بعد مرور أشهر على انتهاء الصراع الأخير في جنوب لبنان، لا يزال العديد من السكان المتضررين ينتظرون التعويضات التي وُعدوا بها. 

كان "القرض الحسن"، الذراع المالي لحزب الله، قد أعلن عن تقديم مساعدات مالية للأسر النازحة وتلك التي تضررت منازلها جزئياً، إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى تجميد دفع التعويضات، وهو ما أُرجِع في البداية إلى "تأخيرات فنية"، لكنه يُعزى على نطاق واسع إلى تفاقم الأزمة المالية.

ووفقاً لصحيفة "صوت بيروت"، أوقف "القرض الحسن" مؤخراً صرف الشيكات الصادرة للتعويضات، مما أثار إحباطاً وخيبة أمل بين الذين لم يتلقوا أي دعم مالي حتى الآن. 

وتشير تقارير أخرى إلى أن حزب الله يواجه تحديات مالية كبيرة، خاصة بعد الأضرار والخسائر التي تكبدها خلال الجولة الأخيرة من القتال.

وقد أبرز مقال في صحيفة "وول ستريت جورنال" الصعوبات المتزايدة التي تواجهها المنظمة في الوفاء بالتزاماتها، لا سيما في ظل تضييق الخناق الاقتصادي وتراجع الدعم الخارجي.

وعلى الرغم من هذه المخاوف، أفادت قناة "المنار"، القناة الرسمية لحزب الله، بأن بعض دفعات التعويضات قد استُؤنفت في الأسابيع الأخيرة. وتُعتبر هذه الاستئناف المحدود محاولة لإدارة السخط المتزايد واستعادة ثقة الجمهور – ولو جزئياً.

وفي ظل الغياب شبه الكامل أو نقص التمويل للمؤسسات الحكومية، لا يزال سكان جنوب لبنان يتساءلون: هل ستصل التعويضات الموعودة على الإطلاق، أم ستبقى مجرد وعد آخر لم يتحقق وسط أزمات لبنان المتصاعدة؟