كتب: عبد الرحمن عطية

تشهد الأجواء الدولية توترا متصاعدا خلال شهر يونيو 2025، في ظل تزايد احتمالات نشوب مواجهة عسكرية مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، ويأتي هذا التصعيد على خلفية تبادل ضربات عنيفة بين إيران وإسرائيل، مما دفع واشنطن إلى رفع مستوى التأهب العسكري وسط تضارب في التصريحات الرسمية حول توجيه ضربة محتملة لطهران.

النزاع الإسرائيلي الإيراني

في 13 يونيو، نفذت إسرائيل هجوما جويا واسع النطاق استهدف منشآت نووية وعسكرية وصاروخية إيرانية، وأدى إلى مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين، في محاولة واضحة لإضعاف القدرات الإيرانية.

وردت طهران سريعًا بإطلاق عملية "الوعد الصادق 3"، والتي شملت أكثر من 100 طائرة مسيّرة و200 صاروخ باليستي، بعضها فرط صوتي، بالإضافة إلى هجمات من غواصات، مخلّفة خسائر بشرية ومادية كبيرة في إسرائيل.

في المقابل، كشفت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية أن الإدارة الأمريكية تدرس بجدية تنفيذ ضربة عسكرية خلال ساعات، تستهدف منشآت حساسة مثل محطة فوردو النووية.

مؤشرات الضربة الأمريكية المحتملة

وتفيد المعلومات بأن التخطيط يشمل ضربات متعددة لتعطيل البنية التحتية النووية الإيرانية بشكل فاعل، ومع ذلك، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لم يحسم قراره النهائي بعد، مفضلًا ترك باب التفاوض مفتوحا، رغم تأكيده المتكرر على منع إيران من امتلاك سلاح نووي.

وفي سياق الاستعدادات الميدانية، كشفت مصادر استخباراتية أن واشنطن تدرس استخدام القنبلة المدمرة GBU-57A/B لتدمير المنشآت الإيرانية المحصنة، بينما تواصل تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، مع تحركات بحرية وجوية نشطة، وسط تنسيق مع الحلفاء تحسبا لأي سيناريو.

وتتنوع الخيارات الأمريكية بين شن ضربة جوية محدودة تركز على المنشآت النووية، أو تقديم دعم استخباراتي ولوجستي لإسرائيل دون تدخل مباشر، أو التوجه نحو المسار الدبلوماسي لتفادي مواجهة شاملة، إلا أن أي ضربة أمريكية، مهما كان حجمها، قد تقابل بردود إيرانية عنيفة تستهدف مصالح أمريكية أو إسرائيلية، مما ينذر باتساع رقعة النزاع.

هذا التصعيد المستمر يهدد بإشعال صراع إقليمي واسع النطاق، قد تكون له تداعيات اقتصادية وأمنية دولية، في منطقة تعد من أهم ممرات الطاقة العالمية، وبينما تظل الضربة الأمريكية غير مؤكدة رسميا، إلا أن المؤشرات الميدانية والعسكرية توحي بقرب اتخاذ القرار، ما يضع العالم أمام لحظة حرجة تستدعي جهودا دبلوماسية مكثفة لتجنب الانفجار.