نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خيارات إيران للردّ على هجوم أميركي محتمل... بنك أهداف يحمل ألغاماً! - تكنو بلس, اليوم الجمعة 20 يونيو 2025 06:31 مساءً
تترقّب إيران بحذر الموقف الأميركي من المشاركة في الحرب بجانب إسرائيل من عدمها، في ظل محاولات إسرائيلية لاستدراج الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تنفيذ ضربة تستهدف منشأة فوردو النووية. وتدرس المؤسسات العسكرية الإيرانية خيارات الرد في حال حصول الهجوم، لكن حساباتها دقيقة جداً كون إيران لا ترغب بتوسيع الصراع والانتقال نحو حرب شاملة مع الولايات المتحدة.
خريطة الشرق الأوسط تحت مجهر القيادة الإيرانية. وإن كانت الصواريخ والمسيّرات قادرة على استهداف المصالح الأميركية في المنطقة، فإن الألغام المزروعة والتي تعقّد مشهدية الرد الإيراني على الهجوم الأميركي كثيرة، لأن إيران تعي أن الحرب مع الولايات المتحدة تتخذ مساراً مغايراً عن مسار الحرب مع إسرائيل، وقد يكون أعنف وأقسى، نسبةً لفارق القدرات العسكرية.
الخيارات المطروحة أمام العسكر الإيراني كثيرة، تبدأ من استهداف المواقع التي تنطلق منها المقاتلات الأميركية التي استهدفت إيران، كحاملات الطائرات أو قاعدة دييغو غارسيا التي من المفترض أن تنطلق منها قاذفات B-2، أو القواعد الأميركية في المنطقة إما مباشرةً أو عبر الفصائل المسلّحة، مروراً بمواقع أميركية ديبلوماسية، وصولاً إلى استهداف مضيق هرمز والسفن الأميركية.
آرون لوند، الباحث في مؤسسة "سينشري إنترناشونال" ومحلل لشؤون الشرق الأوسط في وكالة أبحاث الدفاع السويدية، يقول لـ"النهار" إن تحديد الرد الإيراني يعتمد على "ماهية الهجوم الأميركي" والأهداف، لكن وجب الأخذ في الاعتبار أن طهران "لا تريد التصعيد والحرب الشاملة مع واشنطن، وعلى هذا الأساس ستقرّر ردها"، لكن النظام الإيراني "سيفعل كل ما بوسعه" إذا واجه "تهديداً وجودياً".
استهداف المصالح الأميركية
في الشرق الأوسط مصالح أميركية موزّعة، منها ما هو عسكري، كـ"قاعدة عين الأسد" في العراق و"قاعدة العديد" في قطر التي تعتبر مقر القيادة المركزية الأميركية المتقدمة، ومنها ما هو اقتصادي، كالاستثمارات النفطية والتجارية، إلى جانب مقارّها الديبلوماسية، ووفق لوند، فإن إيران "تمتلك عدداً كبيراً" من الصواريخ وقادرة لوجستياً على "استهداف" هذه المواقع.
قد تحاول إيران استهداف المواقع التي تنطلق منها المقاتلات التي تقصفها، كحاملات الطائرات والقواعد. وفي هذا السياق، يبرز سؤال عن احتمال استهداف إيران لقواعد موجودة في دول الخليج، إلّا أن لوند يشير في هذه الحالة إلى أن إيران "ستأخذ بالاعتبار تكاليف التصعيد مع حكومات هذه الدول"، وهي "لا ترغب" بهذا التصعيد لأن هذه الحكومات "تقوم بدور لتهدئة الصراع"، دون أن يعني ذلك أن إيران لن ترد أبداً في هذه الحالة، بل "سترد بطريقة ما"، وفق لوند.
اعتراض صواريخ (أ ف ب).
قاعدة عين الأسد في العراق قد تكون أحد أكثر المواقع المعرّضة للاستهداف الإيراني، وقد سبق لإيران أن قصفتها عام 2020 بعد اغتيال الولايات المتحدة قائد "فيلق القدس" حينها قاسم سليماني، على أساس أن الهجوم ضد سليماني انطلق منها، والفصائل العراقية المقرّبة من إيران تستهدفها دائماً، ما يفتح الباب على احتمال انخراط هذه المجموعات بالصراع.
تحرّك محتمل لـ"حزب الله"
تمتلك إيران ورقة المجموعات المسلّحة في لبنان، العراق واليمن، وقد تلجأ إلى تحريك هذه الفصائل لشن هجمات ضد إسرائيل ومواقع أميركية، وهو سيناريو لا يستبعده لوند، الذي يشير إلى أن الفصائل العراقية "قد تستهدف" القوات الأميركية أو سفارة واشنطن في بغداد، و"حزب الله" هو الورقة "الأكثر أهمية" لإيران، وتحريكه مسألة "عالية الخطورة".
إلّا أن انخراط "حزب الله" في الصراع سيعني عودته إلى الحرب مع إسرائيل، وبتقدير لوند، فإن الحزب "لن يكون سعيداً" بهذه الحالة، بسبب النتائج الكارثية التي تكبدها خلال المعارك الأخيرة، لكنه "قادر" على إطلاق الصواريخ والمسيرات وقد يكون خياراً إذا واجه النظام الإيراني "التحدي الوجودي"، في ظل شكوك حيال المشاركة بسبب الخسائر التي تكبدها الحزب في حربه الأخيرة.
إغلاق مضيق هرمز
تمسك إيران بأحد أهم المعابر البحرية العالمية، مضيق هرمز، حيث يمر حوالي خُمس النفط الخام العالمي، وقد مرّ حوالي 20 مليون برميل من النفط عبر المضيق يومياً خلال النصف الأول من عام 2023. إيران هدّدت بإقفاله، وهذا تهديد للتجارة العالمية وسلاسل إمداد النفط، لكنه إجراء قد يستتبع خطوات تصعيدية دولية ضد إيران، كون دول عديدة ستتضرر.
لوند يرى أن إيران "قادرة" على إغلاق مضيق هرمز، لكنه قد يكون "الخيار الأخير" بسبب تبعاته الدولية وعدم رغبة إيران في تصعيد الصراع وتوسيع رقعته، إلا أنها قد تلجأ لخطوات أخرى في الخليج العربي، وهو "تهديد" السفن أو استهدافها لتخويف الأميركيين.
في المحصلة، فإن بنك الأهداف على طاولة إيران كبير، والاحتمالات كثيرة، لكن "أحلاها مر"، لأن أي عملية إيرانية قاسية ضد الوجود الأميركي في المنطقة ستكون لها تبعاتها، وهو الواقع الذي تحاول إيران تفاديه، أما الوصول إلى تهديد النظام، فقد يكون المنعطف المفصلي حيث تطلق إيران كل قدراتها العسكرية للدفاع عن نظامها.
0 تعليق