منصات التواصل تعزّز الاضطرابات الغذائية وتعوق التعافي منها - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
منصات التواصل تعزّز الاضطرابات الغذائية وتعوق التعافي منها - تكنو بلس, اليوم الأحد 1 يونيو 2025 01:18 مساءً


تعزّز منصات التواصل الاجتماعي الاضطرابات الغذائية لدى الفئات ‏الشابة التي تُعتبر ضعيفة أصلا تجاه هذه المسائل، وتعقّد مرحلة تعافيها ‏منها، إذ يتم عبرها تمجيد المحتوى الذي يركز على النحافة والترويج ‏لمعلومات مضللة عن التغذية.‏

تقول اختصاصية التغذية في باريس كارول كوبتي "لم نعد نعالج ‏اضطرابات الأكل من دون التطرق إلى وسائل التواصل الاجتماعي. لقد ‏باتت هذه المنصات عاملا مسببا، ومسرّعا واضحا، وعائقا أمام التعافي".‏

في فرنسا، يعاني نحو مليون شخص فقدان الشهية العصبي، أو الشره ‏العصبي، أو اضطراب الشراهة في تناول الطعام، وخصوصا لدى النساء ‏اللواتي تراوح أعمارهنّ بين 17 و25 سنة.‏

في حين تُعدّ أسباب الاضطرابات الغذائية متعددة العوامل (بيولوجية، ‏نفسية، اجتماعية)، يسلط أهل القطاع الضوء بشكل متزايد على التأثير ‏‏"المدمّر" لوسائل التواصل الاجتماعي على هذه الأمراض.‏

في حديث إلى وكالة "فرانس برس"، تقول ناتالي غودار، وهي طبيبة ‏نفسية للأطفال والمراهقين في مؤسسة صحة الطلاب في فرنسا "إنّ ‏وسائل التواصل الاجتماعي ليست السبب، ولكنها القشة التي يمكن أن ‏تقصم ظهر البعير".‏

وتشير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال الترويج للنحافة ‏والأنظمة الغذائية الصعبة والنشاط البدني المكثف، تساهم في إضعاف ‏الأشخاص الضعفاء أصلا و"تفاقم الأخطار على صحة الشباب".‏

ومن الأمثلة على ذلك، اتجاه "سكيني توك" #‏skinnytok‏ الرائج، الذي ‏يتضمّن تحديات عنيفة وخطرة، عبر تشجيع الأشخاص على خفض ‏كميات الأطعمة التي يتناولونها بشكل كبير.‏

 

 

منصات التواصل الإجتماعي (وكالات)

 

 

مليّنات وتقيؤ ‏
تعتبر تشارلين بويغيس، وهي ممرضة متخصصة في اضطرابات الأكل، ‏أنّ وسائل التواصل الاجتماعي هي "بوابة" لهذه الاضطرابات التي "يتم ‏الاستخفاف بها".‏

وتبدي اعتراضها على الترويج لمقاطع فيديو تظهر فتيات صغيرات ‏يعانين  فقدان الشهية العصبي ويكشفن عن أجسادهن التي تعاني سوء ‏تغذية، أو أخريات يعانين الشره العصبي. وتقول "يتم الحديث عن ‏الملينات أو التقيؤ كطرق مناسبة تماما لفقدان الوزن، في حين أن الخطر ‏يكمن في الإصابة بسكتة قلبية".‏

وبالإضافة إلى التسبّب بمشاكل خطرة وخصوصا مشاكل في القلب ‏والخصوبة، تُعد الاضطرابات الغذائية ثاني سبب رئيسي للوفاة المبكرة ‏لدى الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما في فرنسا، ‏بحسب التأمين الصحي الفرنسي.‏

ترى كوبتي أنّ شبكات التواصل الاجتماعي تشكل أيضا "فخّا". وتقول ‏‏"غالبا ما يعاني الأشخاص الذين يواجهون اضطرابات غذائية ثقة ضعيفة ‏بالنفس. ولكن بكشفهم عن نحافتهم الناتجة من فقدان الشهية على وسائل ‏التواصل الاجتماعي، يزيدون عدد متابعيهم ومعدّل تصفّح منشوراتهم ‏وعدد الإعجابات التي يتلقونها... وهذا سيُديم مشاكلهم ويطيل فترة ‏الإنكار التي يعيشونها".‏

ويضاف إلى ذلك أنّ بعض المحتوى يدر الأموال. وتشير بويغيس إلى ‏امرأة شابة تصوّر نفسها بانتظام وهي تتقيأ في بث مباشر عبر تيك توك ‏موضحة أنّها تحصل على مبالغ من المنصة، مما يتيح لها تأمين الأموال ‏اللازمة لشراء احتياجاتها".‏

 

 

اضطرابات الأكل خطر على صحة المراهقين المتأثرين بالسوشيال ميديا ‏‏(وكالات)‏

اضطرابات الأكل خطر على صحة المراهقين المتأثرين بالسوشيال ميديا ‏‏(وكالات)‏

 

 

‏"مدرّبون زائفون" ‏
حتى عندما يبدأ الناس في عملية الشفاء، تجعل وسائل التواصل ‏الاجتماعي هذا المسار "أكثر صعوبة وتعقيدا وطولا"، بحسب كوبتي.‏

ويعود السبب إلى المعلومات الغذائية المضللة المنتشرة عبر مواقع ‏التواصل والتي يعتقد صغار السن أنها صحيحة.‏

وتقول كوبتي إنّ "الاستشارة أصبحت بمثابة قضية لي. عليّ تبرير نفسي ‏باستمرار والنضال لإقناعهم بأنه من غير الممكن اتباع نظام غذائي ‏يتضمن ألف سعرة حرارية فقط يوميا - أي نصف احتياجاتهم - أو أنه ‏من غير الطبيعي حذف وجبات خلال اليوم".‏

وتضيف إنّ "المرضى خضعوا لعملية غسل دماغ تامة ولا أستطيع ‏مجاراة ذلك من خلال الاستشارة الأسبوعية الممتدة على 45 دقيقة لقاء ‏ساعات يمضيها المرضى مع تيك توك يوميا".‏

تحذر ناتالي غودار من انتشار "المدربين الزائفين" الذين يقدّمون نصائح ‏
‏"غير دقيقة" يمكن اعتبارها "ممارسة غير قانونية في التغذية".‏

 

وتشير إلى أنّ "أحاديث هؤلاء المؤثرين تؤثر على مستخدمي الانترنت ‏أكثر مما تؤثر عليهم أقوال المتخصصين"، مضيفة "نكافح باستمرار ‏لإيصال رسائل بسيطة عن التغذية".‏

وعبر صفحتها في انستغرام، تبلغ تشارلين بويغيس عن المحتوى المثير ‏للجدل وغير الدقيق حتى لو أنّ ذلك "لا ينفع".‏

وتقول إنّ "المحتوى يبقى متاحا عبر الإنترنت ونادرا ما يتم تعليق ‏حسابات، إنه أمر مرهق جدا".‏

ووصل الأمر بالممرضة إلى توجيه نصيحة لمرضاها بحذف حساباتهم ‏من بعض المنصات وتحديدا تيك توك. وتقول "قد يبدو ذلك قرارا ‏متطرفا، ولكن طالما أنّ الفئات الشابة لا تتمتع بالوعي الكافي، يبقى ‏التطبيق خطرا جدا عليهم".‏

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق