كتب .. مصطفى محمود

شهدت العاصمة الليبية طرابلس، تصعيدًا جديدًا في موجة الاحتجاجات الشعبية، بعدما حاول عشرات المتظاهرين الوصول إلى مقر حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، مطالبين برحيلها، في ظل تزايد الغضب الشعبي إزاء الأوضاع السياسية والأمنية المتأزمة في البلاد.

ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الداخلية الليبية، فإن محاولة المتظاهرين اختراق الحواجز الأمنية المؤدية إلى مقر الحكومة قوبلت بتدخل من قوات الأمن، ما أدى إلى وقوع إصابات بين صفوف رجال الشرطة جراء ما وصفته الوزارة بـ"هجوم مسلح"، استخدمت فيه ألعاب ومقذوفات نارية، وأسلحة نارية من قبل بعض المحتجين، بحسب البيان الرسمي.

وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لعشرات المتظاهرين، بينهم شبان على متن دراجات نارية، وهم يتقدمون في الطريق المؤدي إلى مقر الحكومة في وسط طرابلس، قبل أن يبدأ بعضهم في إشعال الألعاب النارية ورشق الحواجز الأمنية بالمقذوفات، في حين ردت قوات الأمن بإطلاق أعيرة نارية تحذيرية في الهواء لتفريق المتجمهرين.

الداخلية الليبية: احترام حق التظاهر السلمي

وزارة الداخلية الليبية شددت، في بيانها، على "احترام حق المواطنين في التظاهر السلمي وفق ما يكفله القانون"، لكنها أكدت أن "أي محاولة للاعتداء على الممتلكات العامة أو تعريض حياة رجال الأمن للخطر ستُواجَه بحزم"، مع إعلانها فتح تحقيق لملاحقة المتورطين في هذا الحادث.

غضب شعبي متزايد ضد حكومة الدبيبة

وشهد ميدان الشهداء في قلب طرابلس الجمعة تجمعات كبيرة ضمت مئات المحتجين الذين طالبوا بتنحي حكومة الدبيبة، متهمين إياها بالعجز عن ضبط الأمن ومعالجة الأزمات المعيشية المتفاقمة، فضلاً عن اتهامات بتعطيل مسار الحل السياسي المتعثر في البلاد.

وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من الاضطرابات التي شهدتها العاصمة طرابلس، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومجموعات مسلحة نافذة، عقب إعلان حكومة الوحدة الوطنية نيتها تفكيك "الميليشيات" التي ترى أنها "باتت أقوى من الدولة"، بحسب تصريحات الدبيبة الشهر الماضي.

وأدت تلك المواجهات، بحسب الأمم المتحدة، إلى سقوط ما لا يقل عن 8 قتلى وعدد من الجرحى، قبل أن تنجح وساطات محلية ودولية في تثبيت وقف إطلاق نار هش، لم يمنع من عودة التوترات بين الحين والآخر.

ورغم سريان وقف إطلاق النار بين القوات الموالية لحكومة الوحدة الوطنية وتلك التابعة للمشير خليفة حفتر منذ منتصف 2020، فإن العاصمة طرابلس لا تزال مسرحًا لمواجهات متقطعة بين الفصائل المسلحة المتنافسة، في ظل صراع مستمر على النفوذ والموارد، خاصة مع غياب توافق داخلي حول إجراء الانتخابات المؤجلة منذ ديسمبر 2021.