نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خامنئي يطيح بالتفاؤل النووي: مناورة لحلّ معضلة التخصيب؟ - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 08:42 صباحاً
يبدو أن مشهدية المفاوضات الأميركية – الإيرانية معقّدة نسبياً، وقد لا تصل إلى نتائج فعلية على المدى القريب، بعد أن أطاح المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، ومعه جهاز خارجيته، بالتفاؤل الذي أبداه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقرب التوصّل إلى اتفاق خلال زيارته الخليجية، بعد أن قال الزعيم الإيراني إنه "لا يعتقد" أن المفاوضات ستؤدي إلى نتائج.
خامنئي لم يغرّد وحيداً، بل كان سربه قد سبقه، فنقلت وسائل إعلام رسمية عن نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، قوله إن المحادثات النووية "لن تُسفر عن أي نتيجة" إذا أصرّت واشنطن على خفض طهران أنشطتها لتخصيب اليورانيوم إلى الصفر، فيما أكّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن التخصيب "سيستمر" في إيران سواء تم التوصل إلى اتفاق أو لا.
خامنئي (أ ف ب).
التشاؤم الإيراني "الإعلامي" مردّه التفاوت في المواقف بين الإدارة الأميركية والقيادة الإيرانية بشأن تخصيب اليورانيوم، فواشنطن تصرّ على أن أيّ اتفاق جديد يجب أن يتضمّن اتفاقاً على عدم تخصيب اليورانيوم، وقد قال المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف لبرنامج "هذا الأسبوع" على قناة "ايه بي سي": "لدينا خط أحمر واضح، وهو التخصيب. لا يمكننا السماح حتى بنسبة 1% من قدرة التخصيب".
تحسين شروط؟
لكن لا بدّ من الإشارة إلى أن موقف خامنئي قد لا يعبّر فعلاً عن رؤيته الحقيقية للمفاوضات ومسارها، بل قد يندرج في سياق تحسين شروط إيران على طاولة المحادثات، وكسب تنازلات أميركية لجهة عملية تخصيب اليورانيوم أو العقوبات.
المتخصّص في الشؤون الأميركية عقيل عباس يشرح المعضلة، ويقول إن وقف التخصيب "عبء" على إيران التي جعلت من التخصيب النووي "جزءاً من ثقافتها" السياسية والشعبية وربطته بتطورها وتقدمها، وعملت على بنيته التحتية لعقود وأنفقت عليها مليارات الدولارات، وبالتالي البحث جارٍ لإيجاد "تخريجة" لهذه القضية.
التخريجة قد تكون من خلال حلول وسطية وغير نهائية، وفي هذا السياق، يقول الكاتب السياسي سام منسّى لـ"النهار": من الممكن تجميد تخصيب اليورانيوم أو الاتفاق على نسب محدّدة ومراقبة هذا النشاط على المستوى الدولي، وخلال هذه المرحلة الموقتة تُستكمل المفاوضات ويُرفع جزء من العقوبات، إلى أن يتم التوصّل إلى صيغة نهائية في ما بعد.
المخارج كثيرة، وخلال حديثه لـ"النهار"، يشير عباس إلى أن أحد الحلول قد يكون "تخصيب اليورانيوم لمصلحة إيران ولكن في دولة أخرى، كالصين وروسيا"، ما يسمح للمجتمع الدولي بتحديد نسبه ومراقبته بشكل أفضل، وهو حلّ "يحفظ مياه وجه" النظام الإيراني أمام جمهوره، ويحقق الهدف الأميركي – الإسرائيلي بمنع إيران من التخصيب النووي على أراضيها.
استبعاد تطيير الاتفاق
يتفق منسّى وعباس على أن واشنطن وطهران ترغبان في اتفاق نووي، وبتقدير منسّى، فإن إيران تريد إنهاء العقوبات، والولايات المتحدة تريد الاستقرار ثم الاستثمار، أمّا عبّاس، فيعود إلى "اتخاذ إيران الخيار الاستراتيجي" الذي ينصّ على التفاوض وتفادي الحرب مع الولايات المتحدة وإسرائيل التي "تهدّد" وجود نظامها .
ولا يستبعد منسّى وجود تباين داخلي في إيران حيال مسألة تخصيب اليورانيوم، وبالتالي يقرأ في تصريح خامنئي احتمال أن يكون رسالة إلى فريق التفاوض، لكنه يؤكد على أنّ "لا انقسام في القرار الإيراني" تظراً لاستحواذ المرشد والحرس الثوري عليه.
في المحصّلة، يندرج موقف خامنئي في سياق العملية التفاوضية، وهو محاولة إيرانية لتحسين الشروط، إذ إن إيران تريد اتفاقاً يحفظ نظامها ويرفع عنه العقوبات، والولايات المتحدة تريد استقراراً في المنطقة يعطي دفعاً للاستثمارات الأميركية التي شيّدها ساكن البيت الأبيض دونالد ترامب خلال زيارته للخليج.
0 تعليق