في أمسية إنسانية بحتة، نظّمت جمعية "حماية" حفلها السنوي الخيري في ساحة النجمة في بيروت، تحت عنوان "إذا معك خبر، اعطينا خبر"، بهدف تسليط الضوء على قضايا تعنيف الأطفال، وتشجيع المجتمع على عدم التزام الصمت، والتدخل عند ملاحظة أو سماع أي إساءة تطال الطفولة.

أحيت الحفل الفنانة الشابّة ماريلين نعمان والمؤلف الموسيقي غي مانوكيان والفنانة مايا دياب، بحضور السفيرة الإعلامية للجمعية الممثلة ماغي بو غصن، إلى جانب نخبة من الشخصيات السياسية والاجتماعية والفنية.

بكلمات نابضة بالمشاعر، استهلّت ماغي بو غصن كلمتها بالتعبير عن امتنانها للمشاركة في هذه الأمسية، قائلة: "هناك أطفال يعرفون كيف يعبّرون عن أنفسهم، ويملكون صوتاً. لكن هناك أيضاً أطفالاً لا يتكلمون، لأنهم لا يعلمون أن ما يتعرضون له هو عنف. يتألمون، لكنهم يظنون أن هذا الألم طبيعي أنه شيء عادي".

وسألت بأسى عبر "النهار": "هل هذا هو الأب الذي يصرخ ويضرب ويُفجّر غضبه؟"، داعية إلى ضرورة كسر هذا النمط من السلوكيات، واستبداله بالوعي والحوار.

من جهته، شدّد الفنان جورج خباز على أن الأمر لا يحتاج إلى صدمة كي ندرك حجم الخطر، بل إلى توعية وحوار دائم بين الأهل وأبنائهم، قائلاً لـ"النهار": "ينبغي أن يشعر الأولاد بالأمان ليُخبروا أهلهم إذا تعرّضوا لشيء مؤذٍ. أما الأهل الذين يمارسون العنف، فهم أنفسهم بحاجة إلى علاج نفسي، لأنهم غالباً ما تعرّضوا للعنف في طفولتهم".

بدورها، استذكرت بو غصن تجربتها مع فيديو توعوي أعدّته بالتعاون مع ماريلين نعمان والممثلة سينتيا كرم من الجمعية، موضحةً أن الهدف لم يكن مجرد شعار تفاعلي، بل "أن نُصدم ونُوقظ الوعي". وأضافت: "حين يصمت الأطفال، يكون دورنا نحن أن نتدخل. ولا أستطيع أن أصف ردّة فعلي لو كنت في موقف مشابه، لكنني متأكدة أنها ستكون قوية جداً، لأن ما يحدث لا يجوز السكوت عنه".

أدّت الفنانة ماريلين نعمان أغنية "أعطونا الطفولة" لريمي بندلي، بتأثرٍ واضح. وقالت لـ"النهار": "أشعر بالقشعريرة حين أردد كلمات هذه الأغنية، فهي تعبّر عن واقعنا اليوم أكثر من أي وقت مضى. العنف لا يكون دائماً بالضرب. قد يكون بكلمة، أو نظرة، أو حتى حركة خاطئة".
وأضافت متوجهة إلى كل طفل: "إذا رأيتَ مشهداً عنيفاً ولم تتمكن من التدخل، لا تسكت. فقط اتصل بجمعية حماية".

المؤلف الموسيقي غي مانوكيان في حفل جمعية حماية (الصورة خاص النهار)

كما أكدت مؤسسة مهرجان "بيروت ترنّم" ورئيسته ميشلين أبي سمرا أنّ هذه الصرخة يجب أن تُسمع في كل أنحاء العالم، لا سيما في ظلّ الأزمات المتلاحقة التي يمر بها لبنان، قائلة لـ"النهار": "ما من شيء أسوأ من أن يُنتهك الطفل في روحه وجسده. نحن اليوم هنا، مع جمعية 'حماية'، لنقول لكل طفل يتعرض للعنف: لا تسكت. لا تقبل".

أما رئيسة لجنة مهرجانات القبيات الدولية سينتيا حبيش، فأشارت من موقعها كأمّ إلى تزايد المآسي اليومية التي تطال الطفولة، مضيفةً في حديث لـ"النهار": "لا يجوز أن يُعنّف أي طفل. وكلما استطعنا أن نرفع الصوت، يجب أن نفعل".

واختتم جورج خباز بتمنٍّ من القلب: "إن شاء الله، يا رب، يكون لبنان على طريق التعافي. لدينا أمل كبير بنهضة هذا المجتمع، نحو مجتمع أكثر سلاماً وأماناً". لتضيف ماغي بو غصن بالقول: "بوحدتنا، سنكون جميعاً يداً واحدة لحماية وإنقاذ الأطفال".