بين أعماق البحر المتوسط، حيث يرقد كنز الطاقة المصري، ينبض حقل "ظهر" من جديد ليضيف فصلاً جديدًا في قصة مصر مع الغاز الطبيعي، ومع اقتراب دخول البئر "ظهر 6" دائرة الإنتاج، يتأهب القطاع الطاقوي المحلي لجني ثمار هذا التوسع الجريء.

في كواليس الحفر والتطوير، تتحرك الأذرع الإيطالية بأدق الخطوات، في تناغم مع استراتيجية مصر الطموحة لتعزيز مواردها الطبيعية وتحقيق الاكتفاء بل والتصدير.

قدرة إنتاجية تصل إلى 50 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا

كشفت مصادر مطلعة في قطاع البترول، أن البئر "ظهر 6" سيوضع على خريطة الإنتاج نهاية شهر يونيو الجاري، بقدرة إنتاجية تصل إلى 50 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا، ضمن خطة تطوير متسارعة لحقل "ظهر" العملاق الواقع في المياه العميقة للبحر المتوسط.

وأوضحت المصادر أن التعاون مستمر مع شركة "إيني" الإيطالية، التي تقود عمليات الحفر والتنمية في الحقل، حيث من المنتظر أن يتحرك الحفار البحري "سايبم 10000" عقب الانتهاء من "ظهر 6" إلى آبار أخرى، تبدأ بـ"ظهر 13"، ثم تنفيذ أعمال coil tubing في "ظهر 9"، قبل حفر البئر التجريبي "ظهر 20".

الاتفاق على جدول زمني محدد لتحريك الحفار إلى إيطاليا خلال الربع الأخير من العام الجاري

وبحسب آخر المناقشات التي أجريت مع خبراء شركة "أيوك" – الذراع التشغيلية لإيني في مصر – تم الاتفاق على جدول زمني محدد لتحريك الحفار إلى إيطاليا خلال الربع الأخير من العام الجاري، وذلك لأعمال صيانة وتحديث، على أن يعود إلى مصر بحلول منتصف عام 2026 لاستئناف أعمال الحفر في "ظهر 20"، يليه البئر "ظهر 21" ضمن سلسلة توسعات مستقبلية تهدف لزيادة الإنتاج وضمان استدامته.

يعود إلى مصر بحلول منتصف عام 2026 لاستئناف أعمال الحفر في “ظهر 20”

هذا التطور يأتي في إطار خطة الدولة لتعظيم الاستفادة من الثروات البترولية، وتأكيد مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة في المنطقة، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والطلب المتزايد على الغاز الطبيعي.

يمثل إدخال بئر "ظهر 6" إلى الخدمة خطوة استراتيجية جديدة في مسار تعزيز أمن الطاقة في مصر، وامتدادًا لنجاحات قطاع البترول في استثمار الموارد البحرية بفعالية. 

حفر مزيد من الآبار تعكس التزامًا واضحًا بتوسيع القدرات الإنتاجية

ومع استمرار التعاون المثمر مع الشركاء الدوليين وعلى رأسهم شركة "إيني"، تواصل مصر ترسيخ موقعها كمحور إقليمي لإنتاج وتصدير الغاز الطبيعي.

المستقبل يبدو واعدًا، والخطط الموضوعة لحفر مزيد من الآبار تعكس التزامًا واضحًا بتوسيع القدرات الإنتاجية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في قطاع الطاقة.