نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إنها أرض كنعان! - تكنو بلس, اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 06:25 صباحاً
أما وقد بدأ العالم يستعد لما سينتجه المؤتمر الدولي العالي المستوى لتنفيذ "حلّ الدولتين" والخلاص أخيراً من أحد أطول الصراعات السياسية والعسكرية في العالم الحديث، فلنتوقف قليلاً لنسأل: أي دولتين؟ في الجانب العربي، الجواب سهل، ولو لم يكن موجوداً بشكل محسوس بعد. إنها الدولة الفلسطينية على حدود 4 حزيرانيونيو 1976، وعاصمتها القدس الشرقية. وهذا يعني، أنها دولة للفلسطينيين على جزء من أرض فلسطين التاريخية.
في الجانب الآخر، علينا أن نعرف أي دولة ستقوم بجوار الدولة الفلسطينية، كي ينعما بالسيادة والسلام. بالتأكيد، ليست دولة "إسرائيل".
فتاريخياً، "إسرائيل" لم تكن يوماً اسماً لمكان في الجغرافيا الطبيعية، ولا دلالة على مكان في الجغرافيا السياسية، إنما هي اسم توراتي ليعقوب بن إسحق، بعدما اعتمد لقب إسرائيل، وهو مصطلح مؤلف بحسب التوراة من كلمتين ساميتين قديمتين: سرى بمعنى غلب، وإيل بمعنى الإله أو الله، وجمعهما يعني "مصارع الله" أو "من يصارع الله". ولهذا يذكر الاسم في العهد القديم، وفي القرآن أيضاً، وليس لأن إسرائيل كما نعرفها اليوم هي الأرض الموعودة لليهود.
وهكذا، حين تسمى الأرض أرض إسرائيل، فإنما ذلك للدلالة على أنها أرض يعقوب، لأن بني إسرائيل هم تحديداً من اتبعوا يعقوب. وجدّ يعقوب هذا هو نبينا إبراهيم، الذي نردّ الديانات السموية الثلاث إليه، والذي نردّ أنفسنا أيضاً إليه، نحن أتباع هذه الديانات السموية الثلاث.
في التوراة نفسها، كان الوعد الإلهي لإبراهيم بأن يسكن "أرض كنعان"، إذ لم يكن بعدُ ما تسمى "إسرائيل". فهذه غير موجودة في الأصل. وسميت "أرض كنعان" لسبب بسيط: سكنها الكنعانيون قبل الإبراهيميين. الملك لله طبعاً، لكن... لو كان لهذه الأرض من مالك فهو قوم كنعان، لا قوم إبراهيم، ولا قوم حفيده يعقوب، ولا الصهاينة من تيودور هرتزل، مؤسس الحركة الصهيونية، حتى بنيامين نتنياهو.
الكنعانيون أول من سكن هذه المنطقة، وهي أرضهم لا أضر افبراهيميين ولا أرض يعقوب من بعده
وبمناسبة ذكر "الصهاينة"، ما كان اسم "إسرائيل" بين الأسماء التي وضعت على بساط البحث لتسمية الوطن القومي اليهودي الآتي في "وعد بلفور"، ما دام هذا الوطن لم يكن آتياً أصلاً في أي وعد آخر، إنما أراد علية القوم من اليهود تسمية الدولة باسم "صهيون"، أو "الدولة اليهودية"، بشكل مباشر ومن دون تورية. ومن تنبّه إلى مسألة يعقوب ولقبه إسرائيل كان دافيد بن غوريون نفسه، وأصر على "سوء" استخدام الواقعة بعد تحويرها، لأغراض دعائية لا أكثر. فهذا الاسم القصير أدلّ على نيات التوسّع في بلاد لا شأن لهم بها.
ربما لا ينسى من يقرأ التاريخ أن هرتزل نفسه كان مهتماً بإقامة وطن لليهود من دون أي تمسك بموقع جغرافي معين. صحيح أن فلسطين كانت خياراً بين الخيارات الأولى، لكنه وافق على فكرة إقامة هذا الوطن في أوغندا، ولو موقتاً، "لأنه رأى في أوغندا ملاذاً لليهود الأوروبيين المضطهدين"، كما يأتي في "يوميات هرتزل". فشل المشروع الأوغندي بسبب معارضة نشأت داخل الحركة الصهيونية.
على بعد أيامٍ قليلة من مؤتمر دولي قد يغير وجه المنطقة، بدفع من رئاسة سعودية – فرنسية مشتركة، فليكن الحديث عن حل بدولتين: الدولة الفلسطينية والدولة اليهودية، ولنُعد الحق الى أصحابه الأصليين: قوم كنعان!
0 تعليق