ودع النجم البرازيلي نيمار فريقه سانتوس بطريقة دراماتيكية بعد تلقيه بطاقة حمراء في مباراة أمس الأحد ضد بوتافوجو ضمن منافسات الدوري البرازيلي، والتي انتهت بخسارة سانتوس بهدف نظيف. 

الحادثة أثارت عاصفة من ردود الفعل، خاصةً بعد اتهام نيمار للحكم بالسخرية منه، ما يضع علامة استفهام كبيرة حول مستقبل نيمار مع النادي الذي ينتهي عقده معه نهاية يونيو الجاري.

عودة مرتقبة تحولت إلى كابوس

عاد نيمار إلى الملاعب بعد غياب شهر كامل بسبب الإصابة، وكان الجميع يترقب أداءه خاصةً أن سانتوس يعاني من تراجع كبير في الدوري، حيث يحتل المركز الثامن عشر برصيد 8 نقاط فقط.

 المباراة ضد بوتافوجو، التي تقبع في منتصف الترتيب، كانت فرصة للفريق لتحسين وضعه، لكن الأمور سارت في اتجاه معاكس.

في الشوط الأول، تلقى نيمار بطاقة صفراء بعد تدخل عنيف، مما أثار استياءه. لكن الأسوأ كان في الدقيقة 75، عندما حاول النجم البرازيلي تسجيل هدف بطريقة غير قانونية، حيث دفع الكرة بيده إلى داخل المرمى في مشهدٍ أشبه بذكرى "يد الرب" لدييجو مارادونا ضد إنجلترا في كأس العالم 1986.

 لكن هذه المرة، انتبه الحكم إلى الخدعة، وألغى الهدف قبل أن يظهر لنيمار البطاقة الصفراء الثانية، والتي تعني الطرد الفوري.

ردة فعل نيمار والاتهامات للحكم

بعد المباراة، خرج نيمار بتصريحات لاذعة، معترفاً بأنه ارتكب خطأً يستحق عليه البطاقة الصفراء الثانية، لكنه هاجم الحكم بشدة بسبب البطاقة الصفراء الأولى، واصفاً إياها بأنها "غير مبررة وساخرة". قال نيمار:

"البطاقة الصفراء الثانية صحيحة، أنا أعترف بذلك، لكن الأولى كانت غير عادلة. الحكم كان يسخر مني، حيث أسرع في إشهار البطاقة بعد خطئي الأول مباشرةً. هناك حكام سيئون جداً في الدوري البرازيلي، وهذا محبط للغاية."

وأضاف متوجساً من عقوبة إضافية: "تباً، من فضلكم لا تعاقبوني مرة أخرى"، في إشارة إلى احتمال تمديد إيقافه بسبب انتقاده للتحكيم.

الخسارة وتداعيات الطرد

بعد طرد نيمار بخمس دقائق فقط، استغل بوتافوجو ضعف سانتوس، وسجل آرثور الهدف الوحيد في المباراة في الدقيقة 80، لتنتهي المباراة بفوز الضيوف 1-0. هذه النتيجة تزيد من أزمات سانتوس، الذي يترنح في قاع الترتيب، بينما يقفز بوتافوجو إلى المركز التاسع برصيد 15 نقطة.

نهاية مريرة لعودة قصيرة

انضم نيمار إلى سانتوس في يناير الماضي بعد فسخ عقده مع نادي الهلال السعودي، في صفقة انتقال حر أثارت تفاؤلاً جماهيرياً كبيراً. لكن مسيرته مع الفريق لم تكن كما هو متوقع، حيث شارك في 12 مباراة فقط، سجل خلالها 3 أهداف وصنع 3 أخرى، وهي أرقام متواضعة بالنسبة لنجمٍ من مستوى نيمار.

والآن، مع اقتراب نهاية عقده في 30 يونيو، لم يُعلن سانتوس عن أي نية لتجديد التعاقد، مما يرجح أن هذه المباراة كانت الأخيرة للنجم العالمي مع فريقه الأم. وإذا كان هذا هو الحال، فإن نيمار يغادر بوابة الخلف، بعد ليلةٍ سيئة طغت على كل ما قدمه خلال الأشهر الخمسة الماضية.

مستقبل نيمار المجهول

بعد هذه الحادثة، يتساءل الكثيرون عن الخطوة التالية للنجم البرازيلي. هل سيبحث عن تجربة جديدة في أوروبا أو حتى العودة إلى الدوري السعودي؟ أم أن الإيقاف المحتمل والانتقادات التي تلاحقه ستؤثر على فرصه؟

الأكيد أن نيمار، الذي كان يُعتبر يوماً من أفضل اللاعبين في العالم، يمر بفترة صعبة على المستوى المهني، سواءً بسبب الإصابات المتكررة أو الخلافات مع الحكام أو الأداء غير المستقر، ومع ذلك، يبقى اسمه جذاباً للعديد من الأندية، لكن عليه إثبات أنه لا يزال قادراً على العطاء بعيداً عن المشاكل.