الإرث الإبراهيمي الثقيل - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإرث الإبراهيمي الثقيل - تكنو بلس, اليوم الأحد 8 يونيو 2025 11:34 صباحاً

اعتبر Roubini (2025) "أنه في الأنظمة القوية، حتى لو أضحى ميكي ماوس رئيساً، فإن هذا لن يؤثر. فالمؤسسات والأسواق والأنظمة قادرة على امتصاص الصدمات واستكمال النمو". وبشكل موازٍ فإنّ في البلدان، حيث الأنظمة المؤسسية ضعيفة، حتى لو أصبح السوبر مان رئيساً، فإنه سيتحوّل غالباً  إلى ميكي ماوس في النهاية. الهوامش الممنوحة لأي رئيس عندنا تخوّله إبطاء الانهيار لكن ليس إرساء نمو. فالقيام يتطلب دينامية خارجية تسطر قواعد جديدة. 

 

شكّلت الاعتداءات على الضاحية الجنوبية لبيروت عشية عيد الأضحى رسائل مخيفة. نتنياهو يراقص ترامب، وترامب يراقص الذئاب. قد تكون اعتداءات أمس إجابة مشفرة عن رسائل زيارة وزير الخارجية الإيرانية. الإدارة الأميركية أقصت الحسناء أورتاغوس عن ملف لبنان، وهذا ما يتوجب دراسته. القيمون على الملفات في الإدارات عناوين استراتيجية لكيفية إدارتها. فما هو المنحى الجديد لإدارة الملف اللبناني بعد قمة الرعاية الأميركية-السعودية لسوريا الشرع؟ 

 

في البلد عراك حول تفاصيل، والأزمة أنّ لبنان فقد الغاية من وجوده. ما عاد مساحة سياحية ولا حتى مركزاً لليبرالية الاقتصادية، أو وجهة الأموال كما أراده المؤسسون. وبعد حرب المساندة انتفت كفاءته كمركز للممانعة. على البلد التفتيش عن مهمة جديدة تبرر وجوده. 

 

إرث إبراهيم ثقيل علينا، أضاحٍ بشرية وحروب إبادة. رسالة الأضحى تدميرية، تضع الموسم السياحي على المذبح وتقلص عدد القادمين. 

 

من الواضح أنه ممنوع علينا التعافي في ظل عدم الانصياع للقواعد التي أفرزتها حرب المساندة وصولاً  إلى السلام. لا يجب الغرق في الأحلام في عصر تخلع فيه أميركا نظاماً عالمياً ما عاد يلائمها.  (2024)  Varoufakis حذّر من استمرار المجازر في غزة. ذكّر بأنّ الرأسمالية لا ترتبط بالضرورة بالقيم الديمقراطية، كما أنّ الديمقراطية وحقوق الإنسان لا يرتبطان بالضرورة باستمرار الرأسمالية. ذكرّنا بأنّ الأوروبيين لم يروا في السكان الأصليين للمستعمرات بشراً. بل رأوا في المستعمرات أرضاً بلا شعب (terra nullius)، فأبادوا سكانها. ما يحصل في غزة اليوم تذكير بذلك، ولا يجب أن يبلغ لبنان هذا الوضع. علينا التعاطي بواقعية مع المستجدات فلا ندخل الأدغال. فلهذا العصر أنماطه ووسائل مقاومته. 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق