كتبت – هاجر هشام

ملامح وجه الأب وجنس المولود تتصدر عناوين الأخبار بعد دراسة مبتكرة أجرتها جامعة ميشيغان، كشفت عن علاقة مذهلة بين مظهر وجه الأب واحتمالية تحديد جنس طفله الأول، حيث وجد الباحثون أن الرجال ذوي الملامح الذكورية القوية، مثل الفك المربع وعظام الوجنتين البارزة، أكثر عرضة لإنجاب ذكور كأول مولود، ومع انتشار هذا الاكتشاف في مايو 2025، نستعرض تفاصيل الدراسة، أبرز النتائج، وما تعنيه للآباء المستقبلين، مع التركيز على ملامح وجه الأب وجنس المولود كعامل بيولوجي مثير للاهتمام.

ملامح وجه الأب وجنس المولود

أجرى فريق بقيادة بنيامين زوبالي، طالب دكتوراه في جامعة ميشيغان، تحليلًا لوجوه 104 آباء، وربطوا بين ملامحهم الذكورية وجنس أطفالهم الأوائل، ووفقًا للنتائج المنشورة في مجلة Adaptive Human Behaviour and Physiology، فإن الرجال ذوي الوجوه التي تُصنف على أنها "مهيمنة" مثل الفك المربع القوي، الحواجب الكثيفة، والأنف العريض لديهم احتمالية أعلى بنسبة 83% لإنجاب ذكر كأول طفل، حيث يؤدي هذا الارتباط إلى مستويات أعلى من هرمون التستوستيرون، الذي يؤثر على ملامح الوجه ويُرجح إنجاب الذكور.

كيف تؤثر ملامح الوجه على جنس المولود؟

وتُشير الدراسة إلى أن ملامح وجه الأب وجنس المولود قد يكونان مرتبطين بعوامل بيولوجية ونفسية، وخلال فترة التبويض، تميل النساء إلى الانجذاب للرجال ذوي الملامح الذكورية القوية بسبب تغيرات هرمونية تزيد من مستويات التستوستيرون لديهن، فإن هذا الانجذاب قد يُعزز فرص إنجاب ذكر، حيث تتطلب الأجنة الذكرية بيئة هرمونية معينة، على سبيل المثال، ملامح مثل عظام الوجنتين البارزة والجبهة العريضة تُعتبر مؤشرات على هيمنة ذكورية، مما يدعم هذه الفرضية.

نجوم هوليوود تحت المجهر

وفي سياق متصل، تدعم الدراسة أمثلة من مشاهير هوليوود لتوضيح العلاقة بين ملامح وجه الأب وجنس المولود، والنجوم مثل توم هاردي، راسل كرو، وجايسون ستاثام، المعروفين بملامحهم الحادة والذكورية، أنجبوا أبناء ذكورًا كأول مواليد، وفي المقابل، مشاهير مثل زين مالك وكيث أوربان، الذين يتمتعون بملامح أقل هيمنة، أنجبوا بنات كأول طفل، وهذه الأمثلة، رغم كونها غير علمية، تضيف بعدًا جذابًا للنتائج، لكن الباحثون يحذرون من التعميم الزائد.

لماذا لا تؤثر ملامح الأم؟

على عكس ملامح وجه الأب وجنس المولود، لم تجد الدراسة أي ارتباط بين ملامح وجه الأم وجنس الطفل الأول. كما أن نسبة عرض الوجه إلى طوله (fWHR)، التي تُستخدم أحيانًا كمؤشر للهيمنة، لم تُظهر تأثيرًا واضحًا، ويرجح الباحثون أن العوامل الهرمونية والبيولوجية للأب تلعب دورًا أكبر في تحديد جنس الجنين، بينما تظل آليات تأثير الأم غير واضحة وتتطلب مزيدًا من الدراسات.

ورغم النتائج المثيرة، تؤكد الدراسة أن العلاقة بين ملامح وجه الأب وجنس المولود ليست قاعدة مطلقة، فإن الآلية البيولوجية الدقيقة التي تربط ملامح الوجه بجنس الجنين لا تزال غامضة، وقد تتأثر بعوامل أخرى مثل الجينات أو البيئة، كما طُلب من المشاركين تقديم صور وجه محايدة واستبيانات لتقييم الهيمنة النفسية، مما يُضيف تعقيدًا إلى التحليل.

كيف أجريت الدراسة؟

شملت الدراسة تحليل صور وجوه 104 آباء، تم تقييمها من قبل طلاب جامعيين بناءً على الهيمنة، الجاذبية، والذكورة، حيث تم قياس نسبة عرض الوجه إلى طوله (fWHR) لتحديد السمات الجسدية المرتبطة بالهيمنة، وأظهرت النتائج أن الآباء ذوي الوجوه المهيمنة كانوا أكثر عرضة لإنجاب ذكور، حتى بعد ضبط عوامل مثل العمر والجاذبية. 

وإذا كنت تتساءل عن ملامح وجه الأب وجنس المولود، فإن هذه الدراسة تُقدم منظورًا جديدًا ولكنها لا تُغير القواعد الأساسية للوراثة، فإن جنس المولود يتحدد بشكل أساسي بالكروموسومات (X أو Y) من الأب، لكن الدراسة تُشير إلى أن العوامل الهرمونية والبيولوجية قد تلعب دورًا إضافيًا.