في قلب صيفٍ يزداد فيه وهج الشمس وتتصاعد فيه الحاجة إلى الراحة داخل المنازل، تصبح الكهرباء شريانًا لا غنى عنه، لكن هذا الشريان يرهق ميزانيات الأسر ما لم يُدار بذكاء. 

ترشيد الكهرباء في الصيف

في مشهدٍ يتأرجح بين تحذيرات رسمية وتطمينات حكومية، يلوح سؤالٌ جوهري، كيف نعيش صيفًا أكثر انتعاشًا دون أن تشتعل فواتير الكهرباء؟ الإجابة تبدأ من داخل منازلنا، ومن ثلاثة أجهزة فقط يمكن أن تحدث الفرق.

أجهزة تستهلك أكثر وتوفيرها يحمي الفاتورة والعُمر الافتراضي

رغم التصريحات الحكومية التي تؤكد عدم وجود نية لتخفيف الأحمال الكهربائية المنزلية خلال صيف 2025، فإن المخاوف لدى المواطنين لا تزال حاضرة، خاصة في ظل تجارب الأعوام السابقة مع الانقطاعات المتكررة في التيار. 

وبينما تعمل الدولة على تأمين مصادر الطاقة، مثل تعاقدها مع سفن تغويز لضمان توافر الغاز لمحطات الكهرباء، فإن المسؤولية الفردية تظل حجر الزاوية في ضمان صيف مستقر كهربائيًا.

ترشيد الكهرباء لا يعني التنازل عن الراحة، بل هو فن استخدام الطاقة بكفاءة، كما تُعرفه شركة شمال الدلتا لتوزيع الكهرباء، واللافت أن ثلاثة فقط من الأجهزة المنزلية تلتهم الجزء الأكبر من استهلاك الكهرباء، لكن بالإمكان السيطرة عليها بسهولة.

أولًا: أجهزة التكييف والتبريد
هذه الأجهزة تأتي على رأس القائمة، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة. ولتقليل استهلاكها، يُنصح بإغلاق النوافذ بإحكام، استخدام الستائر الحرارية، اللجوء إلى المراوح لدعم التبريد، والمواظبة على الصيانة، كما أن ضبط حرارة المكيف بين 25 و26 درجة مئوية يوفر ما يصل إلى 8% من الطاقة.

ثانيًا: السخان الكهربائي
رغم حجمه الصغير، يُعد من أكثر الأجهزة استنزافًا للطاقة. من الأفضل ضبط حرارته عند 50 درجة مئوية، وتشغيله فقط قبل الاستخدام بفترة قصيرة، مع الحرص على تنظيفه دوريًا لتفادي تراكم الأملاح.

ثالثًا: الغسالات
الطاقة الأكبر هنا تُهدر عند تسخين المياه. ولخفض ذلك، يُفضل استخدام الماء البارد، وتشغيل الغسالة بحمولة كاملة، والاعتماد على مساحيق تتيح التنظيف على درجات حرارة منخفضة.

إرشادات إضافية من الكهرباء 

يمكن تقليل الاستهلاك باستخدام الميكروويف بدل الفرن، وفصل الأجهزة الإلكترونية تمامًا عند النوم، وتبديل المصابيح التقليدية بأخرى LED أو فلورسنت موفرة للطاقة.

في النهاية، ترشيد الكهرباء ليس مجرد خيار اقتصادي، بل ضرورة بيئية، وواجب مجتمعي يُسهم في تقليل الأحمال وتفادي الأزمات الطارئة، خطوات بسيطة لكنها تصنع أثرًا كبيرًا في راحة الفرد واستقرار الشبكة الوطنية.