عبارات عن الإنسانية والرحمة، يقول تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}، تابعنا للمزيد من المقولات والآيات القرآنية عن الإنسانية.

{وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } [الأحزاب:43]. وقال تعالى: { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ } [النساء:175]. وقال عز وجل: { إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } [الأعراف:56] وقد أمر الاسلام بالرحمه بين البشر وجعلها دليل علي كمال الايمان،فالمؤمن يكن في قلبه الرحمه والعطف لجميع الخلائق.                    إن الله تعالي ارحم بالخلائق من أمهاتهم ،لانه هو الذي خلقهم فهو أعلم بهم من غيره ،ورحمته شملت جميع الخلائق ولكن المؤمنين ينالهم النصيب الاكبر في الدنيا والاخره، يقول تعالى: { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ } [الأعراف:156]. ومن رحمة الله تعالى بعباده ان شرع لهم من الشرائع ما يناسب احوالهم ويرفع الحرج عنهم. يقول الله -عز وجل- { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل:89]. فلم يكلفهم ما لا يطيقون ولم يلزمهم بشئ يشق عليهم، بل جعل لهم من كل ضيق مخرجا، وجعل الاعذار سبباً في تخفيف التكليف عليهم.قال تعالى: { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} ومن رحمته سبحانه وتعالي بعباده أنه لا يعجل لعم بالعقوبه قال -تعالى-: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ)              وقد اقر الاسلام الرحمه والرفق حتي مع الحيوان الذي خلقه الله تعالى وسخره لخدمة الانسان .فيجب صيانة النعمه التي خلقها الله تعالى وسخرها لنا،حتي لو يكن ينتفع به الانسان كتب الله تعالى علينا ان نرحم جميع المخلوقات .قال تعالى (ورحمتي وسعت كل شئ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الكبير والصغير ،ويرحم جميع المخلوقات ففِي حديث رواه مسلم ” ما مِن مُسلم يَغْرِس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة” وكان صلى الله عليه وسلم يُصْغِي الإناء للهرَّة أي يُمِيلُه حتَّى تَشرب، ثم يتوضأ بما فَضُل منها)                                                             قال -صلى الله عليه وسلم-: (يُدْنَى المُؤْمِنُ يَومَ القِيَامَةِ مِن رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، حتَّى يَضَعَ عليه كَنَفَهُ، فيُقَرِّرُهُ بذُنُوبِهِ، فيَقولُ: هلْ تَعْرِفُ؟ فيَقولُ: أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ، قالَ: فإنِّي قدْ سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ في الدُّنْيَا، وإنِّي أَغْفِرُهَا لكَ اليَومَ، فيُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ). وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ لله مائة رحمة، أنزل منها رَحمةً واحدة بين الجنِّ والإنس والبهائم والهوام. فبِها يتعاطفون، وبها يتراحَمون، وبها تعطف الوحشُ على ولدها. وأخَّر الله تسعًا وتسعين رحمة يَرحم بها عبادَه يوم القيامة))؛ رواه مسلم. أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ رجلٌ ومعَهُ صبيٌّ، فجعلَ يضمُّهُ إليهِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ: (أترحمُهُ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فاللَّهُ أرحَمُ بِكَ منكَ بِهِ، وَهوَ أرحمُ الرَّاحمينَ). عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ( ُذّبت امرأة في هرّة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار؛ لا هي أطعمتها ، ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) متفق عليه.     والرحمه في القرأن تعني رفع العذاب عن الخلق وتجنيبهم إياه ،وكشف الضر وتخفيفه عنهم،يقول عز وجل: { وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا } [يونس:21]، ويقول تبارك وتعالى: { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ } [الإسراء:54]. والرحمه صفه أساسيه في اخلاق النبي صلي الله عليه وسلم وقد وصفه الله تعالي في كتابه بهذه الصفه فقال تعالى: { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } [التوبة:128] ويقول تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159]، بل إن الله تعالى أرسل نبيه صلى الله عليه وسلم وجعله رحمة لجميع البشر وليس للمؤمنين فقط فقال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107].