شهدت مدينة البندقية الإيطالية، المعروفة بتاريخها الغني وجمالها المعماري، جدلًا كبيرًا قبل أيام من موعد حفل زفاف الملياردير الأمريكي «جيف بيزوس»، مؤسس شركة أمازون، وخطيبته الصحفية «لورين سانشيز» بعد رفع لافتة ضخمة على أحد أبراج الأجراس المطلة على بحيرة المدينة، تحمل صورة مشطوبة لبيزوس بعلامة حمراء، إلى جانب دعوة صريحة للاعتراض على الزفاف.

وحملت اللافتة، التي ظهرت يوم 10 يونيو عبارة «لا مكان لبيزوس، لا مكان للأوليغارشيين» ودعت إلى تظاهرة احتجاجية ضد الزفاف الذي يُعتبر من أغلى الأعراس في التاريخ، وأعربت مجموعة من النشطاء المحليين، الذين ينتمون إلى حركة «Venice is Ours»، عن غضبهم من تحول المدينة إلى «ملعب للمليارديرات»، مما يهدد هويتها الثقافية ويؤدي إلى استبعاد السكان المحليين.

«الأوليغارشيين» مصطلح يُطلق على جماعة صغيرة تحتكر السلطة أو النفوذ أو الثروة في بلدٍ ما.

ووفقًا للمصادر، سيرتفع عدد الضيوف إلى حوالى 1,500 شخص، بما في ذلك مشاهير مثل ليوناردو دي كابريو، وإيفا لونغوريا، وأورلاندو بلوم، وكاتي بيري، وبراين غلازر، وباربرا سترايساند، وكيم كارداشيان، وكريس جينر، وجويل، ومن المقرر أن يُقام الحفل في قصر لابيا التاريخي، الذي يُعتبر واحدًا من أجمل القصور في البندقية، ويُتوقع أن يكلف ملايين الدولارات.

وردت بلدية البندقية على الجدل، مؤكدة أن الحفل لن يؤثر سلبًا على المدينة، وأن الإجراءات الأمنية واللوجستية قد تمت التخطيط لها بعناية، ومع ذلك، أعربت السكان المحليون عن مخاوفهم من أن مثل هذه الأحداث الكبيرة قد تزيد من الضغوط على البنية التحتية الهشة للمدينة، التي تعاني بالفعل من مشاكل مثل السياحة الزائدة والفيضانات.

وتعتبر البندقية، الواقعة في شمال إيطاليا، واحدة من أشهر الوجهات السياحية في العالم، معروفة بقنواتها وجزرها وتراثها الثقافي الغني، ومع ذلك، فإن المدينة تواجه تحديات كبيرة بسبب السياحة الزائدة، التي أدت إلى زيادة تكاليف المعيشة وطرد السكان المحليين، ووفقًا لمنظمة اليونيسكو هناك مخاوف مستمرة من أن البندقية قد تفقد هويتها الثقافية إذا لم يتم اتخاذ إجراءات للحفاظ عليها.

ويعد جيف بيزوس، البالغ من العمر 61 عامًا، أحد أغنى الأشخاص في العالم، بثروة تقدر بأكثر من 200 مليار دولار، حسب تصنيف مجلة فوربس، وقد أُعلنت خطوبته للصحفية لورين سانشيز، البالغة من العمر 55 عامًا، في عام 2023، بعد انفصاله عن زوجته ماكنزي سكوت، ويُعتبر حفل زفافهما حدثًا بارزًا، لا سيما بسبب قائمة الضيوف الطويلة والمكان الفاخر.

الجدل حول حفل الزفاف ليس جديدًا، إذ سبق أن أثيرت انتقادات من قبل السكان المحليين والنشطاء البيئيين، الذين يرون أن مثل هذه الأحداث الكبيرة تؤدي إلى استغلال المدينة وتدهور بيئتها، وفي عام 2025، أعلنت بلدية البندقية عن فرض رسوم دخول على السياح للحد من الزيارات اليومية، لكن هذا الإجراء لم يمنع الاعتراضات على أحداث مثل زفاف بيزوس.