يوسف الذكرالله يكتب .. أهلا وسهلا بضيوف  الحرمين الشريفين - تكنو بلس

المصرى اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يوسف الذكرالله يكتب .. أهلا وسهلا بضيوف  الحرمين الشريفين - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 07:00 مساءً


الثلاثاء 03 يونية 2025 | 06:28 مساءً

يوسف الذكرالله

يوسف الذكرالله

يوسف الذكر الله

في كل عام، ومع اقتراب موسم الحج، يتجدد مشهد لا يشبهه مشهد، ويعود الشعور ذاته الذي يلامس القلوب قبل العيون: شعور الفخر والاعتزاز بالانتماء إلى وطن يحتضن أعظم شعيرة في الإسلام، ويشرّف بخدمة ضيوف الرحمن. إنها المملكة العربية السعودية، التي تصير في أيام الحج قلبًا نابضًا لا يهدأ، ويدًا معطاءة لا تتوانى، وروحًا رحيمة تسهر على راحة ملايين الحجاج القادمين من كل فج عميق.

ليس غريبًا أن نشاهد الحشود تتوافد إلى مكة المكرمة بقلوب خاشعة وأرواح ملبية، فقد أصبحت هذه المشاهد سنوية تتكرر، لكنها لا تفقد رهبتها وجمالها أبدًا. إنها صور تهز وجدان كل مسلم، وتجعل السعودي يشعر بالعزة، لأن وطنه اختير من بين جميع البلدان ليحمل هذه الأمانة العظيمة، أمانة خدمة ضيوف الرحمن.

ورغم ضخامة الحدث وتعقيداته اللوجستية والبشرية، إلا أن المملكة تُبهر العالم عامًا بعد عام بقدرتها التنظيمية الفائقة، وتكامل جهودها بين مختلف القطاعات الحكومية والأمنية والصحية والخدمية، مدعومة بتقنيات حديثة وتخطيط دقيق يضمن أن يؤدي الحجاج مناسكهم بسهولة وأمان وطمأنينة.

لا يمكن لهذا النجاح المتكرر أن يتحقق لولا تظافر أبناء هذا الوطن من مختلف المستويات، من كبار المسؤولين إلى أصغر المتطوعين، الذين يقدمون خدماتهم بروح منقطعة النظير. الكل في حالة استنفار، يمدون أيديهم البيضاء، قلوبهم مفتوحة، ووجوههم مبتسمة، يتنافسون في أداء الواجب بكرم وسخاء لا يُضاهى. هذه ليست مجرد وظيفة، بل شرف يتسابق إليه السعوديون، لأن خدمة الحاج عبادة، ولأن ضيافة زوار البيت الحرام مسؤولية يشرفون بها أمام الله وأمام العالم.

منظر الحجاج وهم يتحركون بانسيابية في المشاعر المقدسة، في حشود مليونية دون فوضى أو تعطيل، هو شهادة حية على مدى التقدم والاحترافية التي وصلت إليها المملكة في إدارة أعظم موسم ديني على وجه الأرض. وكل ذلك يحدث تحت رعاية القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، اللذين يوليان شعيرة الحج أقصى درجات العناية والدعم، من البنية التحتية الضخمة إلى مبادرات التحول الرقمي، وصولًا إلى إشراك المجتمع في أعمال التطوع والخدمة.

هذا المشهد العظيم الذي تراه الفضائيات وتنقله للعالم، لا يُظهر فقط البعد التنظيمي والإداري للحج، بل يُرسل رسالة أعمق: أن الإسلام لا يزال حيًا في قلوب أتباعه، وأن الوحدة الإسلامية ممكنة حين تلتقي الإرادات على هدف واحد، هو طاعة الله والتقرب إليه. كما يعكس مدى قدرة المملكة على أن تكون موطنًا آمنًا ومرحبًا لكل مسلم، سواء للحج أو العمرة أو الزيارة.

وفي النهاية اقول يحق لكل مواطن سعودي أن يفخر بما تبذله بلاده في سبيل راحة الحجاج، ويحق لكل مسلم أن يطمئن بأن في قلب الجزيرة دارًا تليق بضيوف الرحمن، وتحمل شرف خدمتهم بكل حب وإخلاص. المملكة ليست فقط قبلة المسلمين في الجغرافيا، بل في القلوب أيضًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق