كتب - محمود طلبة 

ابتعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن المسار الأوروبي في التعامل مع روسيا، حيث رفض الانخراط في الجهود المشتركة لفرض عقوبات إضافية على موسكو، مفضلا بدلا من ذلك التركيز على تعزيز التعاون التجاري معها.  

ويمثل هذا التوجه الجديد تغير جوهريا في سياسته تجاه الكرملين وفقًا لما كشفته صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر مطلعة. 

وأوضحت الصحيفة أن ملامح هذا التغيير بدأت بالظهور بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه ترمب مؤخرا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو الاتصال الذي سبقه تصعيد في لهجة ترمب تجاه مفاوضات السلام المتعثرة بين روسيا وأوكرانيا، حيث لوّح مرارًا بالانسحاب منها. 

التوصل إلى وقف الحرب في أوكرانيا

وعقب هذه المحادثة وجه ترمب رسائل واضحة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء أوروبا، مفادها أن موسكو وكييف ينبغي أن تتوصلا إلى اتفاق سلام عبر الحوار المباشر، دون تدخل خارجي. 

ويأتي هذا الموقف بعد أيام من تأكيده أن حل النزاع لا يمكن أن يتم إلا من خلاله هو وبوتين. 

وتحدثوا ستة مسؤولين أميركيين لنيويورك تايمز بشرط عدم ذكر أسمائهم، أكدوا أن ترمب تراجع عن نيته السابقة في دعم الضغط الأوروبي على روسيا بما في ذلك فرض حزم عقوبات جديدة.  

ويعكس هذا التغيير وفق الصحيفة تخليا من ترمب عن تعهده السابق بإيجاد حل سريع للصراع الأوكراني، وهو الوعد الذي لطالما كرره بأنه سينهي الحرب خلال 24 ساعة فقط. 

ومضى الاتحاد الأوروبي قدمًا في تشديد إجراءاته ضد روسيا، حيث أعلنت المفوضية الأوروبية إقرار الحزمة السابعة عشرة من العقوبات، مستهدفة أسطول الظل الروسي إلى جانب ملفات تتعلق بالأسلحة الكيماوية وحقوق الإنسان. 

وأكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن ترمب مقتنع بأن التهديد بعقوبات إضافية قد يدفع روسيا للانسحاب من مسار التفاوض، ما يفسر إحجامه عن الانضمام للموقف الأوروبي.