أكد الدكتور عماد الدين كامل مرسي اختصاصي الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي بالرياض على أن شبكية العين تعد من أكثر الأعضاء تأثرًا بمرض السكري،حيث إن الارتفاع المزمن في مستوى السكر في الدم يؤدي إلى تغيرات دقيقة في الأوعية الدموية المغذية للشبكية،مما يهدد الرؤية،وقد يؤدي إلى العمى في المراحل المتقدمة.

وعن كيفية تأثير السكر على شبكية العين،قال الدكتور عماد الدين مرسي اختصاصي الباطنية بمستشفيات الحمادي:
ارتفاع السكر المزمن يؤدي إلى تلف في جدران الأوعية الدموية الدقيقة المغذية للشبكية،وهذا التلف يؤدي إلى تسرب السوائل أو الدم إلى الشبكية،ما يحدث وذمة والتهابات موضعية،ويحدث انسداد في الأوعية الدقيقة،مما يعيق تغذية الشبكية بالأوكسجين ويؤدي إلى موت الخلايا،وكرد فعل،يبدأ الجسم في تكوين أوعية دموية جديدة وغير طبيعية،لكنها هشة وقد تنفجر،مشيراً إلى أن هذه الأوعية قد تسبب نزيفًا داخل الجسم الزجاجي،يؤدي إلى رؤية مشوشة أو فقدان البصر،
وقد تتكون أنسجة ليفية تسبب انفصال الشبكية أو تشوهها،مما يؤدي إلى العمى الدائم.

وشدد اختصاصي الباطنية بمستشفيات الحمادي على أهمية تنظيم السكر للوقاية من اعتلال الشبكية،وذلك من خلال تنظيم السكر في الدم يمنع تلف الأوعية الدقيقة ويحمي الشبكية من التدهور،وقد أثبتت
دراسات كثيرة أن الحفاظ على معدل HbA1c تحت 7%
يقلل من فرص الإصابة أو تطور اعتلال الشبكية السكري،كما أن
التحكم الجيد بالسكر يبطئ تطور المرض ويمنع الوصول إلى المراحل المتقدمة التي تتطلب تدخلاً جراحياً،وتقليل خطر فقدان البصر يحتاج إلى التحكم المتزامن في السكر، الضغط، والدهون.

وقدم د.عماد الدين مرسي اختصاصي الباطنية طرق الوقاية التي ينبغي الأخذ بها، ومنها:الفحص السنوي لقاع العين حتى بدون وجود أعراض،للكشف المبكر عن أية تغييرات،والتحكم الصارم في ضغط الدم،بحيث يبقى أقل من 90/140 مم زئبق،مع مراقبة الكوليسترول والدهون الثلاثية لأن ارتفاعها يزيد من تلف الأوعية،والإقلاع عن التدخين، لأنه يُضعف الأوعية الدموية ويُسرع التلف الشبكي،وممارسة الرياضة بانتظام لتحسين الدورة الدموية والقدرة على التحكم في السكر،واتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف، وقليل السكريات والدهون المشبعة،وكذلك تقليل التوتر والضغوط النفسية،حيث إنها تؤثر على ضبط السكر.

وكشف د.عماد الدين مرسي اختصاصي الباطنية بمستشفيات الحمادي خيارات العلاج،والمتمثلة في ضبط السكر والضغط في المراحل المبكرة قد يكون كافيًا لإيقاف تطور المرض،والعلاج بالليزر: يُستخدم لغلق الأوعية الدموية المتسربة أو غير الطبيعية، والحقن داخل الجسم الزجاجي مثل:مضادات VEGF لمنع نمو أوعية غير طبيعية وتقليل الوذمة،وكذلك الحقن بالستيرويدات تُستخدم أحيانًا لعلاج وذمة البقعة الصفراء الناتجة عن التسرب الوعائي،

واستئصال الجسم الزجاجي (Vitrectomy) لإزالة النزيف أو لعلاج انفصال الشبكية،مع المتابعة المستمرة مع طبيب العيون كل 3 أشهر حسب شدة الحالة،واعتلال الشبكية السكري من المضاعفات الخطيرة والمزمنة التي قد تؤدي إلى فقدان البصر،كما يمكن الوقاية منه بشكل كبير من خلال ضبط مستوى السكر والمتابعة الطبية المنتظمة،وكذلك الفحص المبكر،والالتزام بالعلاج،ونمط الحياة الصحي كلها عوامل حاسمة في الحفاظ على البصر.