حلّ الرئيس الفخري لنادي الحكمة بيروت النائب جهاد بقرادوني ضيفاً خاصاً في "النهار" للحديث عن آخر تطوّرات النادي الأخضر، خصوصاً بعد إقالة الجهاز الفني للفريق، بالإضافة إلى الموسم الحالي لفريقي كرة السلة وكرة القدم، ومخططات الإدارة للمستقبل.

أي لقب هو الأحب إلى قلب النائب جهاد بقرادوني؟ سعادة النائب أم الرئيس؟
جهاد، لكنني أفضّل نادي الحكمة.

كم صعباً الفصل بين موقعك السياسي ومنصبك الرياضي؟
لا دخل للأمرين ببعضهما البعض، أنا لم أدخل إلى نادي الحكمة من أجل أن أصبح نائباً، والعكس صحيح. أنا أعمل على ألا يكون هناك أي تدخل سياسي بالرياضة بشكل عام وبنادي الحكمة بشكل خاص.

من عام 2022 حتى عام 2025، كيف تصف هذه التجربة في نادي الحكمة؟
التجربة كانت صعبة جداً، وغير مستقرّة. لم أتفق مع الإدارة السابقة، ودخلت مع التركيبة الجديدة. كنت أعلم جيّداً منذ العام الماضي إلى أين نحن متجهون. كنت على ثقة أننا سنبلغ نهائي بطولة WASL وبطولة لبنان، رغم كل الصعوبات. نحن نعمل على خلق الاستقرار في النادي منذ سنتين، وهذا الاستقرار سيؤدّي بنا إلى البطولات. الأمر بحاجة إلى الوقت والجهد والتعب.

كيف تصف علاقتك برئيس النادي راغب حداد؟ وهل هناك من يحاول "خرق" هذه العلاقة؟
بكل صراحة نعم. هناك بعض الجهات التي تحاول أن تُعكر الأجواء بيننا وهدفهم تصفية حساباتهم على حساب نادي الحكمة، لكنّ العلاقة متينة بيني وبين راغب حداد وسيفشلون. هناك أشخاص حكماويون يريدون أن يخسر الحكمة فقط لكي تفشل الإدارة.

هل الخلاف مع بعض أعضاء الإدارة السابقة يؤثر على النادي؟
أثر في السابق، لكن الآن لا.

في عز أزمات النادي ومشاكله الإدارية والمالية، لم نشهد على المشهد الذي رأيناه في آخر جمعية عمومية. هل ما حصل كان مقصوداً ومتعمداً؟
الذبذبات كانت متعمّدة، البعض ينتظرون هذه المناسبة مرّة كل عام. هذا العام تطوّر الأمر بشكل سلبي جداً. هذا النادي من المستحيل أن يستقر إذا بقيت "الدكاكين"، أنا أتعهّد على إقفال كل هذه "الدكاكين".

هل جهاد بقرادوني في النادي بقرار شخصي أم حزبي؟
قرار شخصي بكل تأكيد. بعدما أصبحت نائباً، أتى إليّ صديق يُدعى باتريك لحود، قال لي إنه سيحضر جمعية عمومية لنادي الحكمة، وسألني عما إذا كان بإمكانه أن يقول أنّ جهاد بقرادوني سيساهم بدعم النادي؟ فأجبته بنعم، وهكذا بدأت القصة. تطوّرت الأمر بعدها لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم.
اليوم، وصل الحكمة إلى مرحلة يُدخل فيها المال من جهات عدة، منها الأكاديميات والرعاة والشركات... ونحن نعمل على أن تزداد هذه الموازنة.

هل هناك مسؤولين من حزب القوات اللبنانية يتدخلون بقرارات النادي؟
كلا. الأستاذ جورج عدوان أنقذ موضوع نادي الحكمة عندما وقع. على الصعيد الشخصي هو يحب الرياضة والحكمة، ومن هذا المنطلق عالج الأمور، وهذه هي علاقة القوات اللبنانية بنادي الحكمة.

هل توافق الرأي الذي يقول إنّ نادي الحكمة أصبح محسوباً بشكل كبير على حزب القوات اللبنانية؟
كلا بكل تأكيد. غالبية جمهور القوات اللبنانية هو مع الحكمة، نعم هذا أمر طبيعي، وأنا أتمنى أن يكون جمهور لبنان مع نادي الحكمة. هناك داعمون لنادي الحكمة من كل الأحزاب والطوائف.

منذ فترة غير بعيدة سمعنا أنّ "معراب" غير راضية عن الإدارة وأنّ الإدارة ستُغادر قريباً... من كان له المصلحة للترويج لهذه الأخبار وأن يبث أجواءً سلبية في النادي؟
لا أعلم، لكن هذه الأخبار غير صحيحة، والدليل أنّ راغب حداد أصبح عضو مجلس بلدي باسم حزب القوات اللبنانية.

هل جهاد بقرادوني من موقعه كرئيس فخري وأبرز الداعمين راضٍ عن كل اللجنة الإدارية؟
نعم راضٍ عن الجميع، لأنّ الجميع يعملون كفريق ونفس واحد، والجميع تهمهم مصلحة النادي.

هذه الإدارة رفعت شعار العودة إلى منصات التتويج، هل هذا الأمر لا يزال بعيداً؟
نحن نبذل كل ما في وسعنا من أجل الوصول إلى هذه النتيجة. هدفنا استقرار النادي من أجل الفوز في النهاية. في هذه اللحظة من غير الممكن أن نُحرز اللقب، لكن سنفعل كل ما بوسعنا.

هل صحيح أنّ موازنة الفريق تخطت 2.5 مليون دولار؟
الموازنة تبلغ نحو هذا الرقم تقريباً.

هل أنت راضٍ عن فريق كرة القدم؟
نعم، أنا سعيد جداً بما حققه هذا الموسم رغم أنّ موازنة الفريق توازي نصف موازنة الموسم الماضي. أنا فخور بالجميع، ولهم كل الدعم للموسم المقبل.
عندما أتيت إلى النادي كان هدفي دعم فريق كرة السلة فقط، لكن الأمور اتجهت لدعم الفريقين. أنا أتحمّس لكرة السلة أكثر، خصوصاً أنّ مستوى كرة القدم ضعيف في لبنان.

هل هناك مرشح لنادي الحكمة في انتخابات اتحاد كرة القدم؟
نعم، إميل رستم. لقد طرحنا الأمر، ونستحقّ التواجد في اتحاد كرة القدم. نحن نعمل على الموضوع سياسياً.

قرار إقالة المدرب إلياس زوروس والجهاز الفني تصدّر أخبار كرة السلة، هل هو المشكلة؟ ولماذا الآن؟
عندما انتهى الموسم الماضي تواصلنا مع المدرب جاد الحاج وطلبنا منه أن يُجدّد عقده مع الفريق، لكنه رفض لأسباب شخصية. عندما طُرح علينا المدرب زوروس قلنا إنه يجب أن يكون مستواه أعلى من الجميع وهو كان قد فاز مع الحكمة سابقاً. كان الجميع سعداء بالعمل مع زوروس حتى غادر في فترة الحرب وأتى المدرب جورج جعجع بدلاً منه، لكنه ولأسباب شخصية غادر الفريق أيضاً، وفي هذا الوقت كان زوروس جاهزاً للعودة. لكن لا أعلم ما الذي حصل بين "النسخة الأولى" من زوروس و"النسخة الثانية". بدأت المشاكل بينه وبين معظم اللاعبين. انتصاراتنا مع زوروس هذا الموسم جاءت بفارق ضئيل، إلّا أنّ شعاره كان: "الفوز هو الفوز". تراكمت المشاكل بينه وبين اللاعبين، بسبب شخصيته، وطريقته لم تناسب الفريق.

هل تأخرتم لاتخاذ هذا القرار؟
هذا القرار بدأ بعد مباراتنا أمام نادي بيروت في غزير والذي كان يجب أن نفوز فيه. القرار ليس سهلاً، ولم تكن هناك خيارات بديلة متاحة، لهذا تريّثنا. في رأيي كان يجب أن يُقال من قبل، وأنا أتحمّل المسؤولية. الجهاز الفني أُقيل بأكمله. أسوأ سيناريو بالنسبة إليّ أن نتراجع عن الموسم الماضي، وهذا ما حصل بكل أسف.

هل المدرب هو من اختار اللاعبين الأجانب؟
الخيار الأخير يعود للمدرب.

هل صحيح أنّ النائب جورج عدوان هو من فرض جان عبدالنور في الجهاز الفني في نادي الحكمة؟ وهل صحيح أنّ جان هو عين الإدارة في الفريق؟
غير صحيح والدليل أنه أُقيل.

هل تعتبر المدرب لينوس غافريال الأنسب لهذه المرحلة؟
لينوس هو رجل المرحلة، اجتمعت به وكان الاجتماع مثمراً. هو يعرف الدوري جيّداً ويقول إنّ الفريق بحاجة فقط إلى إعادة تنظيم. عقده لمدة شهر ونصف فقط.
هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق اللاعبين أيضاً، نحن ندعم الجميع لكن يجب أن يتحمّلوا المسؤولية.

هل من الممكن أن نرى أحمد إبراهيم في تشكيلة نادي الحكمة هذا الموسم؟
هذا الموسم لا. المدرب أراد التخلي عن خدماته. يوجد تواصل معه، والحكمة منزله، وهو لن يعود هذا الموسم لأنه غير جاهز بدنياً. الباب مفتوح أمامه للعودة الموسم المقبل.

كيف تفسّر خطوة التعاقد مع جهاد الخطيب؟
استقدام جهاد بهدف تحضيره للانخراط بنادي الحكمة. هو لاعب واعد جداً.

هل هناك تواصل مع المدرب جو غطاس؟
نعم هناك تواصل قديم معه، هو ابن غزير ونادي الحكمة، وهو من الأشخاص الذين نستشيرهم. الباب مفتوح أمامه للعودة وتدريب الفريق.

هل التغيير سيكون كبيراً للموسم المقبل؟
لا أعلم. هذا الأمر في يد المدرب الجديد. هناك 3 لاعبين يتمّ رصدهم، سنتواصل معهم في الوقت المناسب، لكنّ المدرب الجديد يحسم قراره بشأنهم.

هل أنت راضٍ عن أداء جاد خليل وجيرارد حديديان؟
علاقة جيرارد وزوروس لم تكن جيّدة، وهذا أثر على مستواه في الملعب. هما سيتحرّران الآن مع مغادرة المدرب زوروس.

ما هو الهدف هذا الموسم في بطولة لبنان؟
الهدف ألا نُحقق أقل مما حققناه الموسم الماضي. النكسة كانت قاسية هذا الموسم، وأنا أعتذر من الجمهور على ما حصل.

هل تملك الثقة للفوز على النادي الرياضي؟
أن أفوز بمباراة نعم، لكن بسلسلة كاملة كلا. الرياضي لديه استقرار إداري وفني منذ سنوات طويلة. هدفنا أن نصبح مثل النادي الرياضي والفوز في النهاية.

لقد قلت سابقاً إنك لن تترك نادي الحكمة إلا عندما يُحرز اللقب، هل ما زلت على الموقف نفسه؟
كلا. الحكمة سيُحرز اللقب.

ما هو أكثر ما يُعلّقك بنادي الحكمة؟
الجمهور والشغف.

هل أنت مرشح للانتخابات النيابية العام المقبل؟
لا أعلم، أترك الأمور لوقتها. هناك معايير شخصية سآخذها في عين الاعتبار، الموضوع وارد لكنه غير محسوم.
أريد أن أتطرّق إلى موضوع الحكام والتحكيم لأقول إنني رأيت أسوأ تحكيم ممكن في بطولة WASL، وليس لأحد على حساب أحد، بل بشكل عام. أما التحكيم في لبنان فهو جيّد جداً، لا يوجد حكم لا يحبك، هذا عمله، والخطأ وارد، لكن لا يوجد أي شيء مقصود. من المرفوض أن يُشتم الجمهور الحكم، هذا عمل لا أخلاقي.
ما حصل مع وائل عراقجي غير مسموح، وأنا أعتذر منه ومن النادي الرياضي ومن جمهور الرياضي.

هل نحن جاهزون لتجربة الجمهورين؟
كلا نحن غير جاهزين. علاقتنا بإدارة النادي الرياضي جيّدة، ونحن على تواصل مستمرّ، نحن خصوم في الملعب وأصدقاء خارج الملعب.

ما هي رسالتك إلى جمهور نادي الحكمة؟ وهل صحيح أنّ "الألتراس" محسوبون على جهاد بقرادوني؟
"الألتراس" محسوبون على النادي. لقد أتيت إلى النادي وكانوا موجودين. أنا أوجّه لهم التحية، هم مجموعة ملتزمة ومنضبطة ولهم كل الدعم.

كيف تصف علاقتك مع الاتحاد اللبناني لكرة السلة وتحديداً أكرم الحلبي؟
ممتازة والثقة متبادلة.