وروى المنتج الراحل سمير خفاجي، مؤسس فرقة "الفنانين المتحدين"، كواليس ما جرى في مذكراته التي حملت اسم "أوراق من عمري"، واطلعت عليها "العربية.نت".

وكشف خفاجي عن كون المسرحية لم تكن تابعة لفرقته منذ البداية، حيث حضر إليه السيد فاروق البيومي، وأخبره أنه يقوم بالتحضير لمسرحية "زقاق المدق"، وحضر بصحبته فهمي الخولي كمخرج، ويونس شلبي كبطل للمسرحية.

وافق خفاجي على المشاركة في إنتاج المسرحية، وتوجه بعدها إلى نجيب محفوظ من أجل الحصول على حقوق استغلال الرواية، ليعرب محفوظ عن اندهاشه من تلك الخطوة، لأن الرواية قدمت بالفعل في السينما والمسرح والتلفزيون، فما الذي يدفع المنتج لدفع 3 آلاف جنيه من دون فائدة.

أصر المنتج على تلك الخطوة، وقام بسداد المبلغ لنجيب محفوظ، وطلب بعدها من بهجت قمر أن يشرع في كتابة النص المسرحي، كما تعاقد مع سيد زيان ومعالي زايد ويوسف داود ليشاركوا في البطولة بصحبة يونس شلبي.

نشر خفاجي إعلانا خاصا بالمسرحية، وتم فتح شباك التذاكر من أجل بدء الحجز، ليفاجأ المنتج ببطل العرض يونس شلبي يحضر إليه قبل بدء العرض بأيام قائلا "أنا مش شايف نفسي في الدور".

تلقى المنتج صدمة كبرى، فما كان منه إلا صفع يونس شلبي على وجهه وسبه، وبعدها توجه لتحرير محضر في قسم الشرطة ضده.

غادر المنتج الإسكندرية إلى القاهرة سريعا، وتعاقد مع صلاح السعدني للقيام بالبطولة، كما تعاقد مع المخرج حسن عبدالسلام بدلا من فهمي الخولي، لتحدث مفاجأة جديدة.

تقدم يونس شلبي بشكوى إلى نقابة الممثلين، وأخبر النقيب حمدي غيث أنه متمسك بدوره في المسرحية، لكن خفاجي رفض بشكل قاطع، فما كان من النقابة إلا الحكم لصالح يونس شلبي والمخرج فهمي الخولي، بالحصول على أجر الموسم كاملا.

دفع المنتج 50 ألف جنيها لصالح يونس شلبي، كما سدد 8 آلاف جنيه لصالح المخرج فهمي الخولي، من دون أن يعمل أي طرف منهما في المسرحية.

عرضت المسرحية أواخر عام 1984، لكنها لم تصور تلفزيونيا بسبب معالي زايد، حيث ذكر المنتج أنها تمارضت في اليوم الخاص بالتصوير التلفزيوني، وأخبرتهم أنها في المستشفى، ورغم انتظارهم لها لم تحضر في ذلك اليوم.

وفوجئ خفاجي بمعالي زايد بعد مرور فترة طويلة تطلب منه بأن تقوم بتصوير الرواية، لكنه وجد أنها تقدمت في العمر ولم تعد مناسبة للشخصية التي لعبتها، لتفقد الرواية فرصة عرضها تلفزيونيا.