قد يكون الخوض في عالم الإتيكيت الملكي محفوفاً بالألغام والسلوكيات الدقيقة والأسئلة التي لا تنتهي. ما مدى انخفاض الانحناء، ومتى؟ هل يُسمح بطرح الأسئلة؟ وأيّ شوكةٍ تُستخدم أولًا؟...

صرّح ويليام هانسون، خبير الإتيكيت البريطاني، لمجلة "ماري كلير" بأن العائلة المالكة تُجري تغييرات "مُجرّدة" في عهد الملك تشارلز، لكن الأمير ويليام والأميرة كيت سيواصلان تحديث الإتيكيت الملكي للقرن الحادي والعشرين.

وقال هانسون، الذي صدر كتابه الجديد "آداب حسنة" في 27 أيار (مايو) المنصرم، إنه في ما يتعلق بالإتيكيت بعد وفاة الملكة إليزابيث، "يمكن رؤية التغييرات، وهي تغييرات بطيئة. هذه ليست قفزات هائلة إلى الأمام، بل هي تغييرات مُجرّدة، لكنها جميعاً تتراكم".

ووصف خبير الإتيكيت الملك بأنه "منفتح بالمعنى البريطاني الأصيل للكلمة مقارنةً بالملكة إليزابيث"، وأضاف أن الملك تشارلز "مهتم جداً بما يجري" و"يحب مقابلة الناس" بطريقة مختلفة عن والدته. ولكن هانسون رأى أن "ويليام وكاثرين، لكونهما أصغر سناً، قادران على سدّ الفجوة بين ما يمكن اعتباره مؤسسة خانقة للغاية"، "مهما بدا الملك هادئاً مقارنةً بوالدته".

ورغم أنهما يلتقطان صوراً ذاتية ويتبادلان العناق هذه الأيام، لفت هانسون إلى أن أمير وأميرة ويلز "ما زالا يلتزمان بالقواعد ويكنّان الاحترام".

ومن المفارقات، أنه على الرغم من انتقاد أميرة ويلز لكونها من عامة الشعب في الأيام الأولى لعلاقتها بالأمير ويليام، أشار هانسون إلى أن الأميرة الأكثر تحفّظاً تُضفي هالة ملكية أقوى من أفراد العائلة المالكة أنفسهم.

وتابع هانسون: "أعتقد أن ويليام ربما يكون أكثر قرباً من كاثرين. إنه يُعطي أكثر بكثير. كاثرين أكثر ملكية من أفراد العائلة المالكة، وأعتقد أن هذا جيد... لو كان كلاهما كذلك، لما نجح الأمر".

وأوضح مؤلف كتاب "الآداب الجيدة" أن الأمير ويليام، مثل الأميرة ديانا الراحلة، "يتمتع بلمسة اجتماعية مميزة": "على الرغم من أن أمير ويلز ينحدر من خلفية مرموقة، فإنه قادر على الاختلاف والتحدث إلى الناس على أيّ مستوى يرغبون في التحدث إليه".

العائلة الملكية البريطانية

وفي ما يتعلق بالتغييرات المحدّدة في الولائم الملكية وما شابهها، أكّد هانسون الذي درس بانتظام آداب الطعام في كتاب "الأسلوب الإنكليزي"، أنه لم يرَ أيّ تغييرات كبيرة حتى الآن: "كنت مقتنعاً بأن الولائم الرسمية ستصبح أقلّ فخامة. لقد تغيّرت بعض زخارف الطاولات، لكنني كنت مقتنعاً بأن الملك سيجعلها ربطة عنق سوداء أو ربطة عنق سوداء بالتأكيد لرؤساء الدول السياسيين، وربطة عنق بيضاء للملوك، وهو ما تفعله غالباً الممالك الأخرى في أوروبا".

وبالحديث عن الممالك الأوروبية، وصفها هانسون بأنها "أكثر بساطةً" و"أكثر استرخاءً" مقارنةً بالمملكة البريطانية: "أعتقد أنه إذا نظرنا إلى العائلة المالكة الإسبانية، والعائلة المالكة الهولندية، والعائلة المالكة السويدية، فسنجد أن هذا هو التوجّه الذي تسلكه العائلات المالكة".

وفي تعليقه على تصريح أمير ويلز للصحافة العام الماضي برغبته في الحفاظ على النظام الملكي "مع اخذه أكثر باتجاه التواضع"، لفت هانسون إلى تقاليد مثل الانحناء، مشدّداً على أنه "لن يفاجأ" إذا اختفت هذه التقاليد في جميع المناسبات الرسمية، باستثناء عندما يصبح الأمير ويليام ملكاً.