جولة في مدينة بعلبك لتفقّد آثارها... سلامة لـ"النهار": إعادة بناء الثّقة مع الدّول الدّاعمة ضرورة مُلحّة (صور وفيديو) - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جولة في مدينة بعلبك لتفقّد آثارها... سلامة لـ"النهار": إعادة بناء الثّقة مع الدّول الدّاعمة ضرورة مُلحّة (صور وفيديو) - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 05:45 مساءً

جال وزير الثقافة غسان سلامة في مدينة بعلبك اليوم، حاملاً في قلبه همّ تراثها ويضع مواقعها الأثرية في صدارة اهتماماته.

 

والزيارة اللافتة لسلامة غنية بالرسائل حول جدية الوزارة في حماية هوية بعلبك الثقافية والتاريخية، التي وصفها بأنها "قريبة جداً إلى قلبي وأصولي منها"، مشدّداً على الطابع الإنمائي العميق لهذه الجولة التي حملت أهدافاً متعددة تتقاطع عند نقطة مركزية: تعزيز حضور بعلبك كمدينة تراثية حيّة تساهم في الاقتصاد الوطني من خلال تراثها وآثارها.

 

 

جولة تفقدية لوزير الثقافة غسان سلامة في بعلبك (لينا اسماعيل).

 

استهل سلامة زيارته من موقع "حجر الحبلى"، حيث كان في استقباله المدير العام للآثار سركيس الخوري، المستشار الدولي المعماري جاد تابت، مسؤولة الموقع الأثري لور سلوم، مسؤول قسم الأبنية الأثرية الدكتور خالد الرفاعي، رئيس بلدية بعلبك أحمد الطفيلي ونائبه عبد الرحيم شلحة، ورئيس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس، ثم مبنى "المنشية" الذي تضرّر بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.

 

من المدخل الجنوبي لقلعة بعلبك، المعروف بـ"بيت ناصيف"، دخل سلامة لتفقّد هذا المدخل الذي لا يزال مثار جدل في المدينة، رغم افتتاحه رسمياً من قبل وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار في 27 أيار/ مايو 2023.

 

 

جولة تفقدية لوزير الثقافة غسان سلامة في بعلبك (لينا اسماعيل).

جولة تفقدية لوزير الثقافة غسان سلامة في بعلبك (لينا اسماعيل).

 

بالنسبة إلى بلدية بعلبك وعدد من أصحاب المؤسسات التجارية والسياحية، فإن اعتماد هذا المدخل دون المرور بالسوق التجاري قد ينعكس سلباً على الحركة الاقتصادية في وسط المدينة، لا سيما أن المدخل لا يزال مقفلاً حتى اليوم.

 

تابع الوزير جولته داخل الموقع الأثري برفقة محافظ بعلبك - الهرمل بشير خضر، حيث اطّلع على نتائج حفريات البعثة الألمانية، وزار مركز الدخول والمسار السياحي المستحدث الذي يربط "بيت ناصيف" بالقلعة، مروراً بالبوابة العربية من جهة "المزدخانة".

 

سلامة في بعلبك (لينا اسماعيل).

سلامة في بعلبك (لينا اسماعيل).

 

وأوضح سلامة أنّ أحد أبرز دوافع الزيارة هو متابعة تنفيذ مشروع "الإرث الثقافي" المموّل سابقاً من البنك الدولي، والذي شمل خمس مدن لبنانية من بينها بعلبك، وكان هدفه الأساسي تعزيز الفائدة الاقتصادية للمجتمعات المحيطة بالآثار. وأكد أن بعلبك حازت "حصة وازنة" من هذا المشروع، مشيراً إلى ضرورة استكمال ما لم يُنفذ منه حتى اليوم، خصوصاً في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعانيها البلاد.

 

70b847f2bb.jpg

 

وأشار إلى خطة جديدة تعمل الوزارة على تمويلها خارجياً بقيمة 2.2 مليون دولار، تشمل دعم المكتبات البلدية وتنشيط الحياة الثقافية خارج بيروت، لا سيما في بعلبك التي يأمل أن يحتضن فيها معرضاً للكتاب قريباً.

 

وفي ما يخص مبنى "المنشية" الذي تضرّر بفعل العدوان الإسرائيلي، أعلن سلامة أن أعمال الترميم بدأت بجهود مشكورة من أصحاب الأرض، على أن تعمل الوزارة لاحقاً لتأمين تمويل يكفل استعادة المبنى لطابعه التراثي الكامل.

 

 

سلامة وعدد من السياح على درج قلعة بعلبك (لينا اسماعيل).

سلامة وعدد من السياح على درج قلعة بعلبك (لينا اسماعيل).

 

 

وفي حديث خاص لـ"النهار" حول  ترميم آثار بعلبك، بين غياب التمويل وفقدان الثقة الدولية في ظل الانهيار المالي والأزمات السياسية، رأى أنّ "وقف المساعدات الخارجية لا يرتبط بجزء من لبنان دون آخر، بل هو انعكاس للوضع العام في البلاد".

 

أضاف: "لقد تعرّضنا لانهيار مالي كبير، كان إلى حدّ كبير من صنع أيدينا، وإذا لم نبادر إلى تنفيذ الإصلاحات الضرورية لاستعادة الثقة بالنظام المصرفي، فلن نرى لا استثمارات ولا مساعدات".

وفي ما يتعلق بالتمويل الإيطالي الأخير لقلعة بعلبك، أوضح سلامة أنّ "الإيطاليين لديهم أموال مودَعة في المصارف اللبنانية، منها جزء مخصص لبعلبك وآخر لمدينة صور. لكن، نتيجة الانهيار المالي وارتفاع سعر صرف الليرة، تآكلت هذه الأموال وفقدت قيمتها، وهذه هي المشكلة الأساسية".

 

وشدّد على أنّ "إعادة بناء الثقة مع الدول الداعمة ضرورة مُلحّة، إذ إن بعض الدول كانت تقدم الدعم، لكنها لم تعمل على تحويل أموالها إلى المصارف اللبنانية ونجت بذلك من الخسارة. أما نحن، فحرمنا أنفسنا من مساعداتهم".

 

أضاف: "نشعر بالخجل أمام الدول التي كانت تساعدنا، لأن الانهيار الذي حصل عام 2019 كان بأيدينا حرمنا أنفسنا من مساعداتهم. واليوم، الدولة اللبنانية لا تملك الإمكانات اللازمة للترميم، لكننا نحصل على دعم متوسط أو محدود لإعادة الحياة للعمل باللآثار. ونأمل أن تكبر هذه المساعدات تدريجياً، لأنني لا أتصور تحسّناً في مالية الدولة خلال سنة أو سنتين، بل سنبقى بحاجة إلى دعم خارجي لسنوات مقبلة".

 

ثم توجه إلى السور الروماني المدمر خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة حيث اطلع على الأضرار التي لحقت به، ليختتم الجولته باستراحة في القرية الزراعية بدعوة من جمعية الدراسات والتدريب.

 

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق