كتب – محمود طلبة

أحدثت الضربات العسكرية التي أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد منشآت نووية إيرانية في كل من فوردو ونطنز وأصفهان حالة من الانقسام الحاد داخل الأوساط السياسية الأميركية وسط إشادات من قادة الحزب الجمهوري وانتقادات لاذعة من الديمقراطيين الذين اعتبروا أن الخطوة تمت دون تفويض دستوري من الكونغرس وتشكل خطرا كبيرا على أمن الجنود والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط.

الضربة الأمريكية إلى إيران

سارع عدد من القيادات الجمهورية إلى دعم العملية العسكرية، معتبرين أنها جاءت في توقيت مناسب لردع النظام الإيراني.

وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون الجمهوري عن ولاية لويزيانا، عبر منصة إكس: الرئيس تصرف بحسم لمنع أكبر دولة راعية للإرهاب من امتلاك أخطر أسلحة العالم هذه هي سياسة أميركا أولاً في أفضل صورها.

واعتبر السيناتور ليندسي غراهام أن الضربة كانت مستحقة وضرورية، فيما وصف روجر ويكر رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، قرار ترمب بأنه مدروس ويستهدف تهديدًا وجوديا حقيقيا تمثله إيران.

وأكد السيناتور جون ثون، زعيم الأغلبية الجمهورية، أن الضربات تأتي ردا على رفض إيران كافة السبل الدبلوماسية ومحاولاتها المستمرة لتطوير برنامج نووي عدائي يستهدف الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة.

الديمقراطيون يهاجمون ترامب

توالت الاعتراضات من المشرعين الديمقراطيين متهمين ترمب بتجاوز سلطاته التنفيذية وتجاهل صلاحيات الكونغرس.

وقال النائب جيم هايمز إن تلك الضربات تمثل انتهاكا واضحا للدستور، والرئيس لم يحصل على تفويض من الكونغرس وهو ما يثير القلق بشأن تصعيد غير محسوب قد يجر البلاد إلى حرب كارثية جديدة في الشرق الأوسط.

وأكد النائب حكيم جيفريز زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، أن ترمب ضلل البلاد بشأن نياته، محملا إياه المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات قد تترتب على هذه العملية العسكرية.

وذهب السيناتور بيرني ساندرز أبعد من ذلك حين وصف الضربة خلال تجمع انتخابي بأنها غير دستورية بالكامل وسط هتافات حاشدة من أنصاره لا للحرب.

ترمب تلقى دعمًا داخليًا محدودًا

خالف السيناتور الديمقراطي جون فيترمان من بنسلفانيا موقف حزبه، مؤيدا الضربات، ليكون الصوت الديمقراطي الوحيد الذي انضم للجمهوريين.

وكشفت شبكة CNN أن إدارة ترمب أطلعت قيادات الحزب الجمهوري في الكونغرس قبيل تنفيذ الضربات، في حين لم يتم إبلاغ كبار الديمقراطيين، وهو ما أثار غضبا واسعا داخل الحزب.

القوات الأميركية في حالة تأهب قصوى

أعلنت مصادر في البنتاغون رفع درجة التأهب في القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط، وسط مخاوف من رد انتقامي وشيك من قبل إيران قد يشمل استخدام طائرات مسيرة أو استهداف جنود أميركيين في المنطقة، البالغ عددهم نحو 40 ألفا.

أكدت إيران وقوع الهجمات، وتوعدت برد واسع النطاق، حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الحرب الحقيقية قد بدأت، بينما حذر المرشد الأعلى علي خامنئي من أن أي تدخل أميركي في النزاع مع إسرائيل سيُقابل بأضرار لا يمكن إصلاحها.