كتب .. مصطفى محمود

سجل اقتصاد كوريا الجنوبية انكماشاً بنسبة 0.2% خلال الربع الأول من العام الجاري، في أول تراجع فصلي منذ تسعة أشهر، وسط أزمة سياسية داخلية وتنامي حالة الغموض المرتبطة بسياسة الرسوم الجمركية التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفق بيانات أولية صادرة عن البنك المركزي الكوري.

وأفادت وكالة "يونهاب" بأن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد تراجع مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي، بعد أن كان قد حقق نمواً بنسبة 1.3% خلال الربع الأول من 2024، قبل أن يسجل انكماشاً طفيفاً في الربع الثاني ويعاود النمو بنسبة محدودة بلغت 0.1% في الربعين الثالث والرابع.

وتراجعت الصادرات الكورية بنسبة 0.6% خلال الفترة نفسها، متأثرة بتباطؤ مبيعات الكيماويات والآلات، وهو ما يُعد مؤشراً على ضعف الطلب الخارجي وتباطؤ نشاط الصناعة التحويلية في البلاد.

في سياق متصل، انخفض احتياطي النقد الأجنبي لكوريا الجنوبية للشهر الثاني على التوالي في مايو، مسجلاً أدنى مستوى له منذ خمس سنوات، بسبب انخفاض ودائع العملات الأجنبية لدى المؤسسات المالية، بحسب ما أعلنه بنك كوريا المركزي.

ووصل الاحتياطي إلى 404.6 مليارات دولار بنهاية مايو، بانخفاض 70 مليون دولار عن الشهر السابق، بعد أن فقد نحو 5 مليارات دولار في أبريل، ما جعله يلامس أدنى مستوياته منذ أبريل 2020، حين بلغ 403.98 مليارات دولار.

ويعكس التراجع في الاحتياطي النقدي وتباطؤ النمو الاقتصادي الضغوط المتزايدة على الاقتصاد الكوري، وسط بيئة داخلية غير مستقرة وسياسات تجارية دولية متقلبة قد تضعف ثقة المستثمرين وتحد من قدرة البلاد على التعافي في النصف الثاني من العام.