا يقطع الطريق أمام إيران نحو صنع القنبلة، بل يمهد لها الطريق".
وتردد على نطاق واسع أن أوباما غضب بشدة، ولكن رغم ذلك قررت واشنطن في العام التالي تقديم أكبر حزمة مساعدات عسكرية لإسرائيل في تاريخ الولايات المتحدة، والتي تبلغ قيمتها 38 مليار دولار على مدى 10 سنوات.
ويقول محللون سياسيون إن نتنياهو يعتبر الدعم الأميركي أمرا مسلما به، إذ يثق في أن دعم المسيحيين الإنجيليين والجالية اليهودية الصغيرة في الولايات المتحدة سيضمن تسليحا جيدا مستمرا لإسرائيل، بغض النظر عن مدى الخصومة بينه وبين البيت الأبيض.
صورة مركبة لترامب وخامنئي ونتنياهو (ا ف ب)
إقناع ترامب
عندما شن مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوما مباغتا على إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر 2023، سافر الرئيس الأميركي آنذاك جو بايدن إلى إسرائيل لإظهار الدعم، وسمح بتدفق كميات هائلة من الأسلحة للمساعدة في الصراع الذي اندلع في قطاع غزة.
لكن العلاقات بين نتنياهو، وهو يميني، وبايدن، وهو ديموقراطي، تدهورت بسرعة، مع تزايد قلق واشنطن إزاء العدد المتزايد من القتلى المدنيين والأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع الفلسطيني.
أحجم بايدن عن تسليم بعض الذخائر الثقيلة وفرض عقوبات على عدد من المستوطنين الإسرائيليين، لذا احتفى نتنياهو بهزيمة بايدن على يد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وأخيرا أصبح لديه رئيس ينتمي للحزب الجمهوري في المكتب البيضاوي في لحظة حاسمة بالنسبة لإسرائيل.
ومع ذلك، لم تسر الأمور بسلاسة، على الأقل في البداية.
فعلى غرار سلفه بايدن، كان ترامب مستاء من الصراع الذي طال أمده في غزة، ثم فاجأ نتنياهو خلال اجتماع عُقد في السابع من نيسان/أبريل، عندما كشف عن إطلاقه محادثات مباشرة مع طهران بهدف إيجاد حل دبلوماسي للمواجهة النووية التي طال أمدها مع إيران.
وبينما روج ترامب لنفسه علنا كصانع سلام، دعا نتنياهو دوما إلى التدخلات العسكرية. ووفقا لمسؤولين أميركيين كبيرين ومصدر إسرائيلي رفيع المستوى، لم يتضح إذا كان نتنياهو أقنعه "بالموافقة" على خطط الحرب الإسرائيلية، لكنه على الأقل لم "يرفضها".
وقال مسؤولان إسرائيليان الأسبوع الماضي إنه بمجرد أن شنت إسرائيل هجومها الجوي على إيران في الساعات الأولى من يوم 13 حزيران/يونيو، حثت إسرائيل واشنطن للانضمام إليها، داعية ترامب إلى أن يقف مع الجانب المنتصر من التاريخ.
وكتب على لوحات كبيرة انتشرت في تل أبيب "سيدي الرئيس، انجز المهمة!".
وكان الشعور بالارتياح واضحا عندما قصفت القاذفات الأميركية المواقع النووية الإيرانية اليوم الأحد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في خطاب مصور مقتضب: "تهانينا للرئيس ترامب. قرارك الجريء باستهداف المنشآت النووية الإيرانية بقوة الولايات المتحدة المهيبة سيغير مجرى التاريخ".
وتابع: "ليبارك الله تحالفنا الراسخ وإيماننا الثابت".
0 تعليق