نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عاجل- "النهار" ترصد المشهد في طهران في اليوم الثالث من المواجهة: النظام تجاوز الصدمة الأولى والإيرانيون قلقون وغاضبون - تكنو بلس, اليوم الأحد 15 يونيو 2025 02:05 مساءً
في الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران ليلة الخميس، كان الهدف الرئيسي تدمير المنشآت النووية الإيرانية واغتيال كبار القادة العسكريين الإيرانيين. وبعد مرور حوالي 48 ساعة على هذا الهجوم، يجب أن نراجع ونحلل ما إذا كانت تل أبيب قد حققت أهدافها أم لا.
يصرح المسؤولون الإسرائيليون بأن هدفهم الرئيسي من الهجوم على إيران كان توجيه ضربة للمنشآت النووية والصاروخية الإيرانية، ولهذا السبب، قاموا باغتيال عدد من العلماء وأساتذة الفيزياء النووية الإيرانيين في عملياتهم الليلية. لكن الإسرائيليين يقولون إنهم، نظراً لثقتهم بأن إيران سترد على الهجوم الإسرائيلي، وضعوا اغتيال كبار القادة العسكريين الإيرانيين على جدول أعمالهم. وفي هذا الهجوم غير المسبوق، تم اغتيال عدد من أرفع المسؤولين العسكريين الإيرانيين، مثل رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، وقائد الحرس الثوري، وقائد قوة الفضاء الجوي في الحرس الثوري، وقائد مقر الدفاع الجوي وغيرهم، بهدف منع رد إيران وإغراق غرفة الحرب في الجمهورية الإسلامية في حالة من الارتباك وضعف القيادة.
كذلك أراد الإسرائيليون، من خلال قتل القادة العسكريين وقادة الحرس الثوري، التمييز بين الشعب الإيراني والنظام في هذا الهجوم، وإظهار أنفسهم إلى جانب الشعب الإيراني وكأعداء للنظام فقط! وهي النقطة التي أكدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الناطق بالفارسية مرات عدة خلال الساعات الـ48 الأخيرة.
وعلى الرغم من أن الحكومة والشعب الإيراني تفاجآ في الساعات الأولى بهذا الهجوم وعدد القتلى العسكريين ومستواهم، إلا أن الأحداث اللاحقة أظهرت أن أهداف إسرائيل من اغتيال القادة العسكريين الإيرانيين لم تتحقق.
وفي أول خطوة، قام المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، في أقل من 5 ساعات بعد الهجوم الإسرائيلي، بتعيين بدلاء لجميع القادة العسكريين الذين قُتلوا، وعاد التنسيق إلى غرفة الحرب الإيرانية في أقل من 10 ساعات. تم تعيين اللواء عبدالرحيم موسوي واللواء محمد باكبور واللواء علي شادماني خلفاً لمحمد باقري وحسين سلامي وغلام علي رشيد، وتم تعيين اللواء أمير حاتمي، وزير الدفاع السابق، قائداً للجيش الإيراني. هذا الاستبدال السريع لكبار القادة العسكريين جعل من الممكن، بالتزامن مع رسالة الفيديو التي وجهها خامنئي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية، بدء الهجمات الصاروخية الإيرانية على تل أبيب، ما ألحق أضراراً كبيرة في مناطق عدة بالعاصمة الإسرائيلية. في الوقت نفسه، تم تنظيم الدفاع الجوي الإيراني، الذي لم يكن فعالاً في الساعات الأولى من الهجوم الإسرائيلي، وتم استهداف عدد كبير من الطائرات بدون طيار الإسرائيلية، ما جعل إسرائيل عاجزة عن تنفيذ عملية ناجحة في الليلة الثانية من هجوم إيران، ومرت الليلة الثانية بهدوء.
لكن مساء السبت، ومع انفجار مستودع نفط غرب طهران وتزايد الهجمات الإسرائيلية بالطائرات المسيرة، عادت المخاوف من توسع الصراع. وتزامنت الجولة الجديدة من الهجمات الإسرائيلية بالطائرات المسيرة على طهران مع الجولة الثانية من الهجمات الصاروخية الإيرانية على حيفا. ويبدو أن هذه الهجمات ألحقت أضراراً جسيمة بإسرائيل.
في إيران، يُبدي جزء كبير من الشعب ارتياحه للرد القاسي على إسرائيل، وهو ما عكسه على نطاق واسع التلفزيون الرسمي. ولكن هذا الارتياح لم يخف قلق إيرانيين من هجمات الطائرات المسيرة الليلية على إيران، ويخطط البعض للسفر موقتاً إلى أماكن أكثر أماناً.
في شوارع طهران، يبدو الإيرانيون منشغلين بحياتهم العادية، غير مكترثين بحالة الحرب. وتغيب مظاهر الحرب خلال النهار، باستثناء المشهد عند محطات الوقود والمخابز التي تزدحم أكثر من المعتاد. مع ذلك، تسود حالة من عدم اليقين، ولا يُعرف ما إذا كان هذا الاشتباك سيستمر، وخصوصاً أن إيرانيين كثراً لم ينسوا بعد الحرب الطويلة بين العراق وإيران في الثمانينات عندما قصفت مدن إيرانية.
لكن النقطة المهمة الأخرى التي يبدو أنها تحولت كـ"بوميرانغ" ضد أهداف إسرائيل هي الغضب والكراهية التي يشعر بها الشعب الإيراني حيال الدولة العبرية. على الرغم من أن العديد من الإيرانيين غير راضين عن أداء الجمهورية الإسلامية وسياساتها، حتى أن وسائل الاعلام الأجنبية نسبت إلى إيرانيين تفاؤلهم بإمكان إسقاط النظام، إلا أن غالبيتهم تعتبر هجوم العدو الخارجي تعدياً على أرضهم وكرامتهم وفخرهم الوطني. وتصاعد هذا الغضب أكثر عندما نُشرت صور القتلى المدنيين، وخاصة من نساء وأطفال، على مواقع التواصل الاجتماعي.
في الساعات الأخيرة، طالب العديد من الإيرانيين بعضهم البعض، من خلال نشر منشورات ومقالات ومقاطع فيديو وصور على مواقع التواصل الاجتماعي، بوضع الخلافات السياسية والفكرية جانباً في الظروف الحربية الحالية، والتوحد ضد إسرائيل.
0 تعليق