نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«صُنع في السعودية».. كيف تُدير حجاج 164 دولة في مساحة صغيرة ؟ - تكنو بلس, اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 03:37 صباحاً
ومثل هذه الإدارة تعد عنصراً محورياً لضمان سلامة الحجاج خلال تأديتهم الشعائر في منطقة محدودة في فترة زمنية قصيرة، إذ يتوافد نحو مليوني حاج من مختلف أنحاء العالم إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. وتعمل الجهات ذات العلاقة على منع التدافع والاختناق وتفادي الحوادث، وتنظيم الحشود بين المشاعر، مع سرعة التعامل مع أي أزمات صحية أو أمنية، بالاستفادة من التقنية لتحسين دقة التوقعات والقرارات على أرض الواقع.
لقد نجحت السعودية على مدار الأعوام الماضية في تطوير تقنيات إدارة الحشود وامتلكت التجربة التراكمية، وكيفية التعامل مع الكتل البشرية، عبر التعامل مع حجاج يمثلون 164 جنسية حول العالم، في فترة زمنية قصيرة وفي مواقع محددة داخل المشاعر المقدسة.
وأصبحت التجربة الرائدة في إدارة الحشود في موسمي الحج والعمرة نموذجاً عالمياً في التنظيم البشري المتقدم، ونبراساً يُقتدى به فقد ظهر منهج المملكة جلياً، ووضع الإنسان أولاً؛ تأكيداً لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس الإنسانية، وهو ما تحقق في حج استثنائي نتيجة تراكم التجارب والخبرات في إدارة الحشود وتنظيم مواسم الحج.
وتمثل إدارة الحشود إحدى الدعائم القوية لرؤية المملكة 2030، التي تستهدف استضافة 100 مليون زيارة، وأكثر من 30 مليون حاج ومعتمر بحلول عام 2030. وتعتبر من أدق وأصعب علوم الإدارة التي تتطلب كيفية التعامل مع ثقافات مختلفة ولغات عدة وسلوكيات وأمزجة مختلفة ومتنوعة ومتعددة، وهو ما دفع الكثير من دول العالم للاستفادة من التجربة السعودية في هذا المجال.
علو كعب المملكة في إدارة الحشود البشرية جعل العالم يشهد بقدرتها في إدارة ملايين البشر في موسمي العمرة والحج، اللذين تستنفر فيهما المملكة طاقاتها وإمكاناتها البشرية والمادية لاستقبال ملايين المعتمرين والحجاج القادمين من أنحاء العالم، وأكسب القائمين على خدمة الحجاج خبرة وتجربة كمية وتراكمية ومعرفية.
وفي ظل تعدد ثقافات ولغات الحجاج، أظهرت الجهات الأمنية في هذه البلاد الطاهرة تميزاً كبيراً في إدارة هذه الحشود البشرية، حفاظاً على أمن الحجاج والمعتمرين والزوار في زمن قياسي وجيز، على مساحة محدودة، بخطط نفذت بسواعد سعودية، بما تمتلكه من خبرة وتميز فريد في تنظيم إدارة الحشود وحماية الحجاج بتعامل إنساني راقٍ ظهر في العديد من المشاهد والمواقف، لتشاهد رجل الأمن تحت الشمس الحارقة والحرارة المرتفعة وهو يوصل رسالته العفوية لجميع أصقاع الأرض بأنهم في خدمة ضيوف الرحمن، يتفانون في العطاء والسهر على أمنهم وراحتهم.
تتفرد المملكة بتنظيم أفواج مليونية خلال مواسم الحج والعمرة وهو أمر بات اعتيادياً ولا يشكل أية عقبات لديها، مهما بلغ عدد الزائرين وفي أي موسم كان؛ فقد هيّأت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جميع الإمكانات لخدمة ضيوف الرحمن، وجندت الكفاءات البشرية والتقنية لهذا الغرض.
تقنية الاستشعار عن بعد
دشنت وزارة الداخلية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست) منصة ذكية تعمل بالذكاء الاصطناعي.
وتعد المنصة نقلة نوعية في مجال تكامل التقنيات الحديثة للمراقبة والاستطلاع لدعم متخذي القرار في إدارة الحشود وتأمين سلامة ضيوف الرحمن، وتعتمد على تقنيات متطورة تجمع بين الاستشعار عن بعد، ونظم المعلومات الجغرافية لتحليل الصور الفضائية بدقة عالية؛ ما يوفر رؤية شاملة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
وتمثل المنصة الذكية نموذجاً طموحاً للتحول الرقمي ضمن مستهدفات رؤية 2030، وتجسِّد التزام المملكة بتوظيف أحدث التقنيات العالمية لخدمة ضيوف الرحمن في مجال الذكاء الاصطناعي لتأمين المشاعر المقدسة، ما يضمن للحجاج والمعتمرين أداء مناسكهم في بيئة آمنة، وتطوير البنية التحتية المعرفية والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة في الحرمين الشريفين تحقيقاً لأعلى معايير الأمن والسلامة.
وتقدم المنصة رؤية متكاملة للمشهد العام في إدارة الحشود الضخمة خلال مواسم الحج والعمرة، وتسهم في رفع كفاءة تقنيات المراقبة والاستطلاعات الأمنية وتحسين الاستجابة الميدانية من خلال تزويد الجهات المختصة بإحصاءات وبيانات متكاملة، وتقدم آليات لرصد التغيرات في درجات الحرارة على سطح الأرض، خصوصاً للجزر الحرارية، إضافةً لرصد الأنماط غير النظامية.
وتعمل المنصة على إحصاءات ومقارنات بين بيانات الموسم الحالي والمواسم السابقة؛ ما يسهم في التخطيط المستقبلي وتطوير الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، وتستفيد من خدمات المنصة العديد من القطاعات الأمنية التابعة للمديرية العامة للأمن العام بمختلف قطاعاتها الحيوية في موسم الحج، ما يعزز التنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة، ويدعم الاستجابة المتكاملة للتحديات المحتملة.
رصد وتحليل الكتل البشرية
تستخدم الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، تقنيات الصور الفضائية عالية الدقة والذكاء الاصطناعي الجيومكاني التي تسمى «GeoAI»، والتي تستخدم لرصد وتحليل الحركة البشرية والمرورية خلال موسم الحج؛ وذلك بهدف تعزيز كفاءة إدارة الحشود. ويشمل نطاق التحليل مداخل مكة لمراقبة تدفقات المركبات وأوقات الذروة، والمنطقة المركزية لتتبع كثافة الحشود حول المسجد الحرام، وطرق المشاعر من خلال تحليل التنقلات، إضافة إلى ذلك التنبؤ بمواقع التكدس.
وتهدف التقنية إلى دعم اتخاذ القرارات الفورية من خلال توفير بيانات دقيقة، وتحسين توزيع الحشود، إضافة إلى ذلك ضمان التنقل الآمن، وتعزيز التنسيق بين الجهات التشغيلية ميدانياً.
ويمثل التعاون نموذجاً متقدماً في توظيف التقنيات الجيومكانية لخدمة موسم الحج، ما يعزز السلامة كذلك ويرفع كفاءة الأداء الميداني.
تقنيات تحليل المقاطع
اضطلع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى بدورٍ رئيسي في إدارة الحشود، وعمل على تطوير بعض نماذج التعلم الآلي التي تساعد في تحليل كثافة الحشود في عدة أماكن خلال مناسك الحج. وعمل الباحثون على تطوير النماذج واستخدام تقنيات التعلم الآلي لتحليل مقاطع الفيديو من موسم الحج، وتصنيف كثافة الحشود إلى مستويات مختلفة؛ ما يساعد في تحديد المناطق ذات الكثافة العالية وتنبيه الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، والمساعدة في اتخاذ القرارات الفورية.
أما هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية فقد شاركت ضمن منظومة خدماتها التقنية والرقمية في إدارة الحشود عبر بنية تحتية متطورة، تسهم من خلالها الهيئة في تسهيل إدارة الحشود، فوظفت استخدام تقنيات مثل الدرونز وإنترنت الأشياء في مراقبة حركة الحشود وتوجيه المركبات، ما يعزز كفاءة النقل، وإجراء المسح الشامل للترددات المستخدمة من الجهات الحكومية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة؛ للتأكد من عدم وجود تداخلات تؤثر في جودة الخدمة، وتوفير فرق فنية متخصصة تعمل على مدار الساعة لمتابعة أداء الشبكات ومعالجة أي مشكلات قد تطرأ في الحج.
إدارة بالذكاء الاصطناعي
تستخدم وزارة الداخلية؛ ممثلةً في المديرية العامة للأمن العام بالتعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) خوارزميات الذكاء الاصطناعي عبر منصتي «سواهر»، و«بصير»، لرفع مستوى الدقة في رصد الظواهر الأمنية في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة، ووضع الخطط الأمنية الاستباقية لإدارة وتنظيم حركة الحشود، وتمرير تلك البيانات إلى صناع القرار في مركز العمليات والسيطرة لاتخاذ القرارات.
وتستلزم أوقات الذروة طوال العام استعداداً مُضاعفاً لإدارة الحشود، وتقدم الإدارة العامة للحشود والتفويج التابعة للهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جهوداً منظمة على مدار الساعة، تتسم بالمرونة، وتعمل بالتكامل مع جهات مختصة، لتيسير عملية التفويج وإدارة الحشود.
ويُعد صباح صلاة الجمعة من أكثر الأوقات ازدحاماً خلال الأسبوع، أما على مستوى الأشهر فيُمثل شهر رمضان أكثر الأشهر كثافةً عددية، إلى جانب موسم الحج الذي يضمّ أعداداً مليونية تنتقل من مكان إلى آخر في أوقات مُحددة وخطط مدروسة. وترفع الجهات المشاركة في التفويج مستوى جاهزيتها في أوقات الذروة، وتعمل بالتنسيق في ما بينها على إدارة الحشود، إذ تدرب الكوادر البشرية على التعامل مع الحشود بمهنية لتسهيل وصول قاصدي المسجد الحرام إلى الساحات والمصليات وتنقلهم بين الأدوار.
وقال المتحدث باسم قوات أمن الحج المقدم خالد الكريديس: إن عمليات تفويج الحجاج لرمي الجمرات تمت بمشاركة الجهات المعنية كافة، إذ يتم إعداد خطط مسبقة لإدارة الحشود والتفويج.
مركز SMART MOC
يعدّ مركز عمليات مكة الذكية (SMART MOC) بمدينة مكة المكرمة إحدى أهم الركائز التشغيلية التقنية المتقدمة؛ التي تعزز قدرات منظومة الحج من الجهات الحكومية العاملة في خدمة ضيوف الرحمن، ويهدف إلى إدارة ومراقبة الأنظمة والمنصات المتقدمة التي تشرف عليها «سدايا»، لرفع مستوى الخدمات الرقمية المقدمة لحجاج بيت الله الحرام.
ويعزز المركز مهمات إدارة الحشود والقدرات الأمنية في المشاعر المقدسة من خلال منظومة متكاملة تشمل منصة «بصير»ظخ التي تُعالج البيانات بشكل لحظي باستخدام تقنيات وخوارزميات متقدمة لرصد أعداد الحشود وتوزيعها بدقة وكفاءة داخل بيئة الحرمين الشريفين.
«سدايا».. واستعراض التصاريح
أسهمت «سدايا» ضمن جهودها في تطوير المنصة الرقمية الموحدة لتصاريح الحج (منصة تصريح)؛ التي أطلقتها وزارة الداخلية لإصدار التراخيص والتصاريح التي تخول لحامليها من حجاج الداخل والخارج الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة من خلال التكامل التقني مع وزارة الحج عبر منصة «نسك» التي تخول للعاملين والمتطوعين في أعمال الحج كافة، والمركبات التي تنقلهم، الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مع إمكانية استعراض التصاريح عبر التطبيق الوطني الشامل (توكلنا).
وشهد حج هذا العام خدمة استعراض تصاريح الحج عبر تطبيق «توكلنا»، وذلك بالربط مع المنصة الرقمية الموحدة لتصاريح الحج، وتعمل الخدمة على تسهيل استعراض جميع أنواع تصاريح الحج من الجهات الحكومية كافة، التي تشمل بطاقة تصريح الحاج.
ممنوع حمل الأمتعة
نجحت وزارة الحج بالشراكة مع كل الجهات العاملة في موسم الحج في متابعة ومراقبة حركة تفويج الحشود باستخدام التقنيات الحديثة، وتشمل: كاميرات المراقبة الميدانية وتطبيق الهواتف الذكية وباستخدام لوحة قياس الأداء ومنصة الحج الذكية؛ بهدف تسهيل تأدية الحجاج نسكهم بكل راحة وطمأنينة ويسر.
وتتضمن خطط التفويج مراقبة أداء الخطط التنفيذية وحركة الحشود بالمشاعر المقدسة من خلال كاميرات المراقبة بالمشاعر المقدسة، ونجحت خطة وزارة الحج في تفويج حجاج بيت الله الحرام للجمرات في أول أيام التشريق وسط خدمات تكاملية من مختلف الجهات الحكومية والأهلية المعنية بالحج.
وتتسم انسيابية حركة الحجاج أثناء رميهم الجمرات الثلاث ابتداءً من الجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة من خلال التقيد بالجدولة الزمنية التي خصصت لتفويجهم من المخيمات أو من خلال جسور المشاة مع قطار المشاعر التي تمر على مسارات يتم منها توزيعهم على الأدوار المتعددة للجمرات وتحديد طرقات للذاهبين حتى لا تتعارض مع العائدين من الجمرات. وألزمت شركات الطوافة والمجلس التنسيقي لحجاج الداخل بعدم السماح للحجاج بحمل أمتعة شخصية أثناء رمي الجمرات، وضرورة توفر قائد فوج مع كل 90 حاجاً.
أخبار ذات صلة
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : «صُنع في السعودية».. كيف تُدير حجاج 164 دولة في مساحة صغيرة ؟ - تكنو بلس, اليوم الجمعة 13 يونيو 2025 03:37 صباحاً
0 تعليق