على مقربة من الحوار الوطني والانتخابات النيابية... تغييرات في قيادات الأحزاب السياسية في الجزائر - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
على مقربة من الحوار الوطني والانتخابات النيابية... تغييرات في قيادات الأحزاب السياسية في الجزائر - تكنو بلس, اليوم السبت 14 يونيو 2025 03:26 مساءً

تلوح في الأفق بوادر تغيير شامل في قيادات أبرز الأحزاب السياسية في الجزائر، مع اقتراب استحقاقات انتخابية مفصلية، تسبقها محطة الحوار الوطني التي أعلن عنها الرئيس الجزائري بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية.

وتتسارع وتيرة التحولات داخل الأحزاب الكبرى التي تشكّل ركائز المشهد السياسي في البلاد. فقد أعلن الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي (الأرندي) مصطفى ياحي، قبل أيام، انسحابه من منصبه، بعد فترة لم تتجاوز العامين، ما فتح الباب أمام عضو الحزب البارز ونائب رئيس المجلس الشعبي الوطني منذر بودن ليرأس لجنة تحضير المؤتمر، ويُطرح كأبرز المرشحين لقيادة الحزب، ثاني أكبر التشكيلات السياسية في الجزائر.

أما حزب جبهة المستقبل، ذو التوجه الوطني، والذي بات رقماً فاعلاً في الساحة السياسية، فقد عقد مجلسه الوطني نهاية الأسبوع الماضي، وأكد في بيانه الختامي ضرورة الإعداد الجيد لمناضليه لخوض الانتخابات النيابية والمحلية المقبلة.

ووفق مصادر صحيفة "النهار" من داخل الحزب، فإن التحضيرات جارية لعقد مؤتمر يشمل جميع الأعضاء، بهدف مراجعة بعض مواد القانون الأساسي، تمهيداً لمنح الرئيس الجديد فاتح بوطبيق كامل الصلاحيات، كما كان الحال مع مؤسس الحزب عبد العزيز بلعيد.

وفي تعليقه على هذه الحركية، رأى المحلل السياسي عبد الرحمن سالم أن ما تشهده الأحزاب من تغييرات يعود بالدرجة الأولى إلى الضرورات التي تفرضها المرحلة، خصوصاً مع اقتراب المصادقة على النسخة الجديدة من قانون الأحزاب، مشيراً إلى أن التشكيلات السياسية باتت مطالَبة بالتكيف مع هذا الإطار القانوني الجديد.

وأوضح سالم، في حديث لـ"النهار"، أن "الاستحقاقات الانتخابية المقبلة تفرض على الأحزاب حالة استنفار تنظيمي، من أجل اختيار كوادر كفؤة ضمن القوائم، لضمان تمثيل نوعي وفعّال في المجالس الشعبية، سواء الوطنية أو المحلية". وأضاف أن التغييرات السياسية المتواصلة منذ نحو خمسة أعوام، تحتم على الأحزاب تجاوز منطق "تسيير الروتين"، والارتقاء نحو قيادات تمتلك رؤية سياسية وفكرية واضحة.

وأشار إلى أن تبنّي السلطة الجزائرية، منذ عام 2019، لمقاربة جديدة في إدارة الشأن السياسي، يفرض على الأحزاب مسايرة هذه الرؤية القائمة على النضال الحقيقي، وبرامج حزبية ذات أسس وطنية ومشاريع واضحة، من شأنها إعادة الزخم للحياة السياسية، بعد سنوات من الجمود.

وبموجب قانون الأحزاب الجديد، يُسمح لرؤساء التشكيلات السياسية بتولي القيادة لولايتين فقط، خلافاً لما كان سائداً من حرية مطلقة سمحت بتحول بعض القيادات إلى زعامات مدى الحياة.

من جهتها، قالت الناشطة السياسية أمال ديب إن "المرحلة الراهنة والحركية التي تعرفها البلاد تستلزم من الأحزاب مواكبة فعالة"، مؤكدة أنه "لا مجال للخطأ إذا أردنا بناء ساحة سياسية ترتكز على النضال الحزبي الحقيقي، وفق مبادئ وقوانين راسخة".

ورأت ديب، في حديثها لـ"النهار"، أن التغييرات التي تشهدها بعض قيادات الأحزاب تعكس تطوراً نوعياً في أساليب التسيير، وقد تمنح هذه الأحزاب فرصة حقيقية لتدارك أخطاء الماضي، والاستعداد الجاد للاستحقاقات المقبلة.

وأكدت أن أداء بعض الأحزاب لم يرتقِ إلى مستوى تطلعات الشعب، ولا إلى طموحات مناضليها أو حتى السلطة، مرجعة ذلك إلى ضعف قدرات القيادات الحالية، وضحالة خطابها، وغياب الحضور المؤثر لها في المشهد العام.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق