في خضم التصعيد العسكري المتواصل مع إيران، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته الأمنية في الضفة الغربية، في ما يبدو إصرارًا من تل أبيب على التعامل مع ما تصفه بـ"التهديدات الأمنية" على جبهات متعددة، رغم الضغوط الإقليمية والدولية المطالبة بوقف التصعيد.

وأفاد مركز الإعلام الفلسطيني، يوم الجمعة، بوقوع اشتباك مسلح في مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية بين مسلحين فلسطينيين وقوات إسرائيلية، تم خلاله استهداف آلية عسكرية بعبوة محلية الصنع.

في السياق ذاته، تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها في مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ146 على التوالي، وفي مخيم نور شمس المجاور لليوم الـ133، مع تصاعد عمليات الهدم وفرض حصار عسكري مشدد على تلك المناطق.

ويُبدي سكان الضفة الغربية قلقًا متزايدًا من إمكانية استمرار العمليات العسكرية لأسابيع قادمة، وسط مخاوف من تكرار سيناريو الدمار الواسع الذي شهده مخيمات جباليا وخان يونس في غزة.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن رئيس مجلس "يشع" للمستوطنات في الضفة الغربية، أنه دعا حكومة بنيامين نتنياهو إلى تطبيق "التكتيكات المتبعة في غزة" على الضفة، بهدف "تفكيك البنية التحتية الإرهابية الممولة من إيران"، على حد وصفه.

وتبرر إسرائيل هذه العمليات بوجود نشاط للفصائل المسلحة الفلسطينية تتلقى – بحسب الرواية الإسرائيلية – دعماً وتمويلاً إيرانياً، وهو ما تعتبره تهديداً مبرراً لاجتياح المخيمات وتنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق، تشمل هدم المنازل وإلحاق أضرار بالبنية التحتية.

في المقابل، عبّر العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في الضفة الغربية عن قلقهم من تصاعد المواجهات، داعين الفصائل المسلحة إلى تجنب إعطاء الحكومة الإسرائيلية المتشددة ذرائع إضافية لتوسيع عملياتها. كما طالب آخرون بالتركيز على الجهود السياسية والدبلوماسية التي تقودها السلطة الفلسطينية في المحافل الدولية، للضغط من أجل وقف العمليات العسكرية وتجنب تفاقم الأوضاع الإنسانية.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية، رغم انشغال المؤسسة الأمنية في إسرائيل بجبهة المواجهة مع طهران. وتصف السلطات في تل أبيب هذه العمليات بأنها "استباقية" وتهدف إلى منع إعادة تشكيل ما تعتبرها "بنى تحتية مسلحة" في الأراضي الفلسطينية.

وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية عن تهجير آلاف الفلسطينيين من المخيمات، وسط دعوات أممية إلى ضرورة حماية المدنيين وتوفير احتياجاتهم الأساسية، لا سيما أولئك الذين فقدوا منازلهم.