في خطوة مثيرة للجدل، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنشر 2000 من عناصر الحرس الوطني في مدينة لوس أنجلوس، إثر تصاعد الاحتجاجات العنيفة عقب مداهمات استهدفت مهاجرين غير شرعيين في أنحاء متفرقة من المدينة. 

القرار أثار موجة انتقادات داخلية، خصوصاً من حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، الذي وصفه بـ"الاستفزازي" وغير الضروري".

المواجهات تخرج عن السيطرة

الاضطرابات بدأت مساء الجمعة، بعد اعتقال عشرات الأشخاص في عمليات نفذها عملاء الهجرة الفيدراليون، وتحوّلت سريعاً إلى صدامات عنيفة استمرت ليومين في منطقتي وسط المدينة وباراماونت.

قوات الأمن، المدججة بمعدات مكافحة الشغب، استخدمت الغاز المسيل للدموع والقنابل المضيئة لتفريق المحتجين، فيما رفع بعض المتظاهرين الأعلام المكسيكية وارتدوا أقنعة واقية من الغاز.

الدفاع يعتبرها تهديداً للأمن القومي

وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، وصف المواجهات بـ"غزو خطير"، متهماً المتظاهرين بمحاولة منع تنفيذ عمليات ترحيل تستهدف مهاجرين غير شرعيين من أصحاب السوابق الجنائية. 
كما أكد أن المارينز على أهبة الاستعداد للتدخل إذا تصاعدت الأوضاع.

البيت الأبيض يرد على نيوسوم

في المقابل، حاكم كاليفورنيا رأى أن قوات المدينة قادرة على احتواء الوضع دون تدخل فدرالي. 
وكتب عبر منصة إكس: "هذه فوضى ترامب، إنها تُمزّق العائلات وتقوّض اقتصادنا". 

https://x.com/CAgovernor/status/1931504803487879617?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1931504803487879617%7Ctwgr%5E8dff8e7dd0c3d7a5e77c1de825cdacf1745ebfba%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Fcdn.iframe.ly%2FS2gFWZDn

أما البيت الأبيض، فردّ عبر المتحدثة كارولين ليفيت قائلة إن "الرئيس اتخذ قراراً حاسماً لحماية الأمن الداخلي من عنف العصابات والمهاجرين غير الشرعيين".

https://x.com/PressSec/status/1931544123720208532?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1931544123720208532%7Ctwgr%5Ef5366acfb53c49627af9498b30e3e217bc3daab7%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Fcdn.iframe.ly%2FVdiOEsX1

صلاحيات استثنائية وتوترات متصاعدة

ترامب استخدم المادة 10 من الدستور الأميركي، التي تمنحه صلاحية نشر الحرس الوطني في حالات "الغزو أو قمع التمرد". 
ورغم التبريرات القانونية، يرى مراقبون أن القرار سيفاقم الانقسام السياسي والاجتماعي، خصوصاً في ولاية كاليفورنيا ذات الأغلبية الديمقراطية.

ترامب يعبّئ الحرس ومشاة البحرية

وسط توترات متصاعدة واحتجاجات عنيفة على مداهمات طالت مهاجرين غير شرعيين، شدد وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث على أن عهد الرئيس ترامب لن يشهد تسامحاً مع العنف ضد الضباط الفيدراليين أو المنشآت الحكومية. 

جاء ذلك بالتزامن مع إصدار أوامر رئاسية بتعبئة الحرس الوطني في لوس أنجلوس، مع إبقاء وحدات من مشاة البحرية على أهبة الاستعداد.

مشاة البحرية في حالة تأهب والرد جاهز

هيجسيث أكد أن وزارة الدفاع ستنشر الحرس الوطني فوراً لدعم سلطات إنفاذ القانون، 
وأضاف أن قوات مشاة البحرية المتمركزة في كامب بندلتون في حالة تأهب قصوى، تحسباً لأي تصعيد. 

https://x.com/PeteHegseth/status/1931533276985823392?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1931533276985823392%7Ctwgr%5E374c7b8e418055ac77b721b251ab89db411edb18%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Fcdn.iframe.ly%2Fy2gIG4Xf

التحرك يعكس القلق الفيدرالي من تحول الاحتجاجات إلى ما وصفه البيت الأبيض بتمرد ضد القانون.

تصريحات نارية من البيت الأبيض

نائب كبير موظفي البيت الأبيض، ستيفن ميلر، اعتبر المظاهرات الأخيرة تمرداً صريحاً على سيادة الدولة، في حين وصفت شخصيات من إدارة ترامب المتظاهرين بأنهم مثيرو شغب خارجون عن القانون، وهو ما يبرر برأيهم الرد القوي من الحكومة الفيدرالية.

احتجاجات متباينة واتهامات متبادلة

رغم أن شرطة لوس أنجلوس أكدت أن بعض المظاهرات كانت سلمية وانتهت دون حوادث، إلا أن مناطق أخرى مثل باراماونت وكومبتون شهدت تصعيداً عنيفاً. 
ألقيت مقذوفات على ضباط فدراليين، وأضرمت النار في سيارات. وتم تسجيل استخدام للغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق الحشود.

انتقادات من داخل المؤسسة الأمنية

مصدر رفيع في أجهزة إنفاذ القانون، شارك في التعامل مع الاحتجاجات، أبدى تحفظاً على قرار نشر الحرس الوطني، معتبراً أنه رد فعل مبالغ فيه قد يؤدي إلى استفزاز المتظاهرين بدلاً من تهدئتهم. 
وأشار إلى أن السلطات تتعقب عشرات المحتجين الذين قد يشكلون خطراً أمنياً.

المواجهة مستمرة بين الأمن والمحتجين

في ظل تصعيد الخطاب السياسي والإجراءات الأمنية، تتجه الأوضاع في لوس أنجلوس إلى مزيد من التوتر. 
وبينما يرى البيت الأبيض أن الحزم ضروري لفرض النظام، يحذّر مراقبون من أن الإفراط في استخدام القوة قد يُشعل أزمة أكبر، في بلد لا يزال يعاني من انقسام حاد حول ملف الهجرة والعدالة الاجتماعية.

صدام جديد في حرب ترامب على الهجرة

الحادثة تأتي ضمن تصعيد غير مسبوق في سياسة ترامب المتشددة تجاه الهجرة، وسط حملة يسعى فيها لإعادة تثبيت صورته كمدافع عن القانون والنظام. 
وبينما يرى مؤيدوه أن قراراته حاسمة، يتهمه معارضوه بإشعال نار التوترات العرقية والسياسية في أميركا التي لم تتعافَ بعد من أزمات سابقة مشابهة.