قصف إيران... المقامرة الأكبر والأكثر خطورة في سياسة ترامب ‏الخارجية - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قصف إيران... المقامرة الأكبر والأكثر خطورة في سياسة ترامب ‏الخارجية - تكنو بلس, اليوم الأحد 22 يونيو 2025 12:26 مساءً

بقراره غير المسبوق بقصف المواقع النووية في إيران والانضمام ‏مباشرة إلى هجوم إسرائيل الجوي على عدوها اللدود في المنطقة، اتخذ ‏الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطوة طالما تعهد بتجنبها وهي التدخل ‏عسكريا في حرب خارجية كبرى.‏

وشملت الهجمات الأميركية استهداف المنشآت النووية الإيرانية الأكثر ‏تحصينا على عمق كبير تحت سطح الأرض، لتشكل المقامرة الأكبر ‏والأكثر خطورة وضبابية في السياسة الخارجية لترامب خلال الولايتين ‏الرئاسيتين حتى الآن.‏

وقال محللون إن أفعال ترامب، الذي أصر أمس السبت على أن إيران ‏يجب أن تتوصل إلى حل يؤدي للسلام الآن أو تواجه المزيد من ‏الهجمات، يمكن أن تدفع طهران إلى الرد بإغلاق مضيق هرمز، أهم ‏شريان للنفط في العالم، ومهاجمة القواعد العسكرية للولايات المتحدة ‏وحلفائها في الشرق الأوسط وتكثيف القصف الصاروخي على إسرائيل ‏والاستعانة بالجماعات الحليفة لاستهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية ‏في أنحاء العالم.‏

ومن الممكن أن تتصاعد هذه التحركات إلى صراع أوسع نطاقا وأطول ‏أمدا مما يتصوره ترامب، مما يعيد إلى الأذهان "الحروب الأبدية" التي ‏خاضتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، والتي سخر منها ‏ترامب ووصفها بأنها "غبية" ووعد بعدم الانجرار إلى مثلها.‏

وقال آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض سابق في شؤون الشرق الأوسط ‏بإدارات من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة ‏‏"الإيرانيون أصبحوا ضعفاء للغاية وتدهورت قدراتهم العسكرية... لكن ‏لديهم كل أنواع السبل غير المتكافئة التي يمكنهم الرد بها.... لن ينتهي ‏هذا الأمر سريعا".‏

وفي الفترة التي سبقت القصف الذي أُعلن عنه في وقت متأخر من أمس ‏السبت، تأرجح ترامب بين التهديد بعمل عسكري ومناشدة استئناف ‏المفاوضات لإقناع إيران بالتوصل إلى اتفاق لتفكيك برنامجها النووي.‏

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إنه بمجرد أن اقتنع ترامب بأن ‏طهران ليست مهتمة بالتوصل إلى اتفاق نووي، قرر أن الضربات هي ‏‏"الشيء الصحيح الذي يجب القيام به".‏

 

وأضاف المسؤول أن ترامب أعطى الأمر بمجرد أن تأكد من "احتمالية ‏نجاح عالية"، وهو قرار تم التوصل إليه بعد هجمات جوية إسرائيلية على ‏مدار أكثر من أسبوع على المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية والتي ‏مهدت الطريق أمام الولايات المتحدة لتوجيه الضربة التي قد تتوج الأمر.‏

 

 

قرار غير مسبوق اتخذه ترامب بقصف النووي الإيراني (وكالات)

 

 

‏* استمرار التهديد النووي
أشاد ترامب "بالنجاح الكبير" للضربات التي قال إنها تضمنت استخدام ‏قنابل ضخمة "خارقة للتحصينات" في محطة فوردو الرئيسية. لكن بعض ‏الخبراء يرون أن التهديد لم ينته بعد على الرغم من أن البرنامج النووي ‏الإيراني ربما انتكس لسنوات عديدة.‏

وتنفي إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي، وتؤكد أن برنامجها لأغراض ‏سلمية بحتة.‏

وقالت رابطة الحد من الأسلحة، وهي منظمة غير حزبية مقرها الولايات ‏المتحدة وتدعو إلى تشريعات للحد من الأسلحة، في بيان "على المدى ‏البعيد، من المرجح أن يدفع العمل العسكري إيران إلى قرار يخلص إلى ‏أن الأسلحة النووية ضرورية للردع، وأن واشنطن لا ترغب في ‏الدبلوماسية".‏

وأضافت الرابطة "الضربات العسكرية وحدها لا يمكن أن تدمر المعرفة ‏النووية الواسعة لإيران. ستؤدي الضربات إلى تراجع برنامج إيران، لكن ‏في المقابل ستقوي من عزيمة طهران على إعادة بناء أنشطتها النووية ‏الحساسة".‏

قال إريك لوب الأستاذ المساعد في قسم السياسة والعلاقات الدولية بجامعة ‏فلوريدا الدولية إن خيارات الخطوة التالية لإيران لم تتضح بعد، وذكر أن ‏صور الرد قد تتضمن ضرب "أهداف سهلة" للولايات المتحدة وإسرائيل ‏داخل المنطقة وخارجها.‏

لكنه أشار أيضا إلى احتمال عودة إيران إلى طاولة المفاوضات -"مع أنها ‏ستفعل ذلك من موقف أضعف"- أو السعي إلى مخرج دبلوماسي.‏

وفي أعقاب الضربات الأميركية مباشرة، لم تبدِ إيران رغبة تذكر في ‏تقديم تنازلات.‏

وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إنها لن تسمح بوقف تطوير ‏‏"صناعتها الوطنية"، وقال معلّق في التلفزيون الإيراني الرسمي إن كل ‏مواطن أو عسكري أميركي في المنطقة أصبح الآن هدفا مشروعا.‏

وكتب كريم سجادبور المحلل في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي على ‏منصة إكس "يشير ترامب إلى أن الوقت قد حان للسلام. من المرجح ألا ‏ينظر الإيرانيون إلى الأمر بنفس الطريقة. من المرجح أن يفتح هذا فصلا ‏جديدا من النزاع الأميركي الإيراني المستمر منذ 46 عاما، لا أن ‏ينهيه".‏

‏* "تغيير النظام"‏
أشار بعض المحللين إلى أن ترامب، الذي أنكرت إدارته في السابق أي ‏سعي للإطاحة بالقيادة الإيرانية، قد ينجر للسعي إلى "تغيير النظام" إذا ‏ردت طهران بقوة كبيرة أو تحركت لصنع سلاح نووي.‏

ومن شأن هذا أن يجلب بدوره مخاطر إضافية.‏

وقالت لورا بلومنفيلد محللة شؤون الشرق الأوسط في كلية جونز هوبكنز ‏للدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن "احذروا من اتساع المهمة لما هو ‏أكبر من أهدافها الأساسية، إلى السعي لتغيير النظام وحملات لدعم ‏الديمقراطية... ستجدون بقايا العديد من المهام الأخلاقية الأمريكية الفاشلة ‏مدفونة في رمال الشرق الأوسط".‏

 

وقال جوناثان بانيكوف النائب السابق لمسؤول المخابرات الأميركية ‏المعني بشؤون الشرق الأوسط إن القيادة الإيرانية ستسارع إلى شن ‏‏"هجمات غير متكافئة" إذا شعرت أن بقاءها مهدد.‏

لكنه قال إن على طهران أيضا أن تضع في اعتبارها العواقب. ففي حين ‏أن اتخاذ إجراءات مثل إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى مشاكل لترامب ‏مع ما سينتج عنه من ارتفاع أسعار النفط والتأثير التضخمي المحتمل ‏على الولايات المتحدة، إلا أنه سيضر أيضا بالصين، أحد حلفاء إيران ‏الأقوياء القلائل.‏

في الوقت نفسه، يواجه ترامب بالفعل معارضة قوية من الديمقراطيين في ‏الكونجرس للهجوم على إيران، وسيتعين عليه أيضا مواجهة معارضة ‏الجناح المناهض للتدخلات في قاعدته من الجمهوريين المؤيدين لشعار ‏‏"لنجعل أمريكا عظيمة مجددا".‏

ولم يواجه ترامب أي أزمة دولية كبيرة خلال ولايته الرئاسية الأولى، ‏لكنه يخوض واحدة الآن بعد ستة أشهر فقط من عودته للبيت الأبيض.‏

وحتى لو كان يأمل في أن يكون التدخل العسكري الأميركي محدودا من ‏حيث الوقت والنطاق، فإن تاريخ مثل هذه الصراعات غالبا ما يحمل ‏عواقب غير مقصودة بالنسبة للرؤساء الأميركيين.‏

ومن المؤكد أن شعار ترامب "السلام من خلال القوة" سيخضع لاختبار ‏لم يسبق له مثيل، خاصة مع فتحه جبهة عسكرية جديدة دون الوفاء ‏بوعود حملته الانتخابية بإنهاء حربي أوكرانيا وغزة بسرعة.‏

وقال ريتشارد جاون مدير شؤون الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات ‏الدولية "عاد ترامب إلى نشاط الحرب... لست متأكدا من أن أي شخص ‏في موسكو أو طهران أو بكين صدق كلامه المعسول عن أنه صانع ‏سلام. لطالما بدت وكأنها عبارة انتخابية أكثر من كونها استراتيجية".‏

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق