شهد مسلسل "المدينة البعيدة" Uzak Şehir تراجعاً مفاجئاً في نسب المشاهدة خلال عرض حلقته الـ26 التي بُثّت مساء أمس الاثنين على قناة Kanal D، إذ انخفضت النسبة بحوالي 2% لتسجل 14.85، مقارنة بحلقاته السابقة التي حافظت على أداء قوي وثابت.

تراجع نسبة مشاهدة مسلسل "المدينة البعيدة" Uzak Şehir

واعتبر بعض المتابعين أن السبب وراء هذا الانخفاض يعود إلى مشهد اعتُبر بمثابة ترويج لإحدى شركات المياه الغازية، التي تم تصنيفها كشركة مقاطعة تابعة للشركات التي تدعم الاحتلال الاسرائيلي في حربه الأخيرة على غزة ما أثار استياء شريحة من الجمهور واعتبروه خرقاً غير مبرر للسياق الدرامي أيضاً.

ورغم هذا التراجع النسبي، يظل العمل واحداً من أنجح مسلسلات الموسم، حيث تفوق طويلاً على منافسيه، مثل "حكاية ليلة" لبوراك دينيز Burak Deniz و"حلم أشرف" لديميت أوزديمير Demet Özdemir.

ردود أفعال متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي

عقب عرض الحلقة، امتلأت المنصات الرقمية بتعليقات غاضبة وساخرة من إدخال إعلان لشركة مقاطعة ضمن مشهد درامي، حيث انتقد البعض ما وصفوه بـ"إقحام تجاري غير ذكي"، بينما رأى آخرون أن ذلك لا يقلل من جودة العمل، وأشار آخر إلى أن "حتى أقوى الأعمال يمكن أن تضعف عندما يُقدّم المال على الفن". في المقابل، دافع البعض عن المسلسل معتبرين أن اللقطة لا تُلغي الجهد الكبير المبذول في النص والإخراج والأداء، ولكن يبقى الاتفاق ليس على وجود مشهد دعائي فقط في المسلسل ولكن لشركة المقاطعة خاصة في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة.

تطورات درامية حادة تهز القصة وتربك الجمهور

على الصعيد الدرامي، شهدت الحلقة تطورات مفصلية أربكت الجمهور وأشعلت الترقب لما هو قادم، بدءاً من وفاة "فكرية" والدة "عليا"، والتي فجّرت مشاعر مختلطة من الغضب والحزن لدى ابنتها، إلى قرار "كايا" بالزواج، وتوتر العلاقة بين "نارة" و"شاهين"، ووصولاً إلى لحظة مفاجئة أُصيب فيها "جيهان" برصاصة أثناء مواجهة مسلحة مع "نديم" و"ديمير". هذه التحوّلات الحادة في مسار الأحداث عكست تصعيداً درامياً مدروساً، لكن كثافتها دفعت بعض المتابعين إلى التساؤل إن كانت السرعة في السرد تؤثر على البناء العاطفي للشخصيات.

ارتباك عاطفي ومثلث حب يشتعل من جديد

في خضم الأحداث، عادت المشاعر المتضاربة لتطغى على العلاقة بين "جيهان" و"عليا"، خاصة بعد أن شعرت الأخيرة بارتباكه كلما تحدث عن "مينة". المشهد الذي كاد "جيهان" فيه أن يعلن حبه لعليا ثم تراجع بسبب انشغاله بحالة طارئة، حيث عبّر عن صراع داخلي بين الحنين للماضي والرغبة في بدء صفحة جديدة. من جهتها، حاولت "زيرين" دفع "ديمير" للاعتراف بمشاعره، لكنه أكّد أن حبه انتهى مع موت "شيداء"، وأن ما تبقى له الآن هو الانتقام فقط، ما ينبئ باستمرار الصراع بين العاطفة والسلطة في الحلقات المقبلة.

حلقة قبل الوداع: تساؤلات عن النهاية المرتقبة

مع اقتراب عرض الحلقة الأخيرة من الموسم مساء الإثنين 2 يونيو، بدأت التساؤلات تتصاعد بين الجمهور: كيف ستنتهي الحكاية؟ ومن سينتصر في معركة الزعامة؟ وهل سينجو "جيهان" من إصابته؟ وهل تكشف "مينة" عن الأسرار التي تخفيها؟ ورغم الجدل، يظل "المدينة البعيدة" عملاً استثنائياً جمع بين الجرأة والواقعية، ونجح في إعادة تقديم دراما العشائر بصيغة معاصرة ومؤثرة.

نجاح تصاعدي ونهاية مرتقبة

منذ انطلاقه، استطاع مسلسل "المدينة البعيدة" أن يفرض نفسه كواحد من أقوى أعمال الموسم، محققاً نسب مشاهدة غير مسبوقة منذ خمس سنوات، ما جعله يتجاوز النسخة الأصلية التي استُوحي منها، وهي "الهيبة". وقد أعاد العمل تشكيل القصة برؤية تركية تمزج بين الغموض، التقاليد، والحب، وسط أجواء مدينة ماردين الحدودية الغنية بالتفاصيل البصرية والتاريخية. ومن المتوقع أن تشهد الحلقة الأخيرة نهاية صادمة، وفق تسريبات نشرتها الإعلامية التركية بيرسين ألتونتاش، والتي لمّحت إلى مفاجآت تطال الشخصيات الثلاث المحورية.

جوائز تعزز مكانة العمل في موسم تنافسي

بعيداً عن الأرقام، حصد "المدينة البعيدة" ثلاث جوائز كبرى في حفل Ayaklı Gazete السنوي، منها جائزة أفضل مسلسل، وأفضل ممثل لأوزان أكبابا (عن دور جيهان)، وأفضل ممثلة لسينام أونسال (عن دور عليا)، ما يؤكد التقدير النقدي للعمل، إلى جانب شعبيته الواسعة. وقد أثنى النقاد على المزج الذكي بين الحداثة والبيئة التقليدية، وتقديم نساء قويات يتفاعلن مع الصراعات على نحو غير نمطي.

عاصفة جدل بسبب التنمّر الإلكتروني على مينة كيليتش

رغم النجاح، لم يسلم العمل من الانتقادات، خاصة بعد حملة تنمّر تعرّضت لها الممثلة مينة كيليتش بسبب دورها المثير للجدل في شخصية "مينة"، حيث كشفت عن تعرّضها لإساءات طالت حتى أفراد عائلتها. ونشرت فيديو أكدت فيه أنها لن تتسامح مع التهديدات، وستتخذ إجراءات قانونية. وقد فتحت هذه الأزمة نقاشاً أوسع حول مسؤولية الجمهور في الفصل بين الممثل والشخصية، ودفع العديد من النجوم للتضامن معها.

ساهم عرض المسلسل مترجماً ومدبلجاً عبر قناة MBC4 ومنصة "شاهد" في توسيع قاعدته الجماهيرية عربياً، خاصة في بلدان الخليج والشام، ما شكّل جسر تفاعل ثقافي ناجح بين الدراما التركية والذوق العربي، لا سيما أن القصة مألوفة للكثيرين بفضل شعبية "الهيبة".