نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سياحة المخابز...المخابز المحلية مغناطيس للسياحة العالمية! - تكنو بلس, اليوم الاثنين 16 يونيو 2025 08:34 صباحاً
تحوّلت المخابز المحلية في العديد من الدول من مجرّد منافذ لتلبية الحاجات الغذائية، إلى محركات اقتصادية ووجهات سياحية وثقافية بامتياز. وبرز في السنوات الأخيرة اتجاه سياحي جديد يُعرف بـ"سياحة المخابز" (Bakery Tourism)، بالتزامن مع سعي السياح المتزايد إلى عيش تجارب محلية أصيلة، واكتشاف النكهات التقليدية الفريدة. فالخبز والمخبوزات لا يعكسان فقط هوية الشعوب، بل يشكّلان مرآة لثقافاتها، وعاداتها، وبيئاتها، وحتى لقيمها وروحها الجمعية.
باتت أصناف خبز ومخبوزات عديدة رموزاً لبلدانها، ومقاصد رئيسية للسياح، مثل المنقوشة في لبنان، والبوريك والسيميت في تركيا، والكرواسون في فرنسا، وغيرها. وأدت وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما محتوى المدونين والمؤثرين، دوراً كبيراً في الترويج لهذه المنتجات، ومشاركة تجارب تذوقها، ما جعل المسافرين يدرجون زيارات المخابز المميزة ضمن مخططات رحلاتهم.
وجهات سياحية... لماذا؟
الخبز والمخبوزات أطعمة مغرية وجاذبة بطبيعتها، وهي مدخل لاكتشاف الثقافة المحلية. ولأنها متوفرة في مختلف المناطق، وسهلة التناول، وسعرها في متناول الجميع، فإنها تشكّل خياراً مثالياً للمسافرين، خاصة العائلات. كما أن تجربة تناول الخبز والمخبوزات تمنح شعوراً بالراحة النفسية، وتجربة مذاقية غالباً ما تنال الإعجاب، مما يجعلها وجبة مضمونة، ترضي مختلف الأذواق.
سياح كُثر يقطعون مسافات طويلة لزيارة مخبز معين وتذوق منتجه المميز. ويشهد هذا التوجه نمواً عالمياً، خصوصاً مع ارتفاع تقدير الناس للحرفية والجودة والطعم الأصيل. على سبيل المثال، قالت جيسيكا مورغان-هيليويل ووالدتها لويز من المملكة المتحدة في حديث لـ"بي بي سي" إنهما لا تمانعان السفر داخل بريطانيا وخارجها لاكتشاف مخابز جديدة، وتصوير تجاربهما ومشاركتها على وسائل التواصل. وأشارت جيسيكا إلى أنها قدت سيارتها مؤخراً لأكثر من ساعة فقط لشراء شطيرة! ويُعدّ سوق المخابز في المملكة المتحدة من أكبر الأسواق الغذائية، إذ تُقدَّر قيمته بـ5.74 مليارات جنيه إسترليني، بحسب اتحاد الخبازين المحلي.
في كوريا الجنوبية، ظهرت ظاهرة تُعرف باسم "bbangjisullae"، أي "حجّ الخبز"، حيث يسافر الناس مسافات طويلة لزيارة مخابز مشهورة وتجربة منتجاتها الفريدة.
مهرجانات وجولات تفاعلية
السياح أيضاً يظهرون اهتماماً متزايداً بالمخبوزات اليدوية الصنع، التي تجمع بين الذوق الحرفي، والتصميم الإبداعي، والنكهات الفريدة. واستجابة لهذا الاهتمام، تنظم دول عديدة مهرجانات خاصة بالمخبوزات، أبرزها مهرجان المخبوزات العالمي الذي يُقام في مدينة ليون الفرنسية كل عامين منذ عام 1989، والذي فازت فيه اليابان في نسخته الأخيرة.
كما تُنظم جولات إرشادية لتعليم الزوار مراحل صناعة الخبز، وورش عمل تفاعلية لتعلّم تقنيات العجن، والتخمير، والتشكيل، كفن تراثي ووصفة تقليدية تستحق الحفاظ.
وفي بعض البلدان، تحوّلت المخابز ذات الطابع الفريد إلى وجهات بحد ذاتها، يقف الناس في طوابير أمامها، كما هو الحال مع الباستيل دي ناتا البرتغالية، التي تجذب الزوار من شتى أنحاء العالم. وتشكّل المخبوزات المحلية، بتقنياتها التقليدية، ونكهاتها غير القابلة للاستنساخ، دافعاً أساسياً لعشاق الخبز لخوض مغامرات تذوق لا تُنسى.
ونظراً لقيمتها التراثية والثقافية، أُدرجت بعض المخبوزات الشهيرة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، مثل خبز الباغيت الفرنسي والمنقوشة اللبنانية.
بعض الدول ذهبت أبعد من ذلك، وأسست متاحف للخبز كوسيلة جذب سياحي وثقافي، مثل متحف الخبز في أولم بألمانيا، ومتحف الخبز في بورغوندي بفرنسا، والتي توفّر تجارب تفاعلية شبيهة بجولات النبيذ، تشمل مراحل التصنيع ومحطات للتذوق.
أشهر وجهات سياحة المخبوزات في العالم
فرنسا (باريس): عاصمة الحلويات العالمية، تشتهر بالكرواسون، خبز الشوكولاتة، والإكلير، والباغيت.
إيطاليا (نابولي): مهد البيتزا التقليدية.
النمسا: موطن الحلويات الفييناوية مثل فطيرة التفاح.
الدانمارك: تشتهر بـ Spandauer، أو المعجنات الحلوة متعددة الطبقات.
إسبانيا: وجهة مثالية لتذوق Churro.
ألمانيا: عاصمة الخبز العالمي بأكثر من 3000 نوع مُعترف به، وعلى رأسها خبز الجادوار.
تركيا: مشهورة بالبوريك والسيميت.
المملكة المتحدة: تراثها غني بالفطائر والكعك الإنجليزي.
السويد: موطن كعكة "كانيلبولار" بالقرفة.
كندا: تشتهر بخبز "البايغل".
الولايات المتحدة (شيكاغو تحديداً): موطن كعكات البراونيز الأصيلة.
0 تعليق