تحل اليوم الخميس ذكرى رحيل المخرج الكبير رضوان الكاشف، أحد أبرز المخرجين في تاريخ السينما المصرية، والذي ترك بصمة فنية مميزة عبر أعماله القليلة ولكن العميقة التي حفرت مكانتها في الذاكرة السينمائية.

بدأ رضوان الكاشف مسيرته في عالم الإخراج من خلف الكاميرا، حيث عمل كمساعد مخرج في ما يقرب من عشرين فيلمًا مع كبار المخرجين، من بينهم يوسف شاهين، داود عبد السيد، رأفت الميهي، علاء محجوب، ووحيد مخيمر، وهو ما شكّل تجربته الفنية وعمّق رؤيته السينمائية.

نال الكاشف أول تقدير رسمي بمشروع تخرجه من المعهد العالي للسينما، وهو فيلم روائي قصير بعنوان "الجنوبية"، الذي صُوّر على شريط 16 مم، ونال عنه جائزة العمل الأول من وزارة الثقافة عام 1988.

رغم توقفه عن الإخراج لمدة ست سنوات، عاد الكاشف بفيلمه الأشهر "عرق البلح"، الذي كتبه قبل فيلمه "ليه يا بنفسج"، وظل السيناريو حبيس الأدراج لفترة طويلة، إذ كان يُقابل من المنتجين بجملة: "السيناريو رائع.. لكن محدش هاينتجه".

لكن بإصراره حصل على دعم من جهات سينمائية أوروبية، إلى جانب شركة "أفلام مصر العالمية"، ونجح في إخراج الفيلم الذي عُرض في مصر لأسبوع واحد فقط، بينما حقق نجاحًا لافتًا في فرنسا حيث استمر عرضه لأكثر من 6 أشهر، وحصد 27 جائزة دولية.

من أبرز أعماله أيضًا:"ليه يا بنفسج" (1993) بطولة فاروق الفيشاوي، لوسي، ونجاح الموجي، "الساحر" (2001) بطولة محمود عبد العزيز، سلوى خطاب، ومنة شلبي، وكان من إخراج رضوان الكاشف، ومساعدة الإخراج كانت كاملة أبو ذكري.

قبل رحيله، كان الكاشف يُحضّر لفيلم رابع مأخوذ عن رواية "ليل آخر" للكاتب محمد البساطي، يتناول حال المثقفين المصريين خلال عهدي الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، ويرصد التغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت في تلك الفترة.