أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إدانته الشديدة لاستمرار الاحتلال الصهيوني في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل كارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم، وسط تجاهل دولي لمآسي المدنيين الأبرياء المحاصرين.

الأزهر: منع دخول الغذاء والدواء إلى غزة جريمة ضد الإنسانية

قال شيخ الأزهر إن استمرار الحصار الظالم الذي يمنع دخول الغذاء والدواء لملايين المدنيين الفلسطينيين هو جريمة مكتملة الأركان، لا يجب السكوت عنها، مؤكدًا أن الضمير الإنساني العالمي أمام اختبار حقيقي.

وأضاف أن ما يجري بحق أهل غزة ليس فقط انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، بل تحدٍ فجٍّ لكل القيم الأخلاقية والإنسانية.

دعوة لإنهاء مرحلة "الكلام".. وبدء مرحلة "التحرك الفعلي"

وطالب فضيلة الإمام الأكبر المجتمع الدولي بضرورة إنهاء مرحلة البيانات والتصريحات، والانتقال إلى التحرك الفوري والفعلي على الأرض لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح الأطفال والنساء والشيوخ.

وأكد أن الوضع الإنساني في غزة بات لا يحتمل التأخير أو التهاون، داعيًا الدول والمنظمات الدولية والهيئات الحقوقية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية.

مطالبة بفتح المعابر فورًا وتسهيل دخول المساعدات

ودعا شيخ الأزهر إلى ممارسة أقصى درجات الضغط الدولي على الاحتلال لفتح جميع المعابر بشكل دائم وفوري، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية إلى القطاع المحاصر، لإنقاذ ما تبقى من حياة في ظل تدمير البنية التحتية الصحية والغذائية بالكامل.

شيخ الأزهر: طلب الاتحاد الأوروبي كسر الحصار "بصيص أمل"

أشاد شيخ الأزهر بطلب الاتحاد الأوروبي إنهاء الحصار المفروض على غزة، واصفًا إياه بأنه "بصيص أمل خافت" في نهاية النفق المظلم، الذي طال أمده على أهالي القطاع.

وأشار إلى أن هذه الخطوة، رغم أنها متأخرة، إلا أنها يجب أن تتحول إلى إجراء عملي وضغط سياسي حقيقي على الأرض.

إدانة الاعتداء على وفد دبلوماسي في جنين

وفي سياق متصل، أدان الأزهر الشريف بشدة اعتداء الاحتلال الصهيوني على وفد دبلوماسي في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، واصفًا هذا التصرف بأنه "صفحة سوداء جديدة" تضاف إلى سجل الاحتلال.

وأكد الأزهر أن هذه الممارسات العدوانية تمثل تهديدًا سافرًا للأعراف الدبلوماسية، وتعكس مدى الانحدار الأخلاقي والإنساني للاحتلال، الذي لا يحترم لا دبلوماسية ولا إنسانية.

واختتم شيخ الأزهر بيانه بالتأكيد على أن الأزهر الشريف سيظل صوتًا للحق، ومنبرًا للدفاع عن الضعفاء والمظلومين في كل مكان، داعيًا الشعوب والقيادات الدينية والسياسية إلى التضامن من أجل وقف هذه المأساة الإنسانية، والعمل العاجل من أجل إنقاذ أهل غزة من الموت البطيء تحت الحصار والقصف.