لم يعد الخلاف في الرؤى بين قيادة الداخل والخارج في حركة حماس أمرًا خفيًا، فقد كشفت تصريحات علنية صادرة عن مسؤولين في الحركة، عبر وسائل الإعلام والمحافل السياسية، عن تباينات واضحة بشأن مسار الحرب والمفاوضات.

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن قيادة الداخل، التي كان يتزعمها يحيى السنوار، اتخذت موقفًا أكثر تشددًا إزاء مفاوضات وقف إطلاق النار، بخلاف قيادات الخارج التي أبدت انفتاحًا نسبيًا.

اليوم، وبعد مقتل يحيى السنوار وشقيقه محمد، تشير تقارير إلى أن قيادة الداخل باتت أكثر انفتاحًا على إنهاء الحرب، في وقت تواصل فيه قيادة الخارج، بقيادة خليل الحية، التمسك بسقف مطالب مرتفع، ما يُعقّد فرص التوصل إلى اتفاق.

وبحسب ما أورده موقع أكسيوس الأميركي، فإن فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات يُعزى إلى دخول الحية بمطالب "لا تعكس واقع غزة المنهكة من الحرب، والمهددة بعملية عسكرية إسرائيلية وشيكة".

في المقابل، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن عز الدين الحداد، القائد الجديد لحماس في غزة، تولى مهمته وسط ظروف بالغة الصعوبة، مع تراجع القدرات العسكرية للحركة، وشحّ الموارد والتمويل. وأشارت الصحيفة إلى أن الحداد أبدى مرونة نسبية واستعدادًا للنقاش مع الوسطاء.

وترى الصحيفة أن موقف الحداد يتشكل بفعل معايشته اليومية لمعاناة السكان في غزة، في ظل واقع إنساني متدهور وضغوط كبيرة تمارسها قيادة الخارج، التي ترفض أي انخراط تفاوضي لا يتضمن وقفًا دائمًا للحرب وضمانات بإعادة الإعمار.

في هذا السياق، يحاول الحداد، الذي وصفته الصحيفة بشخصية براغماتية، سد الفجوة بين الجانبين، لكن الواقع الميداني يضيّق عليه خياراته.

وفيما يراهن عدد من سكان غزة على قدرة الحداد في قيادة المسار التفاوضي نحو إنهاء المعاناة، يبقى السؤال مطروحًا: هل سيتمكن الرئيس الجديد للحركة من فرض قرارات تخدم مصالح الغزيين، أم سيظل محاصرًا بقيود السياسة المفروضة عليه من قيادة الخارج؟