نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عراقجي واستمرار ثقل الملف الإيراني على لبنان - تكنو بلس, اليوم الاثنين 2 يونيو 2025 03:26 مساءً
يأمل سياسيون لبنانيون أن يطلع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أركان الدولة اللبنانية على اتجاهات بلاده في موضوع الاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية الذي على حدّ قول عراقجي نفسه في وقت سابق من شهر أيّار المنصرم "أن ما يقوله أطراف التفاوض في وسائل الإعلام لا يعكس بالضرورة المواقف الحقيقية التي تُطرح خلال الجلسات الرسمية"، في إشارة إلى وجود تفاوت بين الخطاب الإعلامي والحوارات المباشرة. فالملف الإقليمي الأساسي بالنسبة إلى لبنان هو الملف الإيراني الذي له تأثير بالمباشر على لبنان عبر نفوذ إيران على "حزب الله" وربما إدارته بعد اغتيال قياداته الأساسية وموقف إيران من إبقاء سلاح الحزب على غير الاتجاه الرسمي في لبنان وعلى غير موافقة الحزب وإيران من ورائه على اتفاق وقف النار وتنفيذ القرار 1701 كاملاً، فيما الجانب الأميركي المفاوض مع طهران لا يهمّه من لبنان عملانياً سوى ملفّين أساسيين على رغم سرديات ومطالب كثيرة تندرج في إطار معيّن وهما سلاح "حزب الله" وملفّ القرض الحسن الذي يعوق إعادة الثقة إلى القطاع المالي في لبنان وانطلاقته.
وهذان الملفان هما الأبرز استراتيجياً بالنسبة إلى الولايات المتحدة وليس تنفيذ الإصلاحات إلى جانبها من المطالب الضرورية ولو أنه مهم في حد ذاته. وهناك طبعاً إلى جانب ذلك موضوع طبيعة العلاقة المحتملة بين لبنان وإسرائيل لكن بعد نزع سلاح الحزب. وهو أمر يجانبه لبنان أو يرد من ضمن سردية العودة إلى تطبيق اتفاق الهدنة بين البلدين تفادياً لمقاربته أو لإحراجه من الخارج بموضوع السلام والبعض يقول التطبيع أيضاً، علماً بأنها ليست المرّة الأولى التي يُطرح فيها هذا الموضوع على لبنان وهو طُرح في اتفاق 17 أيار 1983 ثمّ طُرح إبان اتفاق السلام في 2002 و2003. ولا يرغب لبنان في مقاربته راهناً على رغم وجود تحولات كبيرة في المنطقة بحيث يُفترض به وفق ما يجد البعض تحديد موقع لبنان منه على غير المواقف الإعلامية الرافضة للتطبيع من جميع الأفرقاء في الوقت الذي هو على صلة أيضاً بموضوع إيران وماهية الاتفاق الذي سينتهي إليه الواقع بين الولايات المتحدة وإيران.
يبرر ذلك بالنسبة إلى البعض انتظار فتح البحث في ملف سلاح الحزب على غير السلاح الفلسطيني، إذ ما يحصل أو سيحصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة لم يعد مهماً بالنسبة إلى لبنان خصوصاً بعدما اضطر "حزب الله" قسراً إلى فك الربط بين الحرب التي بدأها لمساندة غزة وكلفت لبنان أكلافاً باهظة فيما تستمر هذه الحرب في غزة ولم يعد الحزب يدرجها في أدبياته. وتالياً فالوضع الفلسطيني الداخلي غدا أقل تأثيراً بالإجمال على غير ما هو تأثيره المستمر راهناً بالنسبة إلى الأردن وحتى بالنسبة إلى مصر. وهذا لا يراه اللبنانيون على نحو واضح بعد على رغم أهميته ولكنه يشكل عنصراً أساسياً سمح حتى الآن بإتاحة سحب فتائل إخلاله بالوضع في لبنان كما كان يحصل في السابق. ولذلك لا يعتقد هؤلاء أن نزع سلاح المخيمات يجب أن يحدث أيّ توتر أو بلبلة ما لم تكن عرقلته سبيلاً للسير قدماً نحو بت سلاح الحزب، وهذا غير مستبعد، ومن هنا أهمية الرسالة أو المضمون الذي يحدّده لبنان لإيران وحتمية تعاونها من أجل إتاحة نهوض لبنان وإعادة سيادته وإعماره. وهذا لا يعني أن لبنان لا يتأثر إطلاقاً بالوضع الفلسطيني ولا سيما أن تأثيره يتفاعل وينعكس على دول الجوار ولكن تأثيره يظل غير مباشر في هذه المرحلة ولا يعتقد أن أعداداً جديدة من الفلسطينيين قد تهاجر إلى لبنان من غزة مثلاً على عكس ما برز بالنسبة إلى الاحتمال الذي يشكله الأردن ومصر لهجرة فلسطينية محتملة من غزة أو الضفة الغربية في الأشهر السابقة وربما أيضاً في المستقبل المنظور، فيما الأمر الوحيد البارز الذي لا يزال أفرقاء لبنانيون يرونه خطيراً ويمكن أن يتأثر به لبنان هو التوطين المحتمل للفلسطينيين الموجودين في لبنان إذا ما حصل اتفاق شامل.
من المهم أن يخاطب لبنان إيران بصراحة خلال زيارة عراقجي حول مطالبه وهواجسه وما تحتمه استعادة قراره وسيادته كذلك، من أجل إتاحة المجال لعلاقات طبيعية بين لبنان وإيران. هذا إن كان لدى إيران النية لأن تكون جزءاً من المنطقة بعيداً من الرغبة في استخدام لبنان لحساباتها ومصالحها أو بيعها ورقة سلاح الحزب إلى الولايات المتحدة في ظل موقف الأخيرة من هذا السلاح وأذرع إيران الإقليمية وحتمية إنهائها وفي ظل حرب مفتوحة من إسرائيل لا يعتقد أن اتفاقاً مع الولايات المتحدة على الملف النووي سيمنعها من مواصلة هذه الحرب على الحزب في لبنان.
rosannabm @hotmail.com
0 تعليق